ألذكرى العشرون لاحتلال العراق – بحث موجز باجزاء – الجزء الثالث
1 أبريل , 2023
اللواء الطيار الركن دكتور
علوان حسون العبوسي
24 / 3 /2023
موقف الدول الاطراف المؤيدة والمعارضة للحرب
الموقف البريطاني
الموقف البريطاني كعادته كان اكثر تشددا للحرب على العراق ، فالقوات البريطانية تعمل جنباً الى جنب مع القوات الامريكية في الخليج لفرض العقوبات الدولية على العراق ، وقد قدم رئيس الوزراء البريطاني في اكثر من مناسبة معلومات وافتراءات يحسبها دقيقة عن اسلحة الدمار الشامل التي يملكها العراق وعن الاخطار التي يمكن ان تنجم عن استخدامها ، وبغرض دعم الموقف الامريكي ضد العراق قدم توني بلير اواخر ايلول ( سبتمبر) 2002 الى مجلس العموم البريطاني تقريره الشهير ضد الرئيس صدام حسين الذي اوضح فيها ان العراق سيكون قادراً على انتاج سلاح نووي خلال عام او عامين ، وان الرئيس العراقي لايزال حريصاً على تطوير اسلحة الدمار الشامل وبإمكانه نشر اسلحته البيولوجية والكيمياوية في مدة تقل عن الساعة .
الموقف الاسباني
قدم السيد خوزيه ماريا رؤيته عن الازمة العراقية الامريكية من خلال ما نشره في جريدة الحياة في 15 / 3 / 2003 التي توضح وجهة النظر الاسبانية في تأييدها للولايات المتحدة
القوى المعارضة للتوجهات الامريكية في استخدام القوة ضد العراق
الموقف الفرنسي
علقت آمال كثيرة بمواقف كلا من روسيا والصين وفرنسا والمانيا في مطلع الازمة العراقية لمعارضتها السياسة الامريكية ومشروع الحرب على العراق ، ولكن ما ان تصاعدت الازمة حتى فقد معظم العرب ومعسكر مناهضة الحرب الكثير من الاطمئنان للموقفين الروسي والصيني وبرزت فرنسا والمانيا باعتبارهما الاكثر جدية وتماسكاً في وقوفهما بوجه الهيمنة والابتزاز الامريكي .
الموقف الالماني
لم يختلف الموقف الالماني كثيراً عن الموقف الفرنسي في معارضة الهيمنة الامريكية على الاحداث في العالم وإخضاعها لدول العالم المختلفة لسيطرتها وتحقيق مطامعها ومصالحها في آن واحد ، فالموقف الالماني يعتمد بالأساس على إعطاء مهلة كافية للمفتشين لنزع أسلحة الدمار الشامل إن وجدت والحل السلمي للمشكلة، كما تعارض المانيا الولايات المتحدة في حربها على العراق .
الموقف الروسي
تعتبر روسيا من الدول ذات العلاقات الجيدة مع العراق ، وكانت من اكبر الدول المصدرة للسلاح للعراق ، وقد استمرت هذه العلاقة في اطار تسلسل الاحداث التي مرت بها دول المنطقة عبر حربي الخليج الاولى والثانية وعقب ذلك كانت روسيا تحاول جاهدة مساعدة العراق لتجنب الازمات الدولية التي كان يمر بها مع التحالف الدولي او مع الامم المتحدة ، ، ويجدر القول ان الدبلوماسية الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ظلت سياستها مع العراق متينة ومتزنة في تقديم الدعم المعنوي والسياسي بما في ذلك في اطار الامم المتحدة برفضها التوجه نحو استخدام القوة العسكرية في تطبيق قرارات الامم المتحدة ،وحاولت روسيا عدم انفراد الولايات المتحدة الامريكية بغزو العراق دون غطاء دولي وقرار الامم المتحدة في اطار سعيها لتحقيق الحل السلمي للازمة العراقية الامريكية .
الموقف التركي
يُعد الموقف التركي من الأزمة العراقية شديد الخصوصية ، بحكم أن تركيا حليف مهم للولايات المتحدة الأمريكية، وعضويتها في حلف الناتو، وبها أهم قاعدة جوية للناتو وهى (أنجرليك) في جنوب تركيا. وفي الوقت ذاته كان الموقف التركي شديد التحفظ إزاء ضرب العراق، لخشية أنقرة من أن يؤدي ذلك إلى تطورات لا تنتهى بقيام دولة كردية شمال العراق، يكون لها امتداداً مع أكراد جنوب تركيا، حيث ينشط حزب العمال الكردستاني .
الموقف الايراني
لاشك ان حرباً امريكية ضد العراق يتم من خلالها اسقاط نظام الرئيس صدام حسين وتدمير القوات المسلحة العراقية والبنية الاساسية العراقي يصب في مصلحة ايران لكون العراق يعد منافسها القوي في تحقيق اطماعها وهيمنتها الفارسية على منطقة الشرق الاوسط وهو حلم خميني عند عودته من باريس عام 1979 في تنفيذ مخطط تصدير الثورة الخمينية للعالمين العربي والاسلامي.
في هذا الصدد يذكر الاستاذ الدكتور عبد الستار الراوي سفير العراق في ايران لغاية الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق ما يأتي (قبيل احتلال العراق بنحو ستة أشهر كانت الاستعدادات الإيرانية الرسمية تجري بمنتهى السرية على المستويات كافة ، فيما كان الغزو الأمريكي المرتقب هو القضية المركزية على صفحات جرائد طهران ودورياتها واعلامها الفضائي وإذاعاتها الموجهة .
وعندما أدركت ولاية الفقيه من خلال اجتماعاتها مع الأمريكيين والأوروبيين أن الحرب على العراق واقعة لا محال وأن العد التنازلي لساعة الصفر قد تبدأ في أي وقت ، سارعت إلى إعداد خطط التسلل وصممت مناطق النفوذ وطبقاً لذلك راحت تهيئ المعارضة وتنظم حركتها باتجاهين ، الأول تهيئة رجال الدين والمرجعيات والأحزاب الموالية لولاية الفقيه وهذا هو الجزء الأكثر أهمية لتكريس النفوذ الإيراني ذي الطابع الشعوبي من ناحية والقضاء على القوى العروبية من ناحية أخرى، وجعل منطقة جنوب العراق رأس سهم لمحاربة العشائر العربية.
جورج تنيت .ايران تدعم الحرب على العراق
كانت ايران تقف على الحياد من الحرب على العراق ولكن ذلك في الباطن ، لكنها تنتظر اللحظة المناسبة لتكشف موقفها الحقيقي ، ففي الصفحة 400 من كتاب (في قلب العاصفة ) يذكر مدير المخابرات الامريكية (CIA) جورج تنيت ما يأتي ( وعدت الولايات المتحدة بتسليم كمية كبيرة من الاسلحة الى الفصيلين الكرديين الرئيسيين شمال العراق لكي ينضما الى القتال بفعالية ، ولم يكن الحصول على الاسلحة يثير مشكلة ، لكن ايصالها الى هناك هو المشكلة بعد رفض الاتراك عبور الاسلحة عبر بلدهم ، استأجرت (CIA) عدة طائرات نقل كبيرة لكن رفضت كل البلدان المجاورة التي طلب منها حقوق المرور في اجوائها فغضب الاكراد من التأخير واخذوا يسالون مراراً وتكراراً اين الاسلحة التي وعدتمونا بها؟ ولم يكن لدينا جواب مرضي . أخيراً في شباط 2003 قبل نحو شهر من بداية الحرب قال ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني المحلي ( لطوم سي ) رئيس فريق جهاز الارتباط الامريكي في شمال العراق بمدينة السليمانية (لا عليكم ) ذُهل طوم عندما شاهد شاحنات تصل الى مستودع على بعد خمسين قدم من مقره واطناناً من الاسلحة التي سلمها الحرس الثوري الايراني الى الاكراد .
الموقف الاسرائيلي
من الناحية الظاهرية أدعت إسرائيل أن الحرب الأمريكية ضد العراق لا شأن لها بها إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً حتى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت تُشير بين حين وآخر إلى مشاركات إسرائيلية ونصائح وتقارير تقدمها إلى قوات التحالف من قبل بدء العمليات من أجل توفير صورة عن طبيعة المعارك المحتملة التي قد تواجهها هذه القوات في العراق لاسيما في المدن ، ولم يكن ذلك مستغرباً لأن تدمير دولة عربية كبيرة وجيشها مثل العراق يصب بشكل رئيس في مصلحة وأهداف إسرائيل التي غايتها أن تكون القوة الإقليمية العظمى في المنطقة بلا منازع باحتكارها السلاح النووي، فضلاً عن باقي أسلحة الدمار الشامل الكيماوية والبيولوجية، ووسائل إيصالها الصاروخية والجوية.
وقبل فترة وجيزة من بدء العمليات العسكرية، تكررت إشارات عن وجود قوات نخبة إسرائيلية وعملاء للمخابرات الإسرائيلية في مناطق عدة من العراق لاسيما في المنطقة الكردية بشمال العراق وفي غرب العراق الأمر الذي سبب حرجاً للإدارة الأمريكية التي طلبت من إسرائيل عدم نشر أي معلومات عن الحرب في العراق لاسيما بعد أن أشارت تقارير لوجود مستشارين إسرائيليين في مركز القيادة الوسطى الأمريكية في (السيلية) بقطر يقدمون خدمات استشارية للقوات الأمريكية والبريطانية ناهيك عن تقارير أخرى أشارت إلى تدريبات مشتركة بين قوات إسرائيلية وأمريكية ووجود أسلحة ومعدات إسرائيلية في أيدي القوات الأمريكية، أبرزها طائرات من دون طيار إسرائيلية الصنع.
قوات الطرفين وفكرة استخدامها
الاستعدادات ألنهائية للحرب
قوات الطرفين
القوات العراقية
القوات البرية (الجيش النظامي )
الفيلق الاول .في كركوك بشمال العراق بقيادة الفريق حميد رمضان التكريتي
الفيلق الثاني . في محافظة ديالى بقيادة الفريق الركن فوزي ابراهيم اللهيبي
الفيلق الثالث. في محافظة البصرة والناصرية في جنوب العراق بقيادة الفريق الركن نوري داود مشعل العبيدي.
الفيلق الرابع. في محافظة العمارة يربط ما بين الفيلق الثاني والثالث بقيادة الفريق الركن حكمت كاظم سلمان الجحيشي.
الفيلق الخامس. محافظة نينوى في شمال العراق بقيادة الفريق الركن سالم حافظ التكريتي.
القوات البرية ( خارج نظام معركة وزارة الدفاع )
جيش الحرس الجمهوري. يتألف من فيلقين شمالي وجنوبي :
الفيلق الشمالي ، فيلق الله أكبر بقيادة الفريق الركن مجيد حسين الدليمي .
الفيلق الجنوبي. فيلق الفتح المبين بقيادة الفريق الركن رعد مجيد الحمداني .
جيش الحرس الخاص . يتألف من فرقتين . وضعت قيادتي الحرس الجمهوري والحرس الخاص تحت قيادة قصي صدام حسين ولهم رئاسة اركان ومديريات خاصة بهما بقيادة الفريق الاول الركن سيف الدين الراوي .
جيش القدس .عباره عن تنظيم جديد أستحدث في عام 2001بغرض معادلة ميزان القوى العسكرية ، وقد شكلت القيادة السياسية في هذا العام رئاسة اركان ومديريات وصنوف بقيادة الفريق الاول الركن اياد فتيح الراوي .
جيش فدائيو صدام .هو تنظيم شبه عسكري يعتمد على المتطوعين بقيادة ضباط من ذوي الخدمة الدائمة من فائض الجيش والحرس الجمهوري، وقد عين الفريق الركن قيس الاعظمي رئيساً لأركان هذا التنظيم.
جيش حزب البعث العربي الاشتراكي .عبارة عن عناصر من منتسبي حزب البعث العربي الاشتراكي ممن لم يشاركوا في التشكيلات والتنظيمات السابقة التي مر ذكرها وجلهم من الكسبة وأصحاب المهن والمتقاعدين من المدنيين والعسكريين.
قوات حرس الحدود . وهم من عناصر الجيش النظامي (وزارة الدفاع ) واجباتهم مسك الحدود الدولية تقودهم قياده بمستوى فيلق.
تدريب الشعب عسكرياً للمواجهة المحتملة
في محاولة اخرى لرفع ميزان القوى مع العدو الامريكي / البريطاني استشعرت القيادة العراقية في عام 1998 بان المنازلة معهم باتت شبه حتمية ، عليه يتطلب اتخاذ اجراءات اخرى للدفاع لان الجيوش وحدها لا تكفي للدفاع عن الوطن عليه قررت تدريب الشعب وكل من يستطيع حمل السلاح لمواجهة الغزاة .
الفدائيين العرب . بعد 25 / 3 / 2003 دخل المئات من مجاميع الفدائيين العرب خاصة من سوريا الشقيقة كمتطوعين للقتال الى جانب أشقائهم العراقيين.
اجمالي تعداد اسلحة وافراد القوات البرية المقاتلة .
. الافراد . يبلغ أجمالي تعداد العناصر المقاتلة أكثر من مليون مقاتل بضمنها قوات الاحتياط .
.الاسلحة .يصل حجم الاسلحة البرية الى 2200 دبابة من الانواع ،حوالي 900 عجلة قتال مدرعه ، 2000 عجلة نقل جنود مدرعة ، 150 مدفع ذاتي الحركة ، 1800مدافع عيارات مختلفة ، قاذف صواريخ 150 (107 ملم /127 ملم /132ملم /262 ملم) وعدد من القواذف الصاروخية المضادة للدبابات ، عدد من قواعد اطلاق صواريخ ارض –ارض ذات مدى 150 كلم (وقد تم تدمير أعدد كبيرة منها بواسطة لجان التفتيش قبل بدء الحرب ) .
قيادة المناطق. وضعت كافة القوات المشار اليها آنفاً بقيادة كل من :-
المنطقة الشمالية – وتشمل محافظتي الموصل وكركوك وجزء من ديالى وصلاح الدين مع كافة القوات التابعة للفيلقين الاول والخامس وفرقتي من جيش القدس والفدائيين وقوات حزب البعث بقيادة نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق الاول الركن عزت الدوري .
المنطقة المركزية الوسطى – وتشمل محافظات بغداد ، الانبار ، صلاح الدين ، ديالى ، وجزء من الكوت وكربلاء مع كافة قوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص والفيلق الثاني ، وفرق جيش القدس والفدائيين وقوات حزب البعث بقيادة قصي صدام حسين .
منطقة الفرات الاوسط – وتشمل محافظات بابل ( الحلة ) ، كربلاء ، النجف ، الديوانية ، المثنى (السماوة ) مع كافة القوات من فرق جيش القدس والفدائيين وتنظيمات الحزب بقيادة عضو القيادة السياسية مزبان خضر هادي .
المنطقة الجنوبية – وتشمل محافظات البصرة ، ميسان (العمارة ) ، ذي قار ( الناصرية ) ، مع كافة القوات التابعة للفيلقين الثالث والرابع والقوات البحرية وفرق قوات القدس والفدائيين وتنظيمات حزب البعث بقيادة عضو القيادة السياسية الفريق الاول الركن علي حسن المجيد .
القوة الجوية و وطيران الجيش والقوة البحرية
حسمت الولايات المتحدة الامريكية أمرها بالهجوم على العراق بعد حصار شامل استمر حوالي ثلاثة عشر سنه دمر وشل كافة القدرات والامكانيات السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى الاجتماعية ، القوة الجوية هذه القوة العظيمة في تنظيمها وكفاءتها وتراكم خبرتها اصبحت منتهية أخرجت من الحسابات الاستراتيجية المعول عليها علمياً ، رغم متابعتها شخصياً من قبل السيد رئيس الجمهورية بتقارير ربع سنوية ترفع له ، تتضمن الاعداد والصلاحيات والمتبقي من الاعمار التقويمية والزمنية وهي في تناقص مستمر حتى باتت منتهيه عملياً في عام 2000 سوى عدد قليل من الطائرات المقاتلة تحاول مديرية الهندسة الجوية دائماً تمديد اعمارها بالحدود القصوى المسموح بها واحياناً تتجاوز عليها حتى باتت هذه القوة كالرجل المريض بمرض عضال لا شفاء منه ، اما الطيارين فالقسم الاعظم منهم اُحِيل على التقاعد والباقون كلفوا بمهام إدارية وهناك نسبة قليلة منتخبة من الطيارين تمارس الطيران بعدد ساعات قليلة للحفاظ على لياقتها الجوية لاحتمال تكليفهم ببعض المهام الدفاعية على طائرات كان قد احتفظ بساعات طيرانها لهذا الغرض.
طيران الجيش
لم يختلف دور طيران الجيش عن القوة الجوية فمعظم طائراته كانت أما مدمرة أو عاطلة لأسباب فنية لنقص في المواد الاحتياطية ، وقد تم الايعاز لقيادة طيران الجيش قبل الحرب بشهر تقريباً تفريق الطائرات ومعداتها خارج قواعدها ، في المناطق التي تساعد على التمويه والغش.
القوة البحرية
لم يبقى من القوة البحرية بعد حرب الخليج الثانية سوى 10% من قدراتها وامكاناتها القتالية شملت بعض الزوارق النهرية ليس لها تأثير في الميزان العسكري ولا تشكل رقماً مهماً ضمن إجمالي القدرات العسكرية العراقية ، هناك ايضاً ثلاثة افواج (وحدات) احدهما فوج خفر سواحل ساهم بالتعاون مع قطعات فرقة المشاة الآلي/ 51 (من الفيلق الثالث) في الدفاع عن مدينة أم قصر وفوج حرس حدود وفوج مشاة بأمرة قاعدة ذات الصواري ، وقد اعدت خطة لاستخدام الصواريخ البحرية سطح – سطح الصينية ( المدى 140 كلم ) ، انيط استخدامها بقرار من قائد المنطقة الجنوبية ، وفعلا استخدمت في الايام 20 ، 21 ، 22 ،وتمكنت من التأثير على بعض الاهداف البحرية القريبة منها داخل العمق الكويتي ( الشعيبة – القليعة ).
الدفاع الجوي
يشمل الدفاع الجوي القطري والميداني وحاله حال الاسلحة الاخرى التي دمرت وتضررت في حرب الخليج الثانية ، يتألف الدفاع الجوي بعد فصله عن القوة الجوية في عام 1993 من مقر للقيادة واربعة قواطع وعدد من مراكز القيادة والسيطرة منتشرة في انحاء القطر عملت بشكل لامركزي اثناء الحرب بسبب انقطاع المواصلات وسلسلة تلقي الاوامر . وقد اتضح بعد مناقشة ما جرى لمنظومة الدفاع الجوي العراقي اثناء حرب الكويت وام المعارك وأثناء فترة الحصار الشامل وحتى بدء العدوان الامريكي البريطاني على العراق المدى الذي وصلت اليه قدراته وامكاناته التي لم تتجاوز 50% مما كانت عليه قبل حرب الكويت بالإضافة الى انتهاء دور متصدياته ذراعه الطويلة الضارب ، حيث أمعن التحالف الامريكي البريطاني وبعضاً من اسلحة الجو الخليجية تدمير هذا الجزء المتبقي المهم من أسلحة الجو العراقية .
كما واجه رجال الدفاع الجوي العراقي الضربات الجوية الامريكية رغم ما تعرض له من استهداف وتدمير بناه التحتية ، فكان التصميم هو النصر او الشهادة بما يمتلكه من قدرات وامكانات أصبحت لا تؤدي الا القليل من ادوارها في مواجهة عدو يمتلك قدرات وامكانات متفوقة ، فكان التخطيط هذه المرة يعتمد على محاولة تعويض نقص الاسلحة باستخدام مضاعفات القوة بالحركة السريعة وانتخاب العديد من المواقع القتالية البديلة وجعل كل وسائل الدفاع الجوي من صواريخ ارض- جو على اختلاف انواعها ومحطات توجيه ومولدات قدرة ورادارات كشف وإطلاق متحركة بتحوير العجلات لحمل هذه المعدات الثقيلة وصعوبة حركتها ،ثم إجراء العديد من الممارسات التشبيهية لتقليل الوقت والانتشار السريع، وهذا يتطلب جهود استثنائية غير بسيطة مع حرص وتصميم الامرين وباقي منتسبي الدفاع الجوي .
الفكرة العامة لاستخدام القوات البرية العراقية في العملية الدفاعية الاستراتيجية
اعتمدت الفكرة العامة للعملية الدفاعية الاستراتيجية على التمسك بالمحافظات العراقية بضمنها العاصمة السياسية بغداد في محاولة لاستدراج القوات الامريكية والبريطانية الى حرب المدن وقد اخذ الدفاع الاساليب التالية :-
– اسلوب الدفاع الثابت . تقوم به قوات الجيش النظامية لكافة المحافظات عدا العاصمة بغداد (كلفت به جيش الحرس الجمهوري والحرس الخاص) بالتعاون مع القوات شبه العسكرية .
– اسلوب الدفاع التعرضي . وتقوم به قوات الجيش النظامي وجيش الحرس الجمهوري والخاص في بعض المحاور والاتجاهات الاستراتيجية المهمة كالمحور الجنوبي مع أمكانية شن هجومات مقابلة محدودة في بعض المناطق .
نقاط الضعف العامة في التخطيط الاستراتيجي العسكري العراقي
يمكن تحديد نقاط الضعف العامة في التخطيط الاستراتيجي والقوة العسكرية العراقية بما يأتي :
– في بداية عام 2002 جرت عدة تمارين لعب حرب في القاطعين الشمالي والجنوبي وجامعة البكر لوضع خطة كتومة لأسلوب الدفاع عن بغداد تجاه العدو الامريكي كهدف استراتيجي مهم بتكليف السيد وزير الدفاع ، وقد جرى مناقشتها بحضور السيد رئيس اركان الجيش ومعاونيه والمفتش العام للقوات المسلحة ومدير الاستخبارات العسكرية وقادة الاسلحة ، ترتكز الخطة ان ( بغداد هدف استراتيجي مهم وخطير فاذا منعنا العدو الامريكي الوصل الى بغداد فان جميع المحافظات والمناطق التي سيحتلها سنتمكن من استعادتها تدريجياً لان الراس او القلب يبقى يعمل ( آخذين بنظر الاعتبار تجربة عام 1991 عندما سقطت 14 محافظة ولم تسقط بغداد تمكنت الدولة حينها استعادة السيطرة على المحافظات الاخرى ) ،رفعت الدراسة بعد دراستها لعدة مرات واجراء العديد من التعديلات عليها الى رئاسة الجمهورية – السكرتير ومنه الى السيد المشرف على الحرس الجمهوري لبيان الراي ومع الاسف رفضها فوراً قبل ان يطلع عليها لأنها وضعت من قبل وزارة الدفاع واجابوا رئاسة الجمهورية – السكرتير ( بان لديهم خطة خاصة للدفاع عن بغداد وضعت من قبلهم وهي ملائمة للدفاع عن بغداد بإمكانيات وموارد الحرس الجمهوري ) ، هذه الخطة لم نطلع عليها في وزارة الدفاع الا في ليلة 27 – 28 / 3 / 2003، في شباط / فبراير 2003 حمل الدراسة السيد وزير الدفاع الفريق الاول الركن سلطان هاشم شخصياً الى السيد رئيس الجمهورية لمناقشتها مع سيادته واعتمادها وقد علق عليها رئيس الجمهورية ما يأتي ( لا أوافق على الخطة ، ماذا سيقول شعبنا عنا ندافع فقط عن بغداد ونتركهم كيف نفصل الراس عن الجسد والفرع عن الاصل ، الا يعرف وزير الدفاع بان الحرس الجمهوري يتألف من فيلقين وهي كافية للدفاع عن بغداد ) ، مع كل ذلك اعتمدت خطة وزارة الدفاع يوم 28 / 3 / 2003 بعد فوات الاوان ، في حينها كلف وزير الدفاع قيادة الحرس الجمهوري بعد قناعة رئيس الجمهورية بان خطة الحرس الجمهوري للدفاع عن بغداد غير مجدية والأمريكان على ابواب بغداد !!!!.
قوات التحالف ( التحشد والتخطيط )
بنيت الاستراتيجية الامريكية ضد العراق على استراتيجية هجومية اطلقت عليها أسم (الهيمنة السريعة) هدفها تحقيق نصر عسكري حاسم يؤدي الى تحقيق هدف سياسي يتم من خلاله تحقيق الغاية او الهدف المستقبلي للولايات المتحدة في اعادة بناء المنطقة عموماً سياسياً واقتصادياً وربطها بمصالحها القومية في تلك المنطقة وقد اعتمدت استراتيجيتها العسكرية لتحقيق ذلك على نظرية ( الصدمة والرعب ) وذلك باعتماد القوة الجوية والصاروخية والمدفعية في وقت متزامن مع هجمات برية قوية ومن اتجاهات متعددة مع تخصيص دور رئيسي للقوات الخاصة في عمليات الصولة البرية والجوية وعمليات خلف الخطوط بالاستعانة بالعملاء المدربين بهدف العمل على سرعة انهيار الدفاع العراقي واحتلال بغداد ، يتخلل ذلك خطط للحرب النفسية والاعلامية منظمه بشكل جيد وبالتالي السيطرة على اركان الدولة والعمل على أسقاط النظام باقل الخسائر لقواتها المهاجمة .
قوات التحالف ألمستخدمة في حرب الخليج الثالثة
القوات البرية
القوات البرية الامريكية
بلغ اجمالي القوات البرية الامريكية 220000 الف مقاتل ، وبعض المصادر تشير الى اكثر من 300000مقاتل وكما يأتي :-
– الفيلق الخامس .
– الفرقة / 3 آلية مارينز (5 كتائب دبابات ، 6 كتائب مشاة آلي ) تعدادها 15000 جندي .
– الفرقة الاولى فرسان (مدرعة ) .
– الفرقة/ 4 آلية (احتياط استراتيجي ) وصلت بعد انتهاء الحرب .
– الفرقة 101 أنتشار سريع ( محمولة جواً) ( 270 طائرة هليكوبتر ) .
– الفرقة 82 أنتشار سريع ( محمولة جواً) .
– اللواء 173 صولة جوية .
– اللواء 194 صولة جوية .
– الفرقة الاولى مشاة اسطول ( 3 الوية مشاة مسندة بالدبابات ) .
– الفرقة الثانية مشاة اسطول (3 الوية مشاة مسندة بالدبابات ) .
– قوات خاصة (دلتا ، كوماندوس
القوات البرية البريطانية
بلغ أجمالي القوات البرية البريطانية حوالي 40000 الف مقاتل
القوات الجوية
القوات الجوية الامريكية
– أكثر من (1000 ) طائرة نوع ( ب-52 ، ب-1 ، ب-2 ، ف14 ، ف15 ، ف16 ، ف18 ، ف117 ، ف-111 ، اي-10 ) .
– أكثر من 500 طائرة هليكوبتر مقاتلة واغراض عامة (عدا ما موجود في الفرق )
– أكثر من 200 طائرة نقل وتزويد وقود جواً وطائرات انذار وسيطرة ومراكز السيطرة المحمولة جواً.
– عدد غير معروف من الطائرات المسيرة .
– عدد غير معروف من الصواريخ الجوالة ( كروز ) .
القوات الجوية البريطانية
أكثر من 100 طائرة مقاتلة نوع تورنيدو ، هرير
القواعد الجوية
– 15 قاعدة جوية بدول الخليج العربي وتركيا .
– (15 قاعدة جوية من دول اوربا والولايات المتحدة (خارج نطاق مسرح العمليات ).
القوات البحرية
القوات البحرية الامريكية
حوالي 100 قطعة منها ( سفن قتال مختلفة الانواع ، مدمرات ، فرقاطات ، غواصات )، 12 سفينة مسلحة بصواريخ كروز تماهوك ، منتشرة في البحر الاحمر والخليج العربي ، خمسة حاملات طائرات منها 3 في بحر عُمان والمحيط الهندي وهي ( روزفلت ، كونستليشن ، كيتي هوك ) ، واثنان في شرق البحر المتوسط وهي ( لنكولن ، أيزنهاور ) .
القوات البحرية البريطانية
حوالي 20 سفينة في الخليج العربي منها حاملة طائرات ( اريك رويال ) وحاملة هليكوبتر ( أوشن ) ووحدات مشاة اسطول ، ومجموعة قوات خاصة .
القوات الاسترالية – (لواء مشاة آلي ) ، سرب طائرات ف/ 18 ، 5 طائرات نقل ، 3 طائرات هليكوبتر نوع شينوك ، سرب طائرات هليكوبتر 817 ( سي كنك ) .
قوات المانية – (200 فرد من عناصر استطلاع كيمياوي ).
قوات تشيكية 200- ( فرد من عناصر الاستطلاع الكيمياوي) .
دول اخرى شاركت في الحرب على العراق لاحقاً
حشد القوات الامريكية والبريطانية
بدأ حشد القوات الامريكية والبريطانية في اواخر كانون الاول (ديسمبر) 2002واستمر لمدة شهرين ونصف في اقطار الخليج العربي وكما يأتي :-
– الكويت . تواجد حوالي 25000 الف جندي من كافة الصنوف وقد انضمت اليهما قوات الفرقة الرابعة الجبلية لاحقا بعد ان امتنعت تركيا من حشدها في اراضيها موزعين في قاعدتي علي السالم الجوية وعبد الله مبارك الجوية .
– البحرين .تواجد في قاعدة الجفير بالبحرين 3000 جندي امريكي أضافة الى مركز قيادة الاسطول الخامس وميناء سلمان وقاعدة الشيخ عيسى الجوية ومطار المحرق .
– قطر . يتواجد في قاعدة العديد الجوية اكثر من 7000 جندي امريكي ، أضافة الى مركز العمليات الجوية المشتركة و معسكر السيلية الذي يعتبر مقر القيادة الوسطى الامريكية .
– المملكة العربية السعودية . تواجد حوالي 500 جندي أمريكي فقط لكون القيادة الامريكية التي كانت متواجدة فيها انتقلت الى قطر .
– الامارات العربية المتحدة . يتواجد حوالي 1300 جندي امريكي تابعين للقوات الجوية الامريكية في ابو ظبي ، فضلا عن استخدام القطع البحرية الامريكية لميناء الفجيرة وميناء جبل علي .
– سلطنة عُمان . يتواجد 270 جندي يتمركزون في قاعدتي الثميرات ومصيره الجويتان .
مدة العملية الهجومية الاستراتيجية لقوات التحالف خطط لها من اسبوعين الى ثلاثة اسابيع من بدء القتال
اكتفي بهذا القدر من التفاصيل للعملية الهجومية الاستراتيجية
لقد اجريت مقارنة نوعية للقوات المعادية وقواتنا حصلت على نسبة تقريبية محتملة 1 :50 لصالح قوات التحالف هذا يعني مقارنه شبه الخيال لايمكن تصديقها ومن الخطا المواجهة المعروف نتائجها مسبقا .
فكرة العملية الاجهاضية العراقية في العمق الكويتي
مع بداية شباط / فبراير 2003 بدأت القطعات البرية الامريكية والبريطانية بالقرب من الحدود العراقية – الكويتية استطلاعات بصرية بالعين المجردة وبما يسمح له النظر ومعدات الرصد الى العمق العراقي ، وان معظم قادة وامري العدو قد استطلعوا محاور تقدمهم من العمق الكويتي واتجاهات حركة قطعاتهم بعد اجتياز الحدود ،وقد تمادوا كثيرا وبدأوا ينفذون ممارسات عملية بقطعاتهم المدرعة والالية والمشاة ويتقربون من حدودنا لمسافة 1 كلم بمستوى الوحدات وتبقى مفتوحة في مواضعها ويجري تبديلها بأخرى كل 24 ساعة لزيادة المعرفة والاستطلاع وتدقيق اتجاهات غزوها للعمق العراقي ، وتركزوا تواجدهم واستطلاعهم على مناطق الرقطة الجنوبي ، الرميلة الجنوبي ، سفوان ، ام قصر ، الفاو .
يذكر الفريق الركن معاون رئيس اركان الجيش للعمليات ما يلي (في شهر شباط / فبراير 2003 ولكثرة المعلومات التي تردنا من الجنوب ذهبت ومعي مدير الاستخبارات العسكرية ومدراء التخطيط والحركات العسكرية لتدقيق ذلك ميدانياً ، ومن خلال مرصد جبل سنام دققنا الجبهة والحدود مع الكويت وشاهدنا اعداد كثيرة من العجلات المدرعة الامريكية والبريطانية بالقرب من خط الحدود لأغراض الاستطلاع واجراء الممارسات على اتجاه الخرق في العمق العراقي ، في نفس الوقت شاهدنا التحشدات الرئيسية لقوات الغزو في عدة مناطق داخل العمق الكويتي ولمسافة 4-5 كلم عن خط الحدود ، ونفس الشيء من مرصد اخر قرب أم قصر فوق سطح احد الابنية داخل المدينة من مرصد استخبارات البحرية . عدنا الى بغداد في اليوم التالي وتدارسنا الموقف بدقة مع السيد وزير الدفاع ورئيس اركان الجيش وان العدو عازم على غزو بلدنا ، وستكون الكويت القاعدة الرئيسة لانطلاق قواتهم ، مما يستوجب علينا إجراء هجوم إجهاضي كضربة مسبقة للتأثير على استحضاراته وتكبيده خسائر وبث الرعب في نفوس جنوده ، وقد اقتنع السيد وزير الدفاع ورئيس اركان الجيش وامر بإعداد دراسة سريعة بالاشتراك مع الاستخبارات العسكرية وبحلقة ضيقة لسرية واهمية الموضوع ، في 10 آذار/ مارس 2003 تم الانتهاء من الدراسة وناقشنا بها رئيس أركان الجيش ومن ثم وزير الدفاع واجرينا عليها بعض التعديلات بحجم القطعات ونوعيتها وتوقيت الهجوم الاجهاضي تضمنت الغاية منها – القيام بهجوم اجهاضي على قطعات العدو داخل الاراضي الكويتية للتأثير على استحضاراته وتكبيده أكبر الخسائر والحصول على اسرى على ان ينفذ ليلاً وبكتمان عالي في التوقيت والاتجاه وحجم القطعات .
القطعات المشاركة في العملية الاجهاضية
-لواء المغاوير الاول من الفيلق الثالث
– لواء المغاوير الثالث من الفيلق الثالث
– (2) فوج مشاة آلي من موارد الفرقة الالية/51 المتمركزة في الدريهمية – البصرة .
– (2) كتيبة مدفعية متوسطة من موارد الفرقة الالية/ 51 .
– قيادة القطعات تكون من مسؤولية قائد الفرقة الالية/ 51 – الفيلق الثالث .
التحشد والاتجاهات
– يتحشد لواء المغاوير الاول بإسناده كتيبة مدفعية متوسطة بنظام التسرب في المنطقة الصناعية المحصورة ما بين معمل البتروكيماويات والقاعدة البحرية في خور الزبير ، ويكون اتجاهه على محور أم قصر – باتجاه ام العيش داخل الكويت لضرب مجاميع تحشد العدو في تلك المنطقة وتكون حركته وهجومه ليلاً وصامتاً دون استخدام الاتصالات اللاسلكية قبل ساعة (س) إطلاقاً .
-يتحشد لواء المغاوير الثالث ومعه فوج مشاة آلي بأسناد كتيبة مدفعية متوسطة مفتوحة الى الخلف بنظام التسرب في مخازن عتاد البحرية والرميلة الجنوبي ويكون اتجاهه الرقطة الجنوبي وعلى عدة اتجاهات لضرب تجمعات العدو في العمق الكويتي وتكون حركته وهجومه ليلاً وصامتاً بالتنسيق مع الرتل الاخر .
كانت القدرات القتالية لألوية مغاوير الفيلق الثالث جيدة ، وقوتها القتالية اكثر من 80% من حيث الاشخاص والاسلحة.
اكملنا الخطة بشكل جيد ونوقشت في وزارة الدفاع وبدأنا بأقناع قيادة المنطقة الجنوبية على تنفيذها بعد ارسال مدير الحركات العسكرية ومعه رسالة من السيد وزير الدفاع الى قائد المنطقة الجنوبية السيد علي حسن المجيد ونائبه الفريق الركن حسين رشيد وبعد حصول موافقتهم على التنفيذ اصطحب السيد وزير الدفاع الدراسة والخطة مع الخرائط لشرحها للسيد الرئيس صدام حسين وأهمية قيامنا بالضربة الاولى كمبدأ مهم في السياقات العسكرية دون انتظار العدو قيامه بها ، وقد قررنا ان تكون ضربتنا ليلة 18 – 19 / 3 / 2003 لكون نوايا العدو باتت واضحة وبدون شك ، ولكن لم تحصل موافقة السيد الرئيس القائد العام على الخطة وعلق عليها ( ينبغي علينا عدم القيام بتنفيذنا للضربة الاولى والتهيؤ لتنفيذ الضربة الثانية !!!!.
وكان الرئيس القائد العام لا يريد على ما يبدوا ان يعطي للعالم بانه هو البادئ بالعدوان ومن جانب آخر كان لديه بصيص أمل ولو قليل بان الغزو الشامل سوف لن يحدث .
عاد السيد وزير الدفاع الفريق الاول الركن سلطان هاشم مهموماً وقال لرئيس اركان الجيش وانا (اقرأوا تعليق الرئيس القائد العام ) ، فقرأنا التعليق ، بعده قلت لوزير الدفاع عندما ينفذ العدو الامريكي الضربة الاولى فان جميع الضربات اللاحقة ستكون من نصيبه ولن يسمح لنا من تنفيذ لا ضربة ثانية ولا ثالثة لتفوقه جواً وبراً وبحراً .
حوار مع جنرال امريكي
ويضيف). الفريق الركن ياسين فليح المعيني( بعد احتلال العراق سألني أحد الجنرالات الامريكان خلال التحقيق معنا عن سبب عدم قيامنا بهجمات إجهاضيه ضدهم عندما كانوا داخل الكويت ، فشرحت له الخطة المقترحة لقيام بعض قطعاتنا بهجوم إجهاضي ضدهم ، وفجأة دهش هذا الجنرال وقال لو انتم هاجمتمونا قرب الحدود لانسحبنا حتى مدينة الكويت ،لأننا كنا في اردأ حالاتنا من كثرة القطعات المفتوحة في الرمال والارهاق الذي اصابها من جراء الانتظار ، وكان سيؤدي الى قيام القطعات الامريكية بضرب بعضها الاخر ) .
حوار مع السيد وزير الدفاع
ويضيف الفريق الركن معاون العمليات (شدد رئيس الاركان وأنا ورجونا السيد وزير الدفاع إعادة الموضوع ومحاولة اقناع الرئيس القائد العام بذلك ، فرفض رأينا لأنه سيسمع كلاماً خشناً لا يرغب بسماعه ثانية !!!! ،وانتهى الموضوع ثم اتصل رئيس اركان الجيش بالفريق اول حسين رشيد في المنطقة الجنوبية واخبره بان الموضوع الغي.
المصادر
- الفريق الركن ياسين فليح المعيني : معاون رئيس اركان الجيش للعمليات
- حرب الخليج الثالثة –يوميات الحرب الامريكية المبرمجة على العراق
- ). ALLIED PARTICIPATION OPERATION IRAQI FREEDOM
- المبدئ الذي ذهبت اليه وزارة الدفاع العراقية صحيح 100% يفترض بعد التيقن من نوايا العدو ( وهذا حاصل بتحشد القوات والنوايا واضحة ) القيام بضربة عسكرية ضد القوات الامريكية والبريطانية حتى لو كانت بسيطة لأرباك خططهم ، دون الانتظار لتلقي ضربتهم ومن ثم القيام بضربات التي لا يمكن القيام بها في ظل تفوق ساحق ومعروف لدى القيادة السياسية العراقية ، ولكن العناد وعدم قبول راي القادة العسكريين المهنيين من خلال الدراسات التي اجروها وتطبيقها كلعب حرب اوصل البلد الى احتلال مهين وجائر لازالت آثاره حتى يومنا هذا ( الباحث ) .
اترك تعليقك