الطيارالايراني الذي استدرج من قبل رجال الاستخبارات العراقية وهرب بطائرتة الفانتوم بقاعدة علي الجوية
30 ديسمبر , 2016
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)
صدق الله العظيم
هذه الاية هي شعار مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية
قصة الطيارالايراني الذي استدرج من قبل رجال الاستخبارات العراقية
الذي لجاء الى العراق بطائرته الفانتوم (F-4 Phantom)
وهبط بطائرته في قاعدة الامام علي في (الناصرية)
في 30 من شهراب من عام 1984م
من انجح العمليات الاستخبارية التي يفتخر بها كل عراقي شريف خدم هذا البلد
بحرص وغيرة انها …اليكم تفاصيل هذه القصة
الجزء الاول
اتصلت الملحقية العسكري التابعة للسفارة العراقية في افغانستان
(وكان صفة اعضاءهذه الملحقيات العسكرية العراقية ممن كانو يترشحون لهذا المنصب من قبل مديرية الاستخبارات العراقية بعد ان يكملوا دوره في مدرسة الاستخبارات العسكريه لا تقل عن 6 أشهرويعملون كضباط استخبارات في الوحدات العسكرية ) تم الاتصال بالمديرية العامة للاستخبارات بأن هناك مجموعة من الضباط بينهم طيارين ايرانيين هاربين من الخدمة العسكرية يحملون الجنسية الايرانية والان يتواجدون في افغانستان وطلبت من مديرية الاستخبارات العامة بالموافقة مفاتحتهم لغرض اللجوء الى العراق والاستفادة منهم .
وبعد ايام قليلة جاء رد المديرية العامة بالموافقة بالتحرك عليهم ومحاولة اقناعهم باللجوء الى العراق بعد مراقبتهم ومتابعتهم
وبعد فتره من المراقبة والمتابعة تم التحرك عليهم واقناعهم بذلك الامر. وابدوا رغبتهم في ذلك
وبعدها تم تأمين سفرهم الى العراق وكان عددهم (4) وتم استقبالهم من قبل عناصر تابعة الى احد الشعب في الاستخبارات العامة وتم تامين سكنهم وتوفير الحماية لهم
وبعد ذلك قامت لجنة من الاستخبارات العسكرية بالتعاون مع المخابرات العراقية بالتقصي عن واقعهم الاجتماعي والسياسي داخل مدنهم في ايران وماهي االاسباب التي دعتهم الى الهروب من ايران ولجؤهم الى العراق وكيفيىة الاستفادة منهم واستثمارهم
وتبين حسب المعلومات الواردة من داخل ايران انهم من المعارضين لنظام الايراني واتضح ان احدهم كان ضابط طيار سمتيه من نوع شينوك ومن المشاركين في معركه شرق دجلة الاولى عام 1984م
وبعد فترة من اللقاءات مع اللجنة المتخصصة لهذا الغرض تم الطلب منهم بالتحرك على زملائهم المعارضين واقناعهم باللجوء الى العراق وتم التركيز على الطيار الايراني وبعد فتره اخبر الطيار الايراني اللجنة بأن هناك طيار ايراني برتبه نقيب يرغب باللجوء الى العراق بطائرته ال (الفانتوم اف 4 ) فتمت موافقة المراجع – وتم تكثيف الاتصالات ما بين طيار السمتية وصديقه طيار الفانتوم (F-4)
والذي يدعى نقيب نجيب – فتم تامين موعد لقاء مابين الطيار الايراني( طيار F-4) وأحد ضباط الاستخبارات والذي كان مكلف بمتابعة هذه القضية وعلى ان يكون اللقاء في فرنسا
وعلى هذا الاساس تم سفر ضابط الاستخبارات العراقي الى فرنسا حيث قابل النقيب الطيار الايراني هناك علما (لم يكن الضباط الطيارين الايرانيين ممنوعين من السفرمن قبل حكومتهم في تلك الفترة ) وبعد اللقاء الذي حدث بين الاثنين عاد ضابط الاستخبارات العراقي من فرنسا وهو فرحا جدا لانه تمكن من اقناع الطيار الايراني بالقدوم الى العراق مع طائرته الفانتوم ولكن النقيب نجيب الطيار الايراني لم يحدد الوقت وطلب مهله لكي يدرس الواجبات التي يكلف بها من قبل القيادة الايرانية ويغتنم الفرصه لتفيذ ما اتفق عليه وتم تسجيل اللقاء كاملا حتى تكون المديرية الاستخبارات على ثقه بالمعلومات التي زود بها الطيار الايراني الى ضابط الاستخبارات العراقي المكلف بلقائه في باريس
وبعد انقضاء المهلة التي طلبها الطيار الايراني اتصلت المديريه به واكد اصراره على اللجوء الى العراق مشترطا وضع مبلغ قدره (200000$) في حساب خاص به وحدد الدولة والمصرف الذي يوضع هذا المبلغ وبما ان مبلغ 200$ الف دولار كبير وكان هناك توجيهات وتعليمات بعدم صرف مبالغ كبيرة بالعمليات صعبه الا بموافقة القائد العام للقوات المسلحة شخصيا
فتم مفاتحة رئاسة الجمهورية بكتاب سري وشخصي اوضحت فيه سير العملية الاستخبارية والاحتياج لهذا المبلغ وبعد اطلاع الرئيس صدام حسين رحمه الله على الكتاب بارك جهود المديرية و وافق على المبلغ سافر ضابط الاستخبارات العراقي الى باريس مره اخرى وتم تحويل المبلغ الى المصرف المحدد واتصل بالنقيب الطيار الايراني واخبره بايداع المبلغ وتهيئه الاجراءات الخاصه بلجوئه مع طائرته الى العراق
وهنا تم الاتصال بامر قاطع الدفاع الجوي الثالث من قبل مدير الاستخبارات العسكريه واللقاء به على انفراد وتم شرح العملية كاملة وطلب منه وضع خطة لاستقبال الطائرة الفانتوم مع اعطاء الموضوع اهمية امنية وسرية عالية
وبدوره قام امر القاطع الجوي الثالث بالاجراءات السليمة والتي شملت تحديد الممر الجوي (الكوريدور ) الأمن الذي ستدخل منه الطائرة مع تهيئة الترددات التي يتم بها الاتصال مع الطيار الايراني خلال لجوئه مع تهيئة مظلة جوية ( طائات مقاتلة عراقية MIG-23-ML ) لمرافقة الطائرة واجباره على النزول او اسقاطه اذا كانت لديه اي نوايا اخرى وتم الاتفاق على تزويد امر القاطع الجوي باليوم و وقت قدوم الطائرة
وبعد مرور فتره زمنية كان للطيار الايراني طلعات واجبات قريبه من الحدود العراقيه وقد حاول الدخول الى العراق الا ان الطيار الثاني وكذلك قاطع دفاع الجوي الايراني نبهه بعدم التقرب من الحدود العراقية واجباره على العودة الى القاعدة ولكن فشلت هذه المحاولة وكادت ان تكشف الخطة المتفق عليها
وبعد هذه المحاولة الفاشله زار مدير الاستخبارات العامة القائد العام للقوات المسلحة الفريق الركن محمود شكر شاهين
وكان سؤال القائد العام الرئيس صدام حسين رحمه الله الى مدير الاستخبارات
الا تعتقد بان هذه العملية هي مخادعه لنا وان غاية هذا الطيار هو خرق منظومه الدفاع الجوي وتوجيه ضربه الى اهداف حيويه ؟؟؟؟؟
فتم ايضاح الاجراءات الاحتياطية المتخذه في هذا المجال
وبعد اسبوعين قام الطيار الايراني بتحديد يوم القدوم برسالة مشفره بعثها الى العناصر المكلفة
بهذا الموضوع
حيث حضر الى قاعدة الامام علي قبل يوم من وصول الطائرة
المرحوم اللواء الطيار الركن مظهرالفرحان ضابط استخبارات القوة الجوية لمتابعة الامر دون علم اي ضابط اخر في القاعدة وكأنها زيارة عادية
وفي صباح اليوم التالي والمصادف 1984/8/30 وبحدود الساعه العاشره صباحا وكان الجو صحوا
اقلع تشكيل من طائرتين متصدية نوع MIG-23 ML والتابعة الى السرب 73 القتالي
وكان التشكيل بقيادة النقيب الطيار (اس – اح) وبعد عدة دقائق شوهدت الطائرات العراقية تحيط بطائرة نوع فانتوم (F-4E phantom) والتي تحمل الرقم التسلسل 3-6552
تقترب من المدرج و الهبوط في قاعدة الامام على الجوية في الناصرية
وبعد ان هبطت الطائرة ولامست عجلاتها ارض المطار هرعة سيارات الاستخبارات والتي كانت نوع لاندكروز تحيط بالطائرة وصولا الى المكان و الملجاء الذي تم تخصيصه لها
حيث شوهد النقيب الطيار نجيب وهو يلوح بربطة العنق بيضاء بعد ان تم فتح غطاء مقصورة الطائرة
دلالة على الاستسلام
وكان باستقباله اللواءالطيارالركن مظهر الفرحان ضابط الاستخبارات الجوية العراقية والذي كان يراقب عملية نزول الطائرة من برج السيطرة الجوية ويستمع للاتصالات التي كانت تجري مابين الطيار وبرج السيطرة والطائرات المتصدية و تم تصويرعملية نزول الطائرة من قبل الخلية العلامة التابعة الى الاستخبارات وتم نقل النقيب الطيار الايراني ومساعده الطيارالثاني الايراني وكان برتبة ملازم اول والذي لا يملك اي دراية او معلومة عن هذه الطلعة وعملية اللجوء الى العراق
فتم نقلهم الى بغداد بطائرة خاصة وتم اخبار القائد العام للقوات المسلحة بنجاح العمليه وامر بالاعلان عن العملية وعرض فلم هبوط الطائرة الايرانية على شاشات التلفزيون واوعز بتكريم المخططين للعمليه
وتم توضيح حالة الملازم الاول الطيار الثاني الى القائد العام للقوات المسلحة والذي لا يعرف اي شيئ عن الموضوع وانه اذا وافق على اللجوء سوف تتعرض عائلته للعقاب فأمر المرحوم الرئيس صدام حسين بان يسلم الملازم الاول الطيار الثاني الى منظمة الصليب الاحمر ويطلق سراحة عن طريق تركيا
وبالفعل تم تسلمه الى منظمة الصليب الاحمر والتي بدورها سلمته الى الجانب التركي ومن بعد ذلك الى الجانب الايراني….
قام الروس بعرض صفقة سلاح للعراق على ان يسلمهم طائرة (F-4E phantom) الايرانية
حيث تم رفض هذا العرض من قبل القائد العام للقوات المسلحة
هكذا كان رجال الاستخبارات يؤدون واجباتهم على اتم وجه باخلاص وبشرف وتفاني بارك الله بكل من خدم هذا البلد باي مجال لرفعت سمعت بلده والذود عنه
التعليقات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شراً لمن على المقالة وهذ القصة من ملاحم الجيش العراقي.
بكن هناك شي ناقض لو تفضل علينا كاتب المقالة واكمل ماذا حل بالطائرة؟
ولماذا لم يقبل بالطلب الروسي وكثل هذا العمل حادث مع حوادث هروب اخرى حول العالم.
وماذا قدم الكيار الايراني وماذ حصل له او ماذا حصل العراق مقابله؟
زشكراً
تحية طيبة عزيزي سيف الدين ، شكرا لمداخلتكم ، الطائرة تم قصفها من قبل دول التحالف في عام 1991 ، اما باقي المعلومات التي طلبتها مع الاسف لم تتوفر اجابة لدى الموقع مع كل التقدير والامتنان
اترك تعليقك