اللقاء المؤجل مع الصقر الشهيد سمير يوسف زينل

اللقاء المؤجل مع الصقر الشهيد سمير يوسف زينل
الشهيد النقيب الطيار سمير يوسف زينل احد ابطال السرب السادس لطائرات الهوكر هنتر المقاتلة القاذفة خريج الدورة العاشرة كلية القوة الجوية العراقية .
في 7 حزيران 1967 اسقط احدى طائرات الفوتور الاسرائيلية المغيرة على قاعدة الوليد الجوية (H3) غرب العراق، احيل على التقاعد لاسباب سياسية عام 1968 ثم غادر العراق الى سوريا والتحق بالقوة الجوية السورية ونُسب قائدا لاحد اسراب الميج 17، في يوم 14 تشرين 1973 استشهد هذا البطل وهو يقاتل العدو الصهيوني، رحم الله الشهيد البطل سمير يوسف زينل في عليين ان شاء الله.
من اليمين الملازم الطيارغالب القيسي ، الملازم الاول الطياروليد السامرائي، النقيب الطيارناطق محمد علي، النقيب الطيار عبد اللطيف عبد الكريم، المقدم الطياراسماعيل وقتي، النقيب الطيارسمير زينل، النقيب الطيارمهدي البياع، الملازم الاول الطيارعماد عزت، الملازم الاول الطيارمهند علوان.

كنت اسمع عن بطولات هذا الطيار وانا ضابط حديث العهد في القوة الجوية العراقية ولم تسنح لي الفرصة اللقاء به في العراق، وشائت الصدف ان التقي به في سوريا اثناء حرب تشرين 1973 وذلك عند تكليفي بالالتحاق في السرب الاول بقاعدة ابي عبيدة (الكوت) الجوية.
بعد ظهر يوم 8 /10/1973 صدرت الاوامر بنقل طائرات السرب الاول الى سوريا عبر قاعدة الوليد الجوية (H3)،كان تشكيلي بقيادة الملازم الاول الطيار الشهيد سلام محمود ايوب، وصلنا مساءً الى منطقة مطار بلي (جنوب دمشق) وكانت اجواء الحرب بادية من رادارات شبكات الصواريخ السورية العاملة التي نلتقط ذبذباتها الكاشفة لنا بشكل مكثف عبر جهاز (السرينا) المضيئ بشكل مستمر.
هبطنا بمطار بلي واتضح ان غارة اسرائيلية قد استهدفت هذا المطار قبل ساعة من وصولنا، اثناء نزولي على سلم الطائرة لفت انتباهي وجود عجلة عسكرية نوع (كاز قيادة) قرب الطائرة، وقد ترجل منها طيار برتبة نقيب يحمل رشاشة (كلاشنكوف) والذي لفت نظري بانه لم يحلق ذقنه لمدة 3- 4 يوم تقريباً، عرّف نفسه بانه النقيب الطيار العراقي سمير زينل وقد عانقنا انا والطيار سلام محمود ايوب، كانت الفرصة كبيرة في هذا اللقاء بين رفاق السلاح في هدف مشترك يجمعنا بالجبهة السورية، وقفنا قرب طائراتنا لفترة من الزمن نسال بعضنا البعض في مجرى العمليات الجارية خلال اليومين السابقين.
استفسر سمير عن زملائه الطيارين العراقيين بالاخص طياري السرب السادس الذين كانوا قد ساهموا منذ اليوم السادس من تشرين على الجبهة المصرية ، ثم دار بنا الحديث في هذه الاجواء الساخنة من الحرب عن ايام مضت ساهم بها هذا الصقر البطل في حرب حزيران 1967 باسقاط طائرة فوتور اسرائيلية بسماء قاعدة الوليد الجوية، وكنت قد سمعت من الطيارين الاقدمين اثناء عملي على طائرات الهنتر في السرب السادس بقاعدة الحبانية الجوية 1971- 1972 ،وهو نفس السرب الذي عمل به الشهيد سمير زينل اشتباكه مع الطائرات الاسرائيلية اثناء حرب حزيران 1967 وكفاءة هذا الطياروتفوقه في دورة الاستطلاع الجوي في بريطانيا عام 1966، دار الحديث بيننا ونحن نعيش اجواء هذه الحرب نستذكر حرب الايام الستة وكيف استطاع هذا البطل اسقاط طائرة الفوتور بشكل مباشر فوق قاعدة الوليد الجوية كما يلي.
حديث الشهيد النقيب الطيار سمير زينل:
كان السرب السادس قد نقل الى قاعدة الوليد الجوية قبل نشوب حرب حزيران 1967 بايام قلائل وقد سبق ان قام سربنا بتنفيذ عدد من الطلعات الجوية الناجحة في عمق اسرائيل ليومي 5، 6 حزيران.
في يوم 7 حزيران واثناء اغارة طائرات الفوتور الاسرائيلية على قاعدة الوليد الجوية اعترضت احداها وكرد فعل قائد التشكيل الاسرائيلي قام بمناورة دفاعية للتملص من طائرتي مما ادى بالطائرتان الدخول في وضعية المقص (Siccors)، وكما تعلمون في هذه المناورة يحاول كل طيار المناورة بطائرته الى الحد الاقصى وبسرعة بطيئة للانزلاق خلف طائرة الخصم ، بعد دورانين استطعت مناورة طائرتي لاكون خلف طائرة الفوتور بمسافة 300 متر مما مكنني تسديد مدافع طائرتي الاربع (30 ملم) باتجاه طائرة الفوتور واصابتها اصابة مباشرة ادى بها الى الميلان وارتطامها بالارض.
بعد عودتي الى القاعدة ذكرت لقائد السرب باني اسقطت طائرة فوتور اسرائيلية وكنت متوقع بنفس الوقت سوف اسال عن الدليل وقد اوضحت لهم مشاهدتي الموقع التقريبي لسقوط الطائرة وهو في منطقة التلال القريبة من القاعدة.
ذهبت ومعي مفرزة لاستطلاع الموقع المحتمل وعند وقوفنا على التلة استطعنا مشاهدة حطام الطائرة خلف التلة ووجدنا جثة المقدم الطيار (عزرا) قائد سرب الفوتور وتبين بانه حاول القذف من الطائرة وهي في وضع الميلان مما لم يتح له الوقت الكافي لانفتاح المظلة ( انتهى حديث الشهيد سمير زينل).
كنت سعيدا بهذا اللقاء ولن انسى ذلك اليوم والمشاعر المتبادلة خلال الفترة القليلة التي قضيتها في مطار بلي يوم 8 /10/ 1973، شاء القدر ان يستشهد البطل سلام محمود ايوب الذي صاحبني في هذا اللقاء وكنت انا معه في تشكيل مؤلف من اربع طائرات يقودها اثنان سوريان واثنان عراقيان بمهمة الاغارة على تل الفرس في الجولان يوم 10 / 10/ 1973 ، كما شاء القدر ايضاً ان يستشهد البطل سمير يوسف زينل في الجولان يوم 14 / 10 / 1973 .
رحم الله البطلين سلام وسمير وكل الشهداء اللذين قدموا ارواحهم دفاعاً عن سوريا وامتنا العربية المجيدة.
الصقر ر ، ش
20/8/2016