22 نوفمبر , 2024
زياد عبد الكريم اسماعيل
طائرة الهوكر هنتر المقاتلة هي احدى اهم الطائرات التي خدمت في القوة الجوية العراقية بل نستطيع القول انها ايقونة من ايقوناتها التي حفرت اسمها عميقاََ في التاريخ الجوي العراقي وسيرتها حافلة بالانجازات والارقام التي قد لا نجد لها مثيلاََ حتى في دولة المنشأ(بريطانيا)هذه الطائرة هي من ابداعات المصمم البريطاني (سدني كام) ومن انتاج شركة (هوكر سدلي) ونستطيع القول انهاالثمرة الاولى لمعاهدة التعاون المشترك ( حلف بغداد)الذي وقع عليه في ٢٤ شباط ١٩٥٥م بين العراق وتركيا وبريطانياو ايران وباكستان وأوجب ضمن مقرراته على الحكومة البريطانية تعزيز السلاح الجوي العراقي ونجد ذلك جلياََ في الكثير من الوثائق المتبادلة بين الطرفين منها الوثيقة ذات الرقم ١٩٢/ ٢ / ٥٨ / ٧٥ بتاريخ ١٨ نيسان ١٩٥٧م والتي كانت اجابةََ للطلب العراقي الذي فاتح فيه الجانب البريطاني بتمليكه بعض الطائرات المقاتلة والتي اسفرت عن اهداء خمسة طائرات هوكر هنتر اضافةََ الى قطع غيار تكفي لثلاثة اشهر وتهيئة فنيين لمساعدة سلاح الجو العراقي في صيانتها(مجاناََ)وقد وصلت الاعداد الاولى منها الى العراق مطار الحبانية بتاريخ ٨ ايار بقيادة طيارين بريطانيين وتم تسليمها بحفل رسمي في اليوم التالي ٩ ايار ١٩٥٧م حضره لفيف من الضباط والاعيان والنواب وبحضور السفير البريطاني الذي القى كلمة بهذه المناسبة واعقب ذلك كلمة لنوري السعيد رئيس الوزراء اعرب فيها عن شكره وتشرفه بقبول هذه الهدية نيابة عن الحكومة والقوة الجوية الملكية العراقية وتقديرهما لهذه الهدية القيمة.وقد أورد المرحوم السيد عبد الرزاق الحسني الحادثة بشكل مفصل في الجزء العاشر من موسوعته الموسومة (تأريخ الوزارات العراقية الصفحة ٥٩ /٦٠ /٦١/٦٢) وتحت عنوان (تعزيز السلاح الجوي)كما نجد ذلك أيضاََ في العدد ٤٣٠١ من جريدة الحوادث والصادر بتاريخ ١٠ ايار ١٩٥٧م.لقد خدمت الهوكر هنتر اول خدمتهافي كل من السرب السادس(بدلاََ عن طائرات_ڨنم_القديمة)اضافة الى السرب التاسع والعشرون الذي أُسس بتاريخ ١٨ تشرين الثاني ١٩٦٥م وسلح بهذه الطائرات وقد ادمج بالسرب السادس_آنف الذكر_ بداية تأسيسه في قاعدة الحبانية الى حين اكمال نواقصه ونقل السرب الى قاعدة الوليد الجوية لتكون مقره الدائم في ٧ كانون الاول ١٩٦٥م وما لبث ان اعيد السرب الى الحبانية وفتح مقره فيها بتاريخ ٣١كانون الاول ١٩٦٦م لتكون قاعدته الدائمية.ومن المواقف الطريفة لهذه الطائرةبداية خدمتها وفي اثناء الاستعدادات لإستعراض الجيش في ٦ كانون الاول ١٩٥٨م حيث صادف حضور الملك فيصل الثاني والوصي ورئيس الوزراء نوري السعيد ووزير الدفاع وضيف تركي للاطلاع على الاستعدادات الخاصة بالاستعراض وفجأة دوى صوت مرتفع اثر مرور مقاتلة هوكر هنتر بإرتفاع واطئ جداََ مما سبب ارباك وفوضى وانبطح الجميع ومنهم _الوحدات المستعرضة_ ارضاََ وبشكل لا ارادي وسقط الملك عن حافة المدرجة حيث الاعشاب والاشواك كما وسقط كل من الوصي ونوري السعيد الذي تدحرجت سدارته امامه لعدة امتار وارتفعت الهنتر بمناورة دحرجة عمودية (Roll) تاركةََ خلفها لفافة من الاتربة والدخان وفوضى عارمة سادت العرض العسكري وطفق جمع من الحاضرين بحثاََ عن سداراتهم ومنهم من يبحث عن سلاحه وتبين ان الطيار(فاهم جلال)كان مشاركاََ في العرض الجوي الذي يعقب الاستعراض وقد اقترب من المستعرضين قبل التوقيت المتفق عليه بفارق زمني قليل وعوقب بالحرمان من الطيران لاسبوعين على اثر هذه الفعلة.!وسرعان ما جاء انقلاب ١٩٥٨م حيث كان مرور اعداد منها في سماء بغداد هو الاشارة الاولى ايذاناََ ببدء الثورة وتشجيعاََ للقطعات الموالية للانقلاب وترهيباََ للآخرين، حيث يروي لنا الطيار عارف عبد الرزاق في مذكراته ان(عبد السلام عارف)قد طلب منه ارسال اكبر عدد ممكن من الطائرات فوق بغداد فأمر الاول بأرسال عشرين طائرة ظهيرة يوم الانقلاب.ومنذ عام ١٩٥٨م وما ان امسك العسكر بتلابيب السلطة في العراق حتى تصدرت هذه الطائرة واجهة المشهد بكل ما تحمل الكلمة من معنى وكأنها نجم الحفلة التي لا تبدأ الا بوجوده وبعبارة لافتة ولطيفة للطيار (هاشم المولى)في لقاء متلفز يقول فيها:_( اينما حلت(ام الذيل الاحمر)ال(هوكر هنتر) فأعلم ان هناك محاولة انقلاب!)وانا أعزو هذا لعدة عوامل مهمةأولها اداء الطائرة فهي متفردة بإمكانياتها العالية على المناورة وقدراتها الناريةاضافةََ الى كونها في مقدمة المقاتلات في الخدمة آنذاك من حيث الاهمية.ثانيها هو النخبة من طياريها الذين يشار لهم بالبنان من حيث التدريب والقابليات الفردية الاستثنائية والدوافع الايديولوجيةلبعضهم بمختلف رؤاها والتي حركتهم لخوض هذه الصراعات على اختلافها اياََ كانت هذه الصراعات حروباََ داخلية وخارجية او انقلابات عسكرية وبصرف النظر عن موقفنا السياسي منهافأن الاداء الفني القتالي(المجرد) لطياريها يستحق البحث والتأمل والدراسةالمعمقة.اما ثالثها فهو السيناريوهات التي وضعت اطقم هذه الطائرةعلى المحك من طياريين ومهندسين وفنيين حيث تفتقت عن ملاحم بطولية قل نظيرها كما اسلفنا مما اكسبها هذه السمعة المتفردة ولا ننسى مدة خدمتها الطويلة. وللمقارنة فأنا لا اقصد طول مدة الخدمة كمعيار للانجازات وذلك لان دول مثل سويسرا على سبيل المثال بقيت تستخدم هذه الطائرة حتى عام ١٩٩٤م من دون اي انجاز قتالي لافت يذكر..! وانما اقصد هنا ادائها العالي الذي تحقق بيد طيارين عراقيين مهرة قد اوصلوها الى اقصى محدودياتها أداءاََ ولا استبعد انهم تجاوزوا هذه المحدوديات في كثير ومختلف المواقف والمناسبات، من كمائن جوية وتكتيكات قتال ومناورات اضافةََ الى التدريبات الجوية الروتينية والالعاب الجوية والاستعراضات في الاحتفالات ايام السلم.وقد لا يسعني ذكر جميع او اكثر من خدموا عليها في هذه العُجالة حيث لكل منهم ادائه ومنجزاته وسيرته الزاخرةالتي لايمكن سردها بمقال مقتضب. ولقد عانت بعض هذه الطائرات من مشاكل فنية ادت الى كثير من الحوادث المؤسفة و التي لم تخلو مسيرتها منها ايضاََ واودت بعضها بحياة طياريها للاسف. كحادث تحطم طائرة الملازم الطيار(غريب محمود)في انگلترا أثناء التدريب بتاريخ٢ تشرين الثاني ١٩٥٦م اثر توقف محركها وسقوطها في البحر أو حادث الملازم الطيار مفيد سعيد في مطار الهضبة (الحبانية)بسبب تعطل جهاز القيادة الزيتي للطائرة بتاريخ ٣ تشرين الثاني ١٩٥٨م وحوادث مؤسفة اخرى سنجدها بين طيات هذا المقال.اما الصراعات الداخلية فقد اشترك السرب السادس بمقاتلاته هوكر هنتر في حرب شمال العراق بواجبات استمرت من ١٠ ايلول ١٩٦١م الى اذار ١٩٦٤م ومن ١ نيسان ١٩٦٥م ولغاية٢٩ حزيران ١٩٦٦م.واذا عدنا الى التسلسل التاريخي ومن الاحداث الغريبة والغامضة التي رافقت هذه الطائرة هي عملية اختطافها من قبل الطيار العراقي(عبود سالم الزيدي)الذي فر بها من قاعدة الحبانية الجوية الى الاقليم الشمالي من (الجمهورية العربية المتحدة)(سوريا)يوم ٥ نيسان عام ١٩٦٠م مدعياََ تعرضه لضغوط سياسية من قبل قائد القوة الجوية الاسبق (جلال الاوقاتي)لإجباره على الانتماء للحزب الشيوعي العراقي حيث أُستُمعَ لنداء الطيار الخاطف من قبل طاقم طائرة تابعة لخطوط الشرق الاوسط اللبنانية((أنا طيار عراقي اسمحوا لي بالهبوط وسأشرح قضيتي))لينتقل الى الاردن بعد ثلاثة أشهر ويلتحق بالقوة الجوية الملكية الأردنية وليتسنم بعدها مناصب رفيعة اخرى كمرافق الملك ومديراََ لجهاز الاستخبارات وقائداََ للقوة الجوية الاردنية.وبقيت هذه الحادثة لغزاََ محيراََ يستوجب البحث والتقصي كونه لم بدون اجابات شافية الى يومنا هذا. وسرعان ما انقلب الضباط القوميون على الزعيم(عبد الكريم قاسم)انقلابهم الثاني في ٨ شباط ١٩٦٣م وكانت هذه الطائرة هي رأس الحربة التي وجهت ضرباتها الى معقل(الزعيم)في وزارة الدفاع وطائرات(ميك ١٩)الجاثمة في قاعدة الرشيد فأتت الضربات التي نفذهاالطيار(منذرالونداوي)على اغلبها واحرقتها وهي على الارض وقد شنت الهوكر هنتر (٤٤)طلعة جوية ، بالاشتراك مع طائراتي(ميك ١٧)(Mig 17 PF)اطلق فيها(٦١)صاروخاََ اضافة الى(١٦)صاروخاََاخر كانت مدخرةََ لضرب الاذاعةفي حال فشل الانقلاب تم استخدامها في نهاية النهارلضرب َمحكمةالشعب بناءاََ على طلب عبد السلام عارف وفي١٣ تشرين الثاني ١٩٦٣م اقلع الطيار منذر الونداوي(قائد الحرس القومي سيء الصيت)بطائرة هوكر هنتر من الحبانيةوقام بقصف ما تبقى من طائرات الميك ١٩ الجاثمةفي قاعدة الرشيد والتابعة للسرب التاسع مرة اخرى ودمر ٤ طائرات ولم تسلم منها سوى طائرتان تم اهدائهما(لمصر)فيما بعد.وفي اثناء هذه الاحداث امر الطيار حردان التكريتي الطائرات في قاعدة كركوك الجوية بقصف طائرات الهنتر التي احضرها منذر الونداوي الى قاعدة الهضبة(الحبانية)واستجاب كل من الطياران نعمة عبد الله ومحمد جسام الجبوري فقصفوا طائرتي هنتر جاثمتان على الارض.
كماولا ننسى ان هذه الطائرة كانت هي قطب الرحى في بعض محاولات انقلاب عسكرية اخرى كمحاولات الانقلاب الفاشلة التي قادها الطيار(عارف عبد الرزاق)ومنها ما حدث في محاولته الفاشلة الثانية التي كانت بتاريخ ٣٠ حزيران١٩٦٦م حيث تمت السيطرة على قاعدة الموصل الجوية بعد ان دخلهاالطيار عارف عبد الرزاق والرائد الطيار المتقاعد ممتاز السعدون وكان بانتظارهما الملازم الطيار صباح عبد القادر واتجهوا الى مرابض الطائرات وامروا الفنيين بتجهيز طائرتين وبعد تطور الموقف باطلاق النار المتبادل بين الضباط الموالين لعارف عبد الرزاق وقائد الفرقة الرابعة العميد يونس عطار باشي والمقدم يونس كشمولة والمقدم الطيار احمد رشيد ومعهم رئيس عرفاء انضباط مرافق قائد الفرقة للحيلولة دون اقلاع الطائرات وبالرغم من ذلك استطاعت طائرتا هوكر هنتر من الاقلاع بقيادة كل من الرائد ممتاز السعدون والملازم صباح عبد القادر متوجهتين الى قاعدة الحبانية وبغداد ايذاناََ ببدء الانقلاب وتلتهما طائرتا هوكر هنتر في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم ٣٠حزيران لضرب القصر الجمهوري ومعسكر الوشاش كانت احداهما بقيادةالطيار محمد جسام الجبوري والاخرى بقيادة النقيب الطيار عادل سليمان.
ومن الحوادث المؤسفةالتي رافقت خدمة هذه الطائرة في العراق هو ما حدث في ١٤ كانون الثاني ١٩٦٦م اذ اصطدمت طائرة هوكر هنتر (Mk 10) تابعة للسرب ٢٩قاعدة(H3)بقيادة المرحوم الملازم أول الطيار محمد مهدي القصاب بباص نيرن اثناء طلعة تدريبية روتينية مما ادى الى مقتل الطيار و ركاب الباص البالغ عددهم (٢٥ فرداََ) ونجاة سائق الباص ومساعده بإعجوبة..!وعلى اثر نشوب حرب الايام الستة خسر العراق في بداياتها ثلاث طائرات هنتر وثلاثة ميك ٢١وطائرة انتونوف١٢ وهي على الارض في قاعدة(H3)اضافة الى طائرتي هوكر هنتر وطائرة ميك ٢١اسقطت بقتال جوي فوق نفس القاعدة
وبالمقابل فقد قامت طائرات الهوكر هنتر العراقية بأدوارٍ جبارة خلال هذه الحرب واخذت بزمام المبادرة بعد ان خسرت جميع القوات الجوية العربية اغلب طائراتها اثر الضربات الجوية الاسرائيلية المباغتة او القتالات الجوية غير المتكافئة،وسأكتفي هنا بحادثتين كان لهذه الطائرة الدور المتميز فيهما الاولى هي يوم الخامس من حزيران الساعة(١٠٠٠)قصفت طائرات الهنتر قاعدة(كفرسركين) الاسرائيلية ودمرت ٤ طائرات نقل (نورد اطلس)و(كوماندو) اتضح فيما بعد بأن احداها كانت محملة بالمظليين حسب شهادة احد الطيارين الاسرائيليين الذين تم اسرهم في العراق،والحادثة الثانية هي يوم ٧ حزيران باشتباك جوي متلاحم مع ثمانية طائرات صهيونية(٤ ميراج العلامة ٣)
و(٤طائرات فوتور قاصفة)مقاتلة ومختصر الحادثة ان مجموعة من ثمانية طائرات صهيونية قامت بالتعرض على قاعدة الوليد(H3)الجوية وصادف ان مجموعة من طائرات الهنتر كانت في طلعة روتينيةيقودها طيارون عراقيون واردنيون تم اخلائهم من قاعدة المفرق الجوية في الاردن_ بعد تدمير اغلب طائراتهم بالغارات الصهيونية الخاطفة _ استطاع احد المسيطرين الجويين من رصد الطائرات الصهيونية بصرياََ والابلاغ عنها بالتوقيت المناسب فتصدت لها طائرات الهنتر وبادرتها بالهجوم وكانت بقيادة كل من المرحوم الطيار سمير زينل(اسقط طائرة العقيد عزرا) احد ابرز طياري القوة الجوية للكيان الصهيوني وارتطمت الطائرة بتلة ترابية سميت ب(تلة عزرا) نسبةََ لهذه الحادثة واستخدمت التلة كمنصة لمحطة رادارية عراقية فيما بعد.والطيار (الاردني احسان شردم)والطيار الاردني جورج متي والطيار العراقي (غالب القيسي استشهد اثناء هذه المعركة) والطيار الباكستاني (سيف الاعظم) والذي كان يعمل ضمن القوة الجوية الاردنية بصفة مدرب(اسقط طائرتين) ولم تسلم اية طائرة صهيونية من من الطائرات الثمان في هذه المعركة وتصنف كاحدى اكبر الخسائر الجوية عبر الصراع العربي الاسرائيلي. وللهوكر هنتر سمعتها الذائعة الصيت فيما يخص
الالعاب الجوية في ايام السلم اضافةََ الى ما كان يقوم اللواء الطيار عادل سليمان بكتابته من عبارات بدخان عادم الطائرة في العديد من المناسبات وهي مهارة استثنائية لا يجيدها الا عدد قليل جداََ من الطيارين على مستوى العالم. لقد دخلت في خدمة القوة الجوية العراقية عدة اصدارات من الهوكر هنتر منها الاصدار(F. G. A. Mk. 9) والنموذج(F. M. k. 6)والذي دخل الخدمة بين عامي ١٩٥٧م و١٩٥٨م بعدد ١٥ طائرة اضافة الى ٤٤ طائرة من الاصدار(F. M. k.59)مستعملة تم استيرادها
من بلجيكا بين عامي ١٩٦٤م و١٩٦٦م واربعة طائرات من الاصدار(F. R. Mk.10) جهزت لعمليات الاستطلاع التعبوي
اضافةََ الى ستة طائرات من الاصدار(T. M. k. 69)بمقعدين متجاورين مخصصة للتدريب.وحسب ما احصيته من الارشيفات فقد يربو العدد الكلي لهذه الطائرات عن (٨٣طائرة) ومن مناشئ بريطانية وبلجيكية وهولندية (مستعملة)(تمت ترقية وتحديث بعضها)الى النموذج(F. G. A. MK. 9) وهذا يشمل طيلة مدة خدمتهافي العراق والتي بلغت ٣٧ عاماََ.
وفي حرب تشرين ساهم العراق بدعم الجيوش العربية بمجموعة من طائرات هوكر هنتر كان عددها عشرون طائرةسميت بالسرب(٦٦) بعد دمج بعض طائرات(سرب٢٩وسرب٦) واستقرت الطائرات في مطار(قوسينا)محافظة المونوفية وكانت تمارس واجباتها الروتينية جنباََ الى جنب مع مقاتلات (ميك ١٧) المصرية وذلك لتسهيل تمييزهاوالتعرف عليها من قبل الدفاعات الجوية المصرية وبعد بدء المعارك ضد الكيان الصهيوني من يوم ٦ الى ٢٤ اكتوبر ١٩٧٣م.خسر العراق ثمانية طائرات هوكر هنتر واستشهد ٣ طيارين واسر ثلاثة طيارين حيث كانت الطائرات العراقيةهي اول من اقتحمت القناة وعبرتخط بارليف ونفذت
ضرباتها بدقة كانت اول الطائرات التي عبرت هي بقيادة الرائد الطيار(ناطق محمد علي)وقد تضمنت الضربات منظومات الدفاع الجوي(صواريخ هوك)وضربات ضد مواقع مدفعية العدو ومراكز القيادة والسيطرة في(الطاسة)اضافة الى تدمير اعداد كبيرة من دبابات العدو.ناهيك عن الواجبات التي اسندت اليها بقية ايام الحرب وتعد بذلك هي القوةالجويةالعربية الوحيدةالتي شاركت على الجبهة المصريةبالاشتراك مع القوةالجوية المصرية ومن الطيارين الذين استشهدوا في حرب اكتوبر هم كل من النقيب الطيار وليد عبد اللطيف والملازم الاول الطيار سامي فاضل والملازم عامر احمد اما الطيارون الذين اسروا فهم النقيب الطيار عماد احمد عزت والملازم الاول عبد القادر خضر والملازم اول الطيار دريد عبد القادر اما الطيارون الذين استطاعوا الهبوط بالمظلة هم كل من الرائد الطيار ناطق محمد علي والملازم الطيارضياء صالح.كان لطائرة هوكر هنتر دور بارز في بداية
حرب الخليج الاولى الى انها سرعان ما احيلت لتدريب الطيارين في دورات(FLS) الخاصة بالقتال الجوي ونتيجةََ لتقادم اعمار محركات هذه الطائرات فقد تسبب انفجار محرك طائرة هوكر هنتر المرقمة(٤٠٤)الشهيرة_لأنها كانت تستخدم من قبل اللواء الطيار عادل سليمان في مجال الالعاب الجويةوالاستعراضات_ اثناء الاقلاع الى مقتل النقيب(الطيار مهلب حسين صبري) بتاريخ ١٤ تموز ١٩٨٤م في طلعة تدريبية بتشكيل مكون من طائرتين بقيادة المدرب الهندي جاندري وكان اخر استخدام لهذه الطائرات حيث اوعز بإخراجها من الخدمة بعد هذا الحادث وخزنها لتقادمها ولشحة قطع غيارها اذ توقف انتاجها في بلدها المصنع (بريطانيا)منذ زمن ليس بقريب.وفي اواسط التسعينات وضعت خطة لاعادة تأهيل طائرات القوة الجوية المعطلة والتي تضررت اثر عمليات حرب الخليج الثانية ومن الشهادات الشخصية فقد روى لي احد الفنيين ممن خدموا في قاعدة الرشيد الجوية ابان تلك الفترة ان من بين الطائرات التي تم اصلاحها ثلاثة طائرات هوكر هنتر من اصل خمسة تم سحبها من احد اوكار الخزن وبعد تنظيفها من الاتربة والعقارب والثعابين فككت اجزاؤها واعيد تأهيلها لتكون صالحة للطيران وتضاربت المعلومات اشتراكها بالاستعراض الخاص بهذه الحملة ام لا ولم تسعفني المعلومات عن مصيرها بعد ذلك اذ لم يتبقى شيء يذكر من طائرات هوكر هنتر العراقية فأغلب اعدادها دمرت لاسباب مختلفةاو تركت لتندثر في العراء نتيجةالانواء الجوية القاسية ومنها ما دمر لاستخدام معادنها بعد ان تم صهرها من قبل باعة الخردة شأنها شأن الكثير من الطائرات العراقية .
يشكر موقع شهداء سلاح الجو العراقي السيد زياد عبد الكريم إسماعيل على هذا المقال ونعتذر لنشره في موقعنا دون اخذ موافقته لعدم استطاعتنا التعرف عليه مع التقدير
اترك تعليقك