بعضاً من ادوار اسلحة الجو العراقية في الحرب مع ايران 1980 – 1988 الحلقة الخامسة

6 نوفمبر , 2016

 

د علوان العبوسي

فكرة تنفيذ المهام الرئيسة (غير المباشرة )  للقوة الجوية والدفاع الجوي العراقية

 

1 .حماية القوات والاهداف الحيوية 

حماية القوات والاهداف الحيوية من المهام الرئيسة المباشرة وغير المباشرة للقوة الجوية فتكون مباشرة عندما تشترك الطائرات المتصدية  ضمن طائرات الضربة الجوية الشاملة  اثناء تعرضها للاهداف في العمق المعادي غايتها  حماية هذا التشكيل  من التهديد  الجوي  المعادي  ،  وغير مباشرة عندما تكلف بمهام التصدي بالاشتراك مع وسائل الدفاع الجوي الاخرى  داخل حدود الدولة بسيطرة الدفاع الجوي ، تنفذ المتصديات مهامها باساليب متعددة  منها اسلوب الاعتراض من اوضاع الاستعداد الارضي او باسلوب الاعتراض من وضع الاستعداد الجوي ( المظلة الجوية ) ، او باسلوب الكمائن الجوية (يستخدم عادة عندما تعمل المتصديات خارج نطاق الكشف الراداري الصديق) وقد اعتمد الاسلوب الثاني بسبب عدم توفر الوقت الكافي لاكتشاف الطائرات الايرانية وتمييزها لقرب الحدود مع ايران بعد نصب الكمائن لها واسقاطها ، تتعاون المتصديات مع قوات الدفاع الجوي القطري والميداني ، كما تتم القيادة والسيطرة على مهامها بواسطة قائد القوة الجوية عبر هيئات الركن المختلفة في مقر قيادته وقواطع الدفاع الجوي وآمريات دفاع جوي الفيالق والفرق ، ويخصص حوالي 70% من اجمالي حجم المتصديات لحماية القوات والاهداف الحيوية .

الموقف  العام للدفاع الجوي العراقي

قبل الحرب مع ايران لم تكن لدى القادة والمخططين العسكريين مفاهيم وأسس وثقافة واضحة ومتطورة  للدفاع الجوي بالرغم من مساهماته الوطنية والقومية  ، القى ذلك بظلاله  على القادة السياسيين فالدولة لم تهتم بتسليح وتطوير الدفاع الجوي بصورة عامة ،  وكان الدفاع الجوي ممثلا بالدفاع الجوي القطري فقط وهي القواطع الاربعة وما يتبع لها من اسلحة ومعدات  اما الدفاع الجوي الميداني فهو دفاع جوي الفيالق والفرق الذي كان دوره محدوداً جداً لعدم تفهم  القادة والامرين البريين  لهذا الدور في حماية قطعاتهم من التهديدات الجوية المعادية والتي تشكل كتله مهمة واحده تتكامل مع الدفاع الجوي القطري .

مهمة الدفاع الجوي   

حُددت مهمة الدفاع الجوي بحماية الاجواء العراقية والمياه الاقليمية والقطعات البرية والمقرات والمشاريع الحيوية من التهديد الجوي المعادي بالموارد المتيسرة  .

 

 

الارتباط و معاضل القيادة والسيطرة على وسائل الدفاع الجوي العراقي

ارتبطت كافة اسلحة ومعدات الدفاع الجوي القطري بالقواطع الاربعة من كافة النواحي العملياتية والادارية والقيادية عدا اسلحة مقاومة الطائرات فهي ترتبط فنياً بمديرية مقاومة الطائرات ضمن تنظيم وزارة الدفاع ، أما الدفاع الجوي الميداني يرتبط ادارياً  بدفاع جوي الفيالق والفرق وفنياً  بمديرية مقاومة الطائرات ، اما من ناحية الدلالة والانذار فكل اسلحة الدفاع الجوي ترتبط بقواطع الدفاع الجوي الاربعة ، فعندما كانت القطعات البرية العراقية تعمل داخل الاراضي العراقية فهذه القواطع هي المسؤولة عن حمايتها بعد وضع خطة انفتاح لمواردها من قبلها ضمن الموقف العام للدفاع الجوي القطري والميداني بالدلالة والانذار والسيطرة بالمنطقة الواحدة وبين المناطق بعضها مع البعض الاخر ، ولكن  بمرور الوقت وحاجة المعركة وتطور واتساع نطاق التشكيلات البرية ودخولها في العمق الايراني ادى الى بروز الكثير من المعاضل منها كيفية تامين الحماية ومعلومات الانذار والسيطرة والدلالة والقيادة والسيطرة لكون رادارات الانذار المبكر من موارد القواطع( اي القطري ) ، نعم كانت هناك مثل هذه الرادارات في الدفاع الجوي الميداني لكنها غير عامله بسبب المعاضل الفنية والجهل في تشغيلها واستخدامها اضافة الى جهل القادة الميدانيين لمواصفاتها وكيفية استخدامها ، وبعضها لم  يفتح(ينشر ) اصلا لاغراض العمليات والبعض الاخر تم فتحها امام القطعات عشوائياً لنفس السبب آنفاً ، ناهيك عن استخدامها بواجبات ارضية خارج مواصفاتها الفنية والقتالية مما حُجّم دورها وبالتالي اعطاء خسائر في مواردها ويعتبر ذلك من اهم أخطاء القيادة والسيطرة وتجاوز السياقات خاصة ان ايران أعتمدت اسلوب الطيران المنخفض جداً عندما كانت قوتها الجوية نشطة في السنوات الاولى من ألحرب ولم يتم كشفها وألتعرض لها مما تطلب دفع اسلحة مقاومة الطائرات القطرية  قصيرة المدى ( صواريخ محموله ارض – جو ) ومدفعية مقاومة الطائرات في العمق الايراني واصبح  تاثيرها اكثر في اسقاط العديد من الطائرات الايرانية مما اجبر هذه الطائرات زيادة  ارتفاعها عند قيامها بالتعرض  للاهداف العراقية ، عندها تطلب الامر انفتاح بطريات الفولكا ( سام /2) بالعمق الايراني أيضاً مع القطعات البرية وهنا زادت  معاضل القيادة والسيطرة رافقها صعوبة إيصال معلومات الدلالة والتمييز والانفتاح وسوء ادارة اعمال القتال من قبل القادة الميدانيين رافقه صعوبة تنسيق عمل صواريخ ارض –جو والمتصديات في المنطقة الواحدة وامور كثيره تكتيكية تسبب عنه اخطاء ادت الى اسقاط الطائرات العراقية  بنيران الاسلحة العراقيه باعداد كثيره تجاوز 16 طائرة ( خاصة في السنه الاولى من الحرب )  ، كما كان هناك تداخل في القيادة والسيطرة بين العمليات الجوية العراقية والايرانية حيث كانت الطائرات العراقية تنفذ مهمتين  داخل العمق الايراني للمقاتلات القاذفة و المتصديات وهذ بطبيعة الحال يتطلب مرورها فوق القطعات العراقية وبالتالي يتسبب ارباك في السيطرة وبالتالي تعرضها لنيران الاسلحة الصديقة التي ينقصها تمييز العدو من الصديق بسبب ضعف التدريب والعمل المشترك والتداخل في اعمال القتال ومتغيرات المواقف العسكرية السريعة ،   ناهيك من استفادة الطيران الايراني من تقييد الاسلحة العراقية مكنتها احياناً من  الوصول الى اهدافها في العمق العراقي مما  ولّدَ معضلة  جديدة من الارباك ادت الى خلل في نفس المبدء( القيادة والسيطرة ) مما اضطر الدفاع الجوي العراقي الى استحداث ممرات محددة تستخدمها طائرات الضربة الجوية في الذهاب والعودة ومع ذلك برزت مشاكل بسبب عدم التزام الطيارين بهذه الممرات او عدم وصول اوامر تقييد الاسلحة فيها او سوء الاحوال الجوية ، معاضل اخرى في الاتصالات وضعف في كفاءة  مواقع القيادة والسيطرة والجهل بالاستخدام وعدم التقيد بالسياقات ومعاضل الكشف الراداري وقلة فترة الانذار وتاخير وصول المعلومات بسبب تعدد هذه المواقع  وعدم كفاءة  الطوقم القتالية كلها عوامل  أثرة في مبدأ  القيادة والسيطرة الحيوي جداً في الدفاع الجوي  .

التكملة في الحلقة القادمة ان شاء الله