تبقى نبراس ذاكرتي ووجداني انت ياجيش العراق الابي
6 يناير , 2014تبقى نبراس ذاكرتي ووجداني انت ياجيش العراق الابي
من ذكريات تاسيس وادوار الجيش العراقي
اللواء الطيار الركن الدكتور
علوان حسون العبوسي
5/1/2014
تمر غداً الذكرى الثالثة والتسعون لتاسيس الجيش العراقي الباسل وبهذه المناسبة يطيب لي ان احيي كافة العاملين بهذه المؤسسة الشريفة منهم القادة والامرين وضباط الصف والجنود ومن كافة الصنوف الاحياء منهم والاموات تحية العز والمجد والبطولة مخلداً ذكرى هذا اليوم العظيم الذي اضاء بنوره درب الكفاح المسلح ضد اعداء العراق من اميركان وصهاينة وفرس جيلاً بعد جيل تشهد له ارض الكنانة والشام وفارس ، تحيتاً لك ايها البطل الهمام وتحية اكبار واجلال لشهدائك في عليين والله اكبر.
موجز لادوار الجيش العراقي منذ التاسيس وحتى الاحتلال الامريكي البريطاني
مرحلة قبل التاسيس
احتل الانكلیز بغداد في 11 آذار- مارس عام 1917
وكلنا يعلم بكلمة الجنرال مود المشهورة عند احتلالها ( لقد جئنا محررین ولسنا فاتحین) من أكبر الخدع التي ابتدأ بها الانكلیز حكمهم للعراق. ومن جملة ما قاله أیضا ((إنني مأموربدعوتكم بواسطة أشرافكم ، والمتقدمین فیكم سناً، وممثلیكم، إلى الاشتراك في إدارة مصالحكم، ولمعاضدة ممثلي بریطانیا السیاسیین المرافقين للجیش، كي تناضلوا مع اقربائكم، شمالاً وجنوباً، وشرقاً وغرباً، لتحقیق طموحاتكم القومیة)) ([1])…من كتاب الثورة العراقية الكبرى للمؤرخ المؤرخ عبد الرزاق الحسني .
[1] عبد الرزاق الحسني (الثورة العراقية الكبرى)
الثورة العراقية عام 1920
لااريد الخوض في تفاصیل هذه الثورة الخالدة التي یحق للعراقيين والعرب أجمع أن یفتخر وا بها، لأنها هي التي فتحت لهم باب الاستقلال والتخلص من نیر الاستعمار البریطاني البغیض. كما انها مهدت طریق الاستقلال إلى بعض الأقطار العربیة الاخرى .
عقدت الهدنة بین الد ولة العثمانیة وبريطانيا بتاریخ 31 تشرین الاول – اكتوبر1918 ، وبعد دخول الجیش البریطاني مدینة الموصل أصبح العراق بجملته تحت الاحتلال البریطاني .
وكان العراقيون یأملون بعد إحتلال بلادهم من قبل القوات البریطانیة، أن
تتاح لهم الفرصة في تقریر مصیرهم بأنفسهم وتألیف حكومة وطنیة طبقا للعهود التي سبق أن أعطاها الحلفاء وصرح بها رجالهم المسؤولون حول
تأسیس حكومة وطنیة تستمد سلطتها من رغبة الشعب
ولكن عهد مجلس الحلفاء الأعلى بالانتداب على العراق إلى بریطانیا في 25 نیسان- ابریل 1920 م، دون أن یستشیرالشعب العراقي.
العراقيون قرارات هذا المجلس واعتبر الأنتداب لم یكن سوى الاستعباد والاستعمار. واخذ الأستیاء من ذلك یتطور إلى مقاومة للهیمنة الأجنبیة، ثم سرعان ما تحول الى ثورة وطنیة كبیرة، شملت جمیع طبقات المجتمع العراقي ، اندلعت الشرارة الأولى للثورة في (الرمیثة) على إثر اعتقال رئیس قبیلة (بني حجیم) الشيخ شعلان ابو الجون في 30 حزيران- یونیو 1920 م، فهاجمت هذه القبیلة مواقع الحكومة واخرجت زعیمها بالقوة، وحاصرت حامیة الرمیثة حتى 21 تموز – يوليو حیث وردتها النجدات البریطانیة من الدیوانیة وتمكنت من فك الحصار عنها وسحبها إلى الدیوانیة بعد أن تكبدت خسائر عدیدة.
سرت نار الثورة إلى قبائل المشخاب، فهاجمت قصبة ابو صخیر في 13
تموز- یولیو، وطردت الحامیة البریطانیة منها، كما أن القبائل المحیطة
بقصبة الشامیة اخرجت حاكم الشامیة السیاسي من القصبة ، وفي 20 تموز- یولیو، كانت قد تجمعت في الكوفة حامیات النجف وأبو صخیر والشامیة، فضرب الثوار حصا راً شدیدا علیها استمر زهاء ثلاثة أشهر.
وفي 22 تموز- یولیو، احتل الثوار قریة (الكفل) وفي 23 منه غادرت مدینة الحلة قوات بريطانية كبیرة لاسترداد الكفل وفك الحصار عن الجنود المحصورین في الكوفة، فقاتلها الثوار قتالا شدیداً في (الرارنجية) وأسروا عدداً كبيراً منها والحق وا بها خسائر اخرى كبیرة وغنموا الكثير من الأسلحة والمعدات.
كانت سدة الهندیة والمسیب وكربلاء والنجف قد اخلیت من الجیش البریطاني فاحتلها الثوار واقاموا ادارات محلیة فیها. وفي الوقت نفسه ثارت منطقة دیإلى وشملت الثورة دلتاوه ( الخالص ) وبعقوبة ومندلي وشهربان(المقدادیة ) وخانقین ثم سرعان ما سرت الثورة إلى( (كركوك) و(اربیل) ثم إلى الفلوجة ، كانت القوات البریطانیة في العراق تتألف من ( 4200 ) جندي بریطاني و( 30000 ) جندي هندي. قامت حكومة الهند بتعزیز القیادة العسكریة في العراق بالرجال والعتاد، حتى بلغت القوات المحتلة ( 12000 ) بریطاني و( 61000 ) هندي و ( 60000 ) متطوع، فتمكنت هذه القوات الفائقة من استرداد المدن الواحدة بعد الاخرى.
كانت القوات البریطانیة قد استردت ما استولى علیه الثوار خلال الشهور الستة السابقة، وتكبدت القوات المحتلة من جراء الثورة خسائر كبیرة، اقنعت الحكومة البریطانیة بضرورة تبدیل سیاستها في العراق، فاصدرت بیانا بانهاء الادارة العسكریة وتخویل السیر (برسي كوكس) المعتمد السامي البریطاني، تأسیس حكومة وطنیة مؤقتة بمجلس وزراء عراقي، وعقد مؤتمر عام منتخب لیقرر شكل الحكومة الدائمة للبلاد ویضع القانون الأساسي ([1]).
تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة
كان تشكیل الحكومة كالاتي: عبد الرحمن النقیب رئیسا للوزراء، طالب النقیب وزيراً للداخلیة ، ساسون حسقیل وزيراً للمالیة، مصطفى الالوسي وزيراً للاوقاف، جعفر العسكري وزيراً للدفاع، عبد اللطیف المندیل وزيراً للتجارة ، عزت باشا الكركوكلي وزيراً للصحة، محمد علي فاضل وزيراً للاشغال والمواصلات، محمد مهدي بح العلوم وزيراً للمعارف. وقد شكل المندوب السامي مجلسا استشاریا لإعانة الوزارات في اعمالها، وتألف هذا المجلس من كل من : عبد الرحمن الحیدري، الشیخ ضاري السعدون، عبد الغني كبة، احمد الصانع، عبد المجید الشاوي، محمد الصیهود، عجیل السرمد، عبد الجبار الخیاط، سالم الخیون، داؤود یوسفاني، فخري الجمیلي ، نجم البدراوي.
([1] نفس المصدر السابق
تشكیل الجیش العراقي
بعد أن تشكلت الحكومة المؤقتة عاد قسم كبیر من العسكريين العراقيين الذین كانوا یقودون الثورة العربیة الكبرى، وقد قرر مجلس الوزراء على توصیة وزیر الدفاع تنظیم الجیش العراقي وتجهیزه على غرار الجیش البریطاني لیكون تأسیس الجیش الوطني دعامة من دعائم الاستقلال الوطني .
أسست وزارة الدفاع (وكان اول وزیر لها المرحوم الفریق جعفر العسكري ) في بغداد یوم 6 كانون ثاني – ینایر 1921 م.
ألتاریخ الذي أعتبر مبدأ لتشكیل دوائر الوزارة ، كما شُرع بتسجیل الضباط العراقيين وتعیینهم للمناصب المختلفة فيه.
في 28 تموز – یولیو 1921 م، تشكل الفوج الأول في بغداد وسمي (فوج موسى الكاظم) ونقل إلى (خان الكابولي) في (الكاظمیة) بتاریخ 17 آب – أغسطس 1921 م، ومنها إلى (الحلة) بتاریخ 9 تشرین الاول- اكتوبر 1921 م. وفي 10 آب – أغسطس 1921 م، تشكل فوج المشاة الثاني في بغداد واستمر تشكیل الوحدات بالتعاقب ([1]) .
[1]) . تاريخ القوات العراقية المسلحة : الجزء الاول 1986
انقلاب الفريق بكر صدقي 29ت1 1936- 11آب 1937
الفریق الركن بكر صدقي قائد قدیر سطع نجمه عندما كان آمراً لمنطقة الموصل وقام بقمع حركة تمرد الاثوریین عام 1933 فنال تقدیرحكمت سلیمان وزیر الداخلیة آنذاك وتوطدت بینهما صداقة وموده.
وفي حركات الفرات الأولى سنة 1935 وحركات الفرات الثانیة سنة 1936 اسندت الیه قیادة قوة الفرات التي اخمدت الثورة في تلك المنطقة في السنتین المذكورتین فاعجب به رشید عالي الكیلاني وزیر الداخلیة آنذاك ونمت بینهما صلة قویة من الود والتقدیر.
في الفترةتشرين الاول(اكتوبر) 1936 تسلم الفريق الركن بكر صدقي رئاسة اركان الجيش بعد سفر الفريق الركن طه الهاشمي في مهمة رسمية الى انكلترا ،وقد صادف هذا الوقت موسم التدريب الاجمالي للفرقتين الاولى بقيادة الفريق عبد اللطيف نوري والثانية بقيادة الفريق بكر صدقي بتمرين مشترك في منطقة حمرين ، وقد فاتح الفريق بكر الفريق عبد اللطيف بعزمه للقيام بانقلاب الغرض منه اصلاح اوضاع البلاد والقوات المسلحة .
صبيحة يوم الاربعاء 29 تشرين الاول (اكتوبر)1936 ظهرت بالجو احدى عشر طائرة القت على بغداد سحابة من الاوراق تحمل بيان الفريق الركن بكر صدقي المشار اليه آنفاً حمل توقيعه تحت مسمى قائد قوات الاصلاح الوطني وكما ياتي (أیها الشعب العراقي الكریم لقد نفد صبر الجیش المؤلف من أبنائكم من الحالة التي تعانونها من جراء اهتمام الحكومة الحاضرة بمصالحها وغأیاتها الشخصیة دون ان تكترث لمصالحكم ، فطلبنا إلى صاحب الجلالة الملك المعظم اقالة الوزارة القائمة وتألیف وزارة من ابناء البلاد المخلصین برئاسة السید حكمت سلیمان ، الذي طالما لهجت البلاد بذكره الحسن، ومواقفه المشرفة.
أنه لیس لنا قصد من هذا الطلب إلا لتحقیق رفاهكم وتعزیز كیان بلادكم،
فلا شك من انكم تعاضدون اخوانكم افراد الجیش ورؤساءه في ذلك
وتؤیدونه بكل ما اوتیتم من قوة ، وقوة الشعب هي القوة المعول علیها في
الملمات…… فلابد وانكم ستقومون بما یفرضه علیكم الواجب
الذي الجأنا إلى تقدیم طلبنا إلى صاحب الجلالة ملكنا المفدى لانقاذ البلاد
مما هي فیه ، فتقاطعون الحكومة الجائرة وتتركون دواوینها ریثما تؤلف
الحكومة التي ستفتخرون بخدمتها ، اذ ربما یضطر الجیش بكل أسف ،
لاتخاذ تدابیر فعاله لا یمكن خلالها اجتناب الاضرار بمن لا یلبي هذه
الدعوة المخلصة مادیا وادبیا.
بعد ذلك انذر الفريق الركن بكر صدقي الحكومة بتقديم استقالتها خلال ثلاث ساعات ، وبعد انتهاء الفترة حلقت ثلاث طائرات في الساعة 1130 فوق بغداد بقيادة العقيد الطيار محمد علي جواد فالقت اربع قنابرسقطت احداها امام مدخل مجلس الوزراء والثانية امام دائرة البريد المركزي قريباً من دار ياسين الهاشمي رئيس الوزراء والثالثة امام البرلمان والرابعة في نهر دجلة .
تحركت القوات من مناطق تحشدها في مناطق حمرين باتجاه بغداد ووصلتها نحو الساعة 1600 وكانت وزارة ياسين الهاشمي قد استقالت وطلب الملك غازي من حكمة سليمان تاليف وزارة جديدة ، في الساعة 1800 أنجز حكمة سليمان تاليف الوزارة الجديدة وعين الفريق بكر صدقي رئيساً لاركان الجيش .
وبعد حين جرت انتخابات جديدة لمجلس النواب وفتتح الملك غازي المجلس في 27 شباط 1937 والقى خطاب العرش الذي طلب فيه تقوية الجيش وتسليحه وإقرار اللوائح التشريعية لتخصيص الاموال اللازمة لذلك.
عمدت وزارة حكمة سليمان الى تقوية الجيش وتزويده بسلاح متطور ، وطالب الحكومة البريطانية تنفيذ بنود المعاهدة العراقية – البريطانية لسنة 1930 الخاصة بتجهيز الجيش ، وكان الرد البريطاني مخيباً للامال حيث ردت بعدم وجود اسلحة فائضة لديها مما دفع ذلك وزارة الدفاع الى شراء الاسلحة والمعدات من شركات ايطالية وجيكوسلوفاكية .
كما حاول بكر صدقي بعد الانقلاب مباشرة توسيع القوة الجوية وتزويدها بطائرات متطورة ،واوعز الى قائد القوة الجوية المقدم الطيار محمد علي جواد بالتفاوض مع الجهات البريطانية في شان هذا الموضوع ،فاتصل بمفتش القوة الجوية البريطانية وعرض عليه رغبة الحكومة في توسيع القوة الجوية العراقية ومدى استعداد بريطانيا بتجهيزهم بثلاث اسراب جديدة في عام 1937 ، من الانواع (هنيدي هيكس )و(هوكر هاريكان) و (هوكر منفردة الجناح)،حيث عدة هذه الطائرات يومئذن احدث الطائرات البريطانية .
وقد كتبت القيادة الجوية البريطانية في العراق الى وزارة الطيران تعرض طلب العراق معربة عن عدم تلبية طلب العراق سيدفعهم الى شراء مايحتاجونه من دولة اخرى وستكون المانيا ، وقد ذكرت في كتابها ان السبب الذي يدعوها الى التعجل في هذا الطلب يعود الى الوضع المتأزم بين العراق وايران واحتمال حصول صدام مسلح بينهما .
لم تلبي الحكومة البريطانية طلب العراق فابتاع بكر صدقي من ايطاليا عشرين طائرة نوع (سافويا)و (بريدا) .
صدرة العديد من الامور المهمة في عهد بكر صدقي عززت قدرات الجيش ادارياً ومعنوياً اهمها ما يلي:-
- تشريع قانون مجلس الدفاع الاعلى ونظامه
- قانون خدمة الضباط.
- قانون التقاعد العسكري ذي الرقم 32 لسنة 1937.
- معاهدة الحدود بين العراق وايران (وبعدها توقفت بصورة مؤقتة اعتداءات ايران المتتالية على المخافر العراقية والمياه وخروقاتها للاتفاقيات السابقة ، حيث لم يحفلو بالقوانين والاعراف الدولية ولم يحترمو حقوق الجوار…)
- ميثاق سعد آباد ( وقع العراق في 8 تموز 1937 معاهدة عدم الاعتداء بين العراق وايران وتركيا وافغانستان.
- اعادة النظر في انظمة وزارة الدفاع .
- تاليف القوة النهرية وفعالياتها
حركات الامن الوطني
الجيش هو احد القوى التي ترتكز عليها الاستراتيجية الشاملة للدولة ، وهو احد العناصر المهمة في دفاعها الوطني وعليه كان للجيش العراقي العديد من الادوار العسكرية وفق متطلبات السياسة العامة للدولة منها حركات البرزانيين التي ابتدأت ابان تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وحركة الاثوريين والفرات الاوسط وغيرها وكان الجیش العراقي في كل مرة هو الذراع الضارب للحكومة المركزیة في جهودها للحفاظ على وحدة البلاد.
لذا ینبغي النظر إلى حركات الجیش العراقي سواء ضد الكورد في شمال البلاد، أم ضد الاثوریین هناك، أم ضد القبائل المتمردة في منطقة الفرات الأوسط ضمن هذا المنظور، أي إنه جیش محترف أو جیش الحكومة المهني، یطیع أوامر السیاسیین، ویؤدي واجبه العسكري بكل فعالیة ومهنیة
كما تقتضیه أصول المهنة العسكریة. ومن نافلة القول إن هذا الجیش قد ضم بین صفوفه الكثیر من الضباط والجنود الكورد ، بل إن بعضا منهم أصبحوا قادة لامعین فیه، لعل أشهرهم الفریق بكر صدقي، صاحب أول إنقلاب في العراق ، بل في الدول العربیة بعد الحرب العالمیة الأولى، والشخصیة الأخرى هي الفریق الركن نوري الدین محمود، الذي برز اسمه في حركات فلسطین عام 1948 م ، ومن بعدها قاد الفرقة العراقية الأولى وتبوأ بعدها منصب رئیس أركان الجیش، قبل أن يكلف برئاسة وزراء العراق عام 1951 م ، ناهیك عن الكثیرین من الضباط والجنود الكورد الذین خدموا بالجیش العراقي خدمة مشرفة زادتهم فخراً وأكسبت الجیش العراقي الباسل شرفا وسمعة عالیة ([1]) .
[1]) مذكرات الفریق أول ركن صالح صائب الجبوري رئیس أركان الجیش العراقي 1944- 1951 تحقیق ومراجعة اللواء الركن
علاء الدین حسین مكي خماس 2011
إن الجیش العراقي كان ومايزال جیشا مهنیا یؤدي واجبه بكل إخلاص
ضد أي عدو، داخلي كان أم خارجیا ، وبموجب الأوامر الصادرة الیه من
الحكومة التي یقودها السیاسیون. لذا ینبغي النظر لادوار هذا الجيش من منطلق مقاتل یحارب (أعداء الدولة) والخارجین على أوامرها، فقط لانهم أعدا ؤها، ولیس لأنه یكن أو یضمر لهم الكراهية والضغینة.
الحرب العراقية البريطانية 1941
في 28 نيسان ( ابريل ) 1941 طلب مستشار السفارة البريطانية ببغداد من الحكومة العراقية الموافقة على إنزال قوة بريطانية جديدة ستصل الى البصره يوم 29 نيسان 1941م ، وقد اجتمع فوراً مجلس الدفاع الاعلى وقرر عدم السماح لمجيىء قوة بريطانية جديدة قبل مغادرة القوة الموجودة ، وايد ذلك مجلس الوزراء معتبراً وجود مثل هذه القوة الإضافية مخالفة صريحة لنصوص المعاهدة العراقية البريطانية ويمس حقوق البلاد المشروعة وسيادتها ، رفضت بريطانيا قرار الحكومة العراقية هذا وبانت نواياها العدوانية وعليه اتخذ مجلس الوزراء قراراً ثانياً في نفس اليوم ابلغ بموجبه وزارة الدفاع ( أن تقوم باتخاذ الترتيبات العسكريه المقتضاة في هذا الشأن ) ، شكلت وزارة الدفاع قيادة الجبهة الغربية بقيادة العقيد الركن صلاح الدين الصباغ والتي تضم الفرقتين الاولى والثالثة والقوة الالية ، تحركت القوة الالية من معسكر الرشيد يوم 29 نيسان 1941 الى الفلوجه واحاطت بمعسكر الحبانية صباح 30 نيسان 1941 وابرق على الفور آمر هذه القوة العقيد الركن محمد فهمي سعيد الى آمر معسكر الحبانية البريطاني يشعره باشغال مرتفعاتها لاغراض التدريب ويرجوه بعدم إجراء الطيران او إخراج اي قوة او اي شخص من المعسكر وأنذره لو أن أي طائرة تطير او عجلة مدرعة تخرج فسوف تقصف ببطرياتنا ولن نكون مسؤولون عن ذلك ، في 30 نيسان كذلك أبرقت وزارة الطيران البريطانية الى المقر الجوي في العراق والسفير ببغداد والمقرات العسكرية في الشرق الاوسط والى الهند ماياتي(( اذا كان عليك ان تضرب فاضرب بشدة )) وأمر رئيس الوزراء تشرشل أستخدام كل القوه اللازمه ، في ليلة 30 نيسان / 1 ايار 1941 ارسلت 10 طائرات (ولنكتون) الى الشعيبة ووضعت 10 أخرى في فلسطين بمطارالعقير كاسناد لطائرات الشعيبة .
في صباح يوم 2 ايار (مايس) 1941م وهو عيد ميلاد الملك فيصل الثاني حلقت الطائرات البريطانية من مطار الحبانية باعداد كبيره( قدرت بخمس واربعين طائرة) وهي تطير بارتفاع منخفض وألقت بقنابرها على القوات العراقية مركزة على المدافع والدبابات والمدرعات وارتال النقلية الالية ومعظم طائرات القوة الجوية الموجوده في مطاراتها ، وبالرغم من تباين ميزان القوى الجوية بين بريطانيا والعراق فقد استطاعت هذه القوة الفتيه ايقاع العديد من الخسائر بالقوات الجوية البريطانية سواء اثناء القتال الجوي او تدمير واعطاب الطائرات على الارض.
كانت الفتره التي مر بها العراق مابين عام 1937- 1941 فترة ازدهار وتطوير في صنوف الجيش العراقي كافه .. وكان الاقبال على المدارس والمعاهد والكليات العسكرية العراقية من ابناء العراق و من شباب الوطن العربي منقطع النظير وتخرجت منه دفعات من الضباط حملوا الى بلادهم الاسس والمبادىء التي تدربوا عليها في هذا الجيش الذي بات النواة النامية لجيش العروبة ، ونتيجتاً للخروقات البريطانية الكثيرة للمعاهدة البريطانية – العراقية المبرمة مع الحكومة العراقية واستهتارها في فرض سيطرتها على النظام السياسي القائم والتحكم بمن تريد من القادة لتنفيذ أهدافها العدوانية.
في هذه الاثناء أجمع أهل العراق أن العدوان البريطاني الجديد ماهو الا المعوّل الذي يريد أن يَهدم كيان استقلاله والقضاء على جيشه ومن أجل ذلك عزموا على الصمود وراء جيشهم والاستماتة في الذود عن حريته واستقلاله وعلى أثر ذلك طالبوا الحكومه والجيش اتخاذ ما تراه مناسبا تجاه هذا العدوان عندها أصدرت ألحكومة العراقية قرارها التاريخي بمواجهة العدوان مع كل فئات الشعب كنفير عام وارسلت مذكرات احتجاج للقوات البريطانية في الحبانية والشعيبة وأسست علاقه مع روسيا وطالبت مساندة المانيا في هذه الحرب ، وبالرغم من ضعف امكانات الجيش العراقي آنذاك وتدميرمعظم طائراته وقواته على الارض فقد استطاع بعد وقوف الشعب معه إلحاق أفدح الخسائر بالقوات البريطانية بلغت مئات القتلى والجرحى إضافه الى الخسائر بالمعدات الاخرى ولقنهم درسا لاينسى ….يقول العقيد الركن صلاح الدين الصباغ في مذكراته ( لقد فرض الانكليز علينا الحرب فرضاً لانهم كانوا يريدون توجيه سياسة العراق على وفق مصالحهم الاستعماريه متجاوزين نصوص معاهدة التحالف الانكليزية العراقية ، وما قصدنا قتالهم او الاشتباك معهم ولكنهم بادأونا بالقتال فكان لابد لنا من الدفاع عن شرفنا ووطننا ) ([1]).
[1] ) . تاريخ القوات العراقية المسلحة : الجزء الثالث : الطبعة الاولى 1991
حرب فلسطين 1948
اعتبر العراق القضية الفلسطينية من طليعة القضايا المهمه التي اولاها اهتمامه وكان لحضوره اجتماعات جامعة الدول العربية دوراً مميزاً في اسناد هذه القضية رغم بعد المسافات بين العراق وفلسطين ولكن ذلك لم يثنيه عن تقديم اي اسناد للجيش العربي من لبنان و الاردن وسوريا ومصر والسعودية سواء من المتطوعين الشباب في جيش الانقاذ او القوات النظامية .
مشاركة الجيوش العربية
بعد العديد من الاجتماعات مابين قادة الدول العربية بصدد التوصل الى موقف عربي موحد تجاه القضية الفلسطينية تقرر في 11 ايار 1948 عقد اجتماع طارئ للجنة السياسية لجامعة الدول العربية في دمشق تقرر فيه ان تتخذ كل حكومة عربية ماتقتضيه الحالة الاستثنائية الناشئة من دخول الجيوش العربية الى فلسطين من تدابيرامنية وادارية ، وبعد ظهر هذا اليوم اتفق ممثلو الجيوش العربية من لبنان وسوريا والاردن ومصر والعراق في شأن خطة الحركات المقبلة في فلسطين واتفقوعلى ملخص الخطة التالية
- يتحرك الجيش اللبناني من راس الناقورة على الحدود اللبنانية الفلسطينية معقباً الساحل باتجاه نهاريا وعكا .
- يتحرك الجيش السوري نحو صفد والناصرة .
- يتحرك الجيش العراقي المتواجد في المفرق بالاردن من جسر المجامع على نهر الاردن نحو كيشر وكوكب الهوى والمرتفعات المؤدية الى العفولة .
- يتحرك الجيش الاردني من جسر الشيخ حسين على نهر الاردن نحو بيسان والعفولة موحداًحركاته مع الجيش العراقي ، على ان يقوم القسم الاكبر من الجيش الاردني في نفس الوقت بالحركة من جنين باتجاه العفولة .
- يتحرك الجيش المصري من حدوده نحو الشمال باتجاه تل ابيب .
تحشد القطعات العراقية في الاردن واجتيازها الحدود الفلسطينية في 15ايار 1948
حشد العراق في المفرق بشرقي ألاردن قبل يوم 14 أيار( مايس) 1948 قواته النظامية بحدود (300) ضابط و(6000) من المراتب ، مؤلفة من المقرات الاتية (مقر القيادة العامة والقيادة العراقية ، سرية مخابرة القيادة ، آمرية خط المواصلات ) ومن القوة الالية المؤلفة من القوات الاتية (106 ضابط و 1837 من المراتب و 47 مدرعة و 18 مدفع 25 رطل و285 سيارة عسكرية و50 دراجه آليه ) ومن جحفل اللواء الاول المؤلفة من (97 ضابطاً و 2257 من المراتب) ومن القطعات الاخرالمؤلفه من ( كتيبة المدفعية 3،7 الاليه ناقص بطرية ومن بطرية
مقاومة الطائرات الخفيفة الثانية من الفرقة الثانية ، بطرية مقاومة الطائرات الخفيفة الثالثة من الفرقة الاولى ، وسرية النقلية الالية الاولى ، وسرية النقلية الالية الثالثة ، والمعمل السيار الاول من الفرقة الاولى) ([1]) وبالنظر لهذه الحرب فقد خطط لها بصوره مشتركه
[1] ) .نفس المصدر السابق
موجز لمساهمة القوات الجوية العربية في حرب فلسطين 1948 .
السلاح الجوي الملكي العراقي
السرب الاول .المؤلف من طائرات ( الفيوري) المقاتلة القاذفة ، اعتباراً من تشرين الاول (اكتوبر)1948 إرسل هذا السرب للدفاع عن الأجواء السورية ، لكون القوة الجوية السورية كانت لاتزال في دور الإنشاء ولم يكن لديها سوى عدد محدود من طائرات التدريب نوع ( تايكر موث) و (هارفرد)وقد تمركز السرب في مطارالمزه بدمشق .
وفي 12 تشرين الثاني( نوفمبر) 1948 ارسل الرف الثاني من هذا السرب الى مصر لتعزيز القوة الجوية المصرية .
وفي آب(اغسطس)1948شارك رف من السرب بطائرات الانسن من مطار المفرق في الاردن .
السرب الرابع .أسهم السرب الرابع المؤلف من طائرات ( الكلاديتر) برفوف متناوبة من مطار المفرق بالاردن اعتباراً من 20 أيار( مايس) 1948 ولغاية 30 نيسان ( ابريل1949).
السرب السابع المؤلف من طائرات ( إنسن) القاصفه اعتباراً م 13 ايار (مايس)1948 ولغاية أذار 1949 حيث جرى ايقاف طيران هذه الطائرة عن العمل لعدم صلاحيتها للطيران، شارك العراق في بداية هذه الحرب بخمسة عشرة طائرة مقاتلة قاذفة من مطار المفرق بالاردن .
كما شارك مع السلاح الجوي العراقي كلا من السلاح الجوي المصري والسوري ([1]).
موجز لمعارك الجيوش العربية في فلسطين
- · غادرت القوات العراقية المفرق بعد ظهر يوم 14 /5/1948 تطبيقاً لخطة القيادة العامة للجيوش العربية ، واجتازة سرية مشاة آلية نهر الاردن جنوب كيشر ب 4 كلم .
- · وفي الساعة الخامسة صباحاً اشتبكت مع القوات الصهيونية تساندها القوة الجوية العراقية واسست راس جسر جنوب كيشر.
- · بدأت معركة كيشر فجر يوم 16/5/1948 ولم تفلح في اقتحام حصن كيشر (وسبب ذلك احجام الاردن ارسال قطعاته وفق الخطة المتفق عليها مما ادى الى عدم تمكن القوات العراقية تحقيق هدفها بل على العكس جعل جناح القوات العراقية مفتوحاً من كلا الجانبين ).
- · تغيير محور حركات القطعات العراقية والانتقال الى منطقة نابلس ، حيث تحركت القوة الالية الى نابلس وفتحت مقرها في مزرعة عسكر ليلة 22- 23 ايار.
- · للضرورات التعبوية اصدرت مديرية الحركات العسكرية في 24 ايار 1948 اوامرها بتاليف جحفل اللواء الرابع وتجمع في بغداد في 27 ايار وغادر الى فلسطين بثلاث مجموعات تحركت في 28 و 29 و 30 ايار 1948 .
- امتناع بريطانيا من تجهيز الجيش العراقي بالاسلحة والمعدات العسكرية وفق الاتفاق المبرم معها .
- الهدنة الاولى..لما دخلت الجيوش العربية فلسطين شعرت الدول الاستعمارية المؤيدة لليهود بالخطر الذي يتهدد قيام دولتهم اسرائيل وطالبت مجلس الامن ان يتدخل بوقف القتال بعد ان حقق العرب انتصاراتهم في كافة الجبهات العربية .
- وجه مجلس الامن في 29 ايار 1948 الدعوة الى ايقاف القتال لمدة اربع اسابيع مع الوعد بعدم بعدم ارسال متطوعين او اسلحة الى فلسطين .
- في الساعة 0800 صباح 11 حزيران 1948 اوقف القتال في كافة الجبهات لهدنة امدها اربع اسابيع.
عند توقف القتال في الهدنة الاولى أستمرت اسرائيل بدعم قواتها المسلحة و القوة الجوية بامداد مستعمراتها المعزولة في النقب والقيام بمهام الاستطلاع الجوي استعداداً للمراحل المقبلة من الحرب بعد هذه الهدنة ، وقد انضم لسرب الداكوتا ثلاث طائرات قاصفة ثقيلة نوع بي -17 ، في هذه الاثناء اصبح للقوة الجوية الاسرائيلية ثلاث قواعد رئيسه هي ( رامات ديفد في الشمال ، وتل ابيب ، وعكير في الوسط بالاضافة الى العديد من اراضي النزول في الوسط والشمال فضلا عن اراضي النزول في النقب بالجنوب ) .
الهدنة الثانية وتوقف القتال
اُستؤنف القتال مرة أخرى فى التاسع من تموز ( يوليو) 1948 وكانت إسرائيل قد أعادت تنظيم قواتها على الأرض مستفيدة من أخطاء المرحلة الأولى فى القتال وأصبح لديها قوة جوية مقاتلة كفوءة بدأت تشارك وتساند قواتها البرية ، بينما تعثرت الجيوش العربية فى تنفيذ مهامها وأصبح ميزان القوى العسكرية والجوية يميل لصالح الكيان الصهيوني مما زاد من معنويات سلاحهم الجوي حتى تجرأ بقصف مدينة القاهرة بالقنابر ليلة 14 تموز(يوليو)1948 .
فى 15 تموز (يوليو) فرضت الهدنة الثانية من قبل مجلس الامن عملاً بالماده 40 من ميثاق الامم المتحدة ،وخضعت الدول العربية بالاكثريه لتنفيذ القرار واصدرت القيادة العراقية في مساء 18 تموز امرها بتجنب الحركات التعرضية واوقفت القتال في الساعة الرابعة بعد ظهر 19 تموز 1948 الا ان الهدنة لم تحترم من جانب إسرائيل فاستمرت قواتها بعملياتها العسكرية لتحسين أوضاعها. ولما كانت الجبهة المصرية هي التي تمثل التهديد الأكبر لإسرائيل فقد بنيت الخطة الإسرائيلية على أساس الهجوم بالقوات الرئيسة على الجبهة المصرية وبدأ تنفيذ الخطة فى منتصف تشرين الاول (أكتوبر) ، التي تركزت بمهاجمة القوات الجوية الإسرائيلية لمطار العريش الذي كان يمثل القاعدة الجوية المصرية الرئيسة وتدمير الطائرات المصرية على الأرض. وبتدمير هذا المطار انتقلت السيطرة الجوية لصالح الطيران الإسرائيلي. واندفعت القوات الإسرائيلية لمهاجمة المواقع المصرية فى النقب مستغلة المفاجأة التي أحدثتها الضربة الجوية الإسرائيلية لمطار العريش ، وبحلول يوم 19 تشرين اول (أكتوبر) نجحت فى حصار الفالوجة والاستيلاء على بئر السبع .
استنتاج
جاءت نتيجة حرب 1948 فشل العرب على يد الدولة الصهيونية الناشئة متسقة تماماً مع طبيعة الأحداث التي جرت قبل الحرب بسنوات طويلة وفى أثنائها ، فالعرب فى تلك الآونة كانوا فى سبيلهم إلى إنشاء مشروع عربي قومي تحت مظلة جامعة الدول العربية التي ظهرت إلى الوجود قبل ثلاث سنوات من تلك الحرب، ولكن ما كان يدور داخل هذا التجمع العربي شيء يدعو للدهشة والرثاء على حال الشعوب التي يتحكم فى مصيرها نوعية الملوك والرؤساء ، فالهدف من الجامعة العربية هي تجميع القوى وحشد الطاقات ومؤازرة الدول بعضها لبعض ، لكن الواقع كان قاصراً على نظرة فردية بين الملوك والرؤساء أدت إلى تحالفات مشبوهة من بعضهم وتحملت القوات المسلحة العربية وزرها ادت الى هذه النتيجة وكان السلاح الجوي للدول العربية ضعيفاً نسبتاً للسلاح الجوي الاسرائيلي عندما يعمل بصورة فردية اما عندما يكون بصورة مجتمعة يمكنه تحقيق الاهداف المرجوة منه بكل سهوله ويسر ، وقد ادى دوره بشكل مشرف ومشهود في بداية المعركة وحتى قبول الدول العربية بالهدنة الاولى التي دبرتها اسرائيل لتحسين اوضاع قواتها المسلحة وعلى العكس من ذلك بالنسبه للقوات العربية التي بدأ الضعف واضحاً عليها بعد ان طورت إسرائيل سلاحها الجوي باسناد القوى الامبريالية الامريكية والاوربية واصبحت له اليد الطولى على كل الجبهات العربيه محققه في ذلك انتصارها الاول على الدول العربية ، عليه بالوحدة نلتقي وبالفرقة نضعف وهذا مبدأ عملت عليه نظرية الامن الإسرائيليه ومعها الدول المسانده لها ضد وحدة امتنا العربية حتى يومنا هذا .
[1] ). القوات العراقية المسلحة : القوة الجوية : الجزء 17
سحب الجيش العراقي
في 29 نيسان 1949 وصلت طلائع القوات العراقية الرمادي بعد ان سلمت قواطعها الى القوات الاردنية ، ثم بلغت بغداد في اول ايار 1949 واستقبلت عند جسر الخر استقبالا شهده الوصي عبد الاله ثم اذاعة وزارة الدفاع بياناً مطولا جاء فيه :-
لقد اخذ الجيش العراقي على عاتقه المساهمة بتحرير فلسطين وذلك حسب قرار الجامعة العربية وذهب وحافزه الوحيد الوطنية الخالصة …وقد قام خلال وجوده في الاراضي المقدسة بواجبه احسن قيام ولم يخسر اية معركة اشتبك بها مع العدو بل على العكس كبد العدو خسائر فادحة بقيامه بهجمات مقابلة مما جعله مرهوب الجانب ، ولم يجسر الجيش الاسرائيلي بعد ذلك على القيام باي هجوم أخر حتى الهدنة الاخيرة ، وكانت معركة جنين التي تمكن بها الجيش العراقي من القضاء على قوات اسرائيلية تفوقه اضعافاً ، وانقاذ قضاء جنين من براثن الصهاينة….حتى ان مفتي جنين السيد اديب الخالدي صرح امام مراراً بالحرف الواحد ((لولا الجيش لكنا تحت الخيش))….اما اذا كانت النتائج العامة غير ما ترتضيه الشعوب العربية ، فان لذلك اسبابه هي خارج مقدور الجيش السيطرة عليها ، وهو ان عادة بعض قطعاته اليوم الى ارض الوطن فانها عادة بغرض اعادة تنظيمها لاستئناف الجهاد المقدس عندما تحين الفرصة.وان الجيش العراقي متهيئ دوماً لاتمام الرسالة التي بدأ بها في فلسطين ،كما انه حاضر للذود دوماً عن اراضي الوطن او لمساعدة اية دولة عربية مهددة ([1]).
حرب حزيران (يونيو)1967
فى الساعة 0815 صباح الخامس من حزيران ( يونيو) 1967م أقلعت كافة طائرات القوات الجوية الإسرائيلية( ميراج 3، فوتور، سوبر مستير، مستير ،اوريجان ،فوجاماجستر) من قواعدها الجويه باسلوب الضربة الجوية الشاملة متجهة غرباً فوق البحر المتوسط على ارتفاع منخفض جداً (50 متراً فوق سطح البحر ) .
وقد انقسمت الضربة الشاملة إلى ثلاث مجموعات ، الأولى اتجهت الى مطارات سيناء (العريش – السر – بير تمادا – المليز) بين الساعة 0832 – 0900والثانية اتجهت الى قواعد و مطارات القناة (أبوصوير – فايد – كبريت) فيما بين الساعة 0848 – 0905 ،الثالثة اتجهت الى القواعد الجوية (أنشاص- غرب القاهرة – بني سويف) فيما بين الساعة 0855 –0910 .
.وصل العدو إلى القواعد الجوية المصرية على شكل موجات متتالية فى تشكيلات رفوف جوية كان الرف يقوم بعمل 3-4 هجمة (Attake ) متتالية بفاصل 20-30 ثانية بين كل طائرة وأخرى ، وكانت أسبقية الهجوم تدمير عقد تقاطع المدارج الرئيسية عدا قاعدة العريش الذي لم يتم تدمير المدرج لكي يتم استخدامه بعد الاستيلاء عليه، وقد تم استخدامه فعلاً منذ السابع من حزيران (يونيو) بواسطة الطائرات الإسرائيلية ، ثم تلي ذلك مهاجمة الطائرات الجاثمة بقرب المدرج كحالات استعداد قصوى . ثم مهاجمة وتدمير باقي الطائرات وتم ذلك التركيز فى الضربة الجوية الشاملة الاولى و التي استغرقت حوالي 75 دقيقة ثم تكرر نفس التركيز فى الضربة الجوية الشاملة الثانية إضافة إلى تدمير المعدات الفنية الموجودة بالقواعد والمطارات ، وكان أهم ما يميز الهجمات الإسرائيلية الدقة المتناهية والمستوى الفني العالي فى الهجوم كما كان واضحاً أن الطيارين الإسرائيليين لديهم معلومات دقيقة فلم يهاجم أي منهم طائرة هيكلية واحدة كانت تنتشر فى بعض القواعد و المطارات. كما لوحظ تنوع الطائرات التي كانت تهاجم كل مطار والتنسيق غير العادي بينها أثناء الهجوم من اتجاهات مختلفة.
وقد نجحت إسرائيل في هاتين الضربتين الجويتين تدمير معظم طائرات وقواعد ومطارات مصر خلال ساعتين ونصف. وكانت هذه هي المرة الأولى فى تاريخ الحروب التي تحسم فيها الطائرات نتيجة المعركة ، فخروج القوات الجوية المصرية من المعركة فى أول ثلاث ساعات جعل قواتها البرية بدون غطاء جوي وأصبحت هزيمتها مسألة وقت ليس إلا.
ثم تحول العدو الإسرائيلي بعد ذلك طوال يوم 5 يونيو1967 إلى مهاجمة محطات الرادار وكتائب الصواريخ (أرض/جو) بتشكيلات صغيرة 2-4 طائرة. وتكرر ذلك فى الأيام التالية بعد السيطرة الجوية التامة التي تحققت لإسرائيل مع تخصيص الجزء الأكبر من الطائرات لمهاجمة القوات البرية المصرية فى سيناء، إضافة إلى مهاجمة بعض القواعد والمطارات بصورة متفرقة وكان أغلبها للاستطلاع وإضعاف الروح المعنوية [2].
القوة الجوية العراقية في حرب حزيران (يونيو)1967
الموقف العسكري العراقي العام
بتاريخ 24 اذار (مايس) 1967 طلبت الحكومة السورية اشراك قطعات عراقية مؤلفه من 2 لواء مع كتيبة دبابات وكتيبة قوات خاصه للعمل مع القطعات السورية .
وقد تم حشد هذه القوات في منطقة الحبانية تمهيدا لنقلها الى سوريا في هذه الاثناء زار بغداد رئيس اركان الجيش الاردني واجتمع بالمسؤولين العراقيين في وزارة الدفاع طالبا اشراك قطعات من العراق بحدود لواء مشاة ولواء مدرع وسربي طائرات مقاتله قاذفة ، بذلك عدلت خطة اشراك الجيش العراقي وجعلها ضمن الجبهة الشرقية في الاردن بدلا من سوريا وصدرت اوامر الحركه الفورية وفق جدول تنقل وضع لهذا الغرض …وصلت القطعات العراقية المفرق في الاردن يوم 4حزيران(يونيو) 1967 ،وقد سبقتها في اواخر ايار ( مايس) سربان من الطائرات المقاتلات القاذفة (هوكر هنتر ) وسرب من متصديات الدفاع الجوي( ميج 21 ) استقرت في قاعدة الوليد الجوية (ج/ 3) غرب العراق. بعد ساعات من وصول القطعات العراقية الى المفرق ، شنت القوة الجوية الاسرائيلية ضرباتها الجوية الشاملة على مصر كما أشرت آنفاً ، في ذات الوقت التحق عدد من الطيارين الاردنيين في القوة الجوية العراقية بعد ان دمرت طائراتهم على الارض ، كما التحق الى هذه القوة عدد من الطيارين الباكستانيين بدوافع جهادية وإنسانيه ساهموا مع الطيارين العراقيين ضد تدخلات القوة الجوية الاسرائيلية .
يوميات القوة الجوية العراقية في حرب حزيران 1967
اما دور القوة الجوية العراقية في هذه الحرب فكان مشرفا بالرغم عدم وجود خطة عمليات مشتركة مع القوات الجوية العربية ، ومع ذلك استطاعت هذه القوه تنفيذ العديد من الواجبات في العمق الاسرائيلي من قاعدتي الوليد والحبانية ضد ( تل ابيب ونتانيا وكفر سركين ) واحدثت بهما خسائر فادحه … مما اثار حفيظة القوات الجوية الاسرائيلية وقامت طائراتها بشن هجماتها على هاتين القاعدتين محدثه خسائر بعدد من المباني والطائرات والاشخاص وحدثت معارك جوية عنيفة اسقطت فيها خمس طائرات اسرائيلية من طراز فوتور وميراج/3 واسر عدد من طياريها ( يقول النقيب الطيار داوود جدعون الذي اسقطت طائرته الميراج في سماء قاعدة الوليد الجوية …لقد كان النشاط الجوي داخل اسرائيل يتمثل بالقوة الجوية العراقية والاردنية فقط ). ..(.اما النقيب الطيار الاسير اسحق كولان احد طياري الفوتور الذي اسقطت طائرته فوق قاعدة الوليد الجويه يقول لم نجد أشجع وأحسن فناً في القتال الجوي من الطيارين العراقيين والاردنيين .
يوم 5 حزيران (يونيو)1967
كانت القوة الجوية العراقية يوم 5 حزيران ( يونيو) 1967 تمارس مهامها التدريبية الاعتيادية ودوريات القتال (CAP) المعتاده في قواعدها الجوية آنذاك ، يتخللها هدوء مشوب بالحذر، اما قاعدة الوليد الجوية (ج/3) غرب العراق كانت في اوج استعدادها لتلقي اي مهمة قد تكلف به .
في الساعه 0930 صباح هذا اليوم نادى قاطع الدفاع الجوي الثاني( المتواجد في هذه القاعدة ) كافة طائرات الهنتر التي كانت بمهمة تدريبية تقليدية بالهبوط فوراً مع تكثيف الدوريات الجوية القتالية لطائرات الميج 21 في مناطق القاعدة ، وبعد هبوط كافة الطائرات كانت الحرب قد اندلعت على الجبهة المصرية ، وعليه اتخذت كافة الاستعدادات لاي مهمة محتملة .
في الساعه 1000 من نفس اليوم ابلغت قيادة السرب السادس( هوكر هنتر) من قائد الجبهة الشرقية الفريق أركان حرب عبد المنعم رياض بتوجية ضربة جوية فورية ضد مطار كفر سركين شمال تل ابيب ، وفي الحال سلحت 5 طائرات بحموله 24 صاروخ عيار 18 باوند وتهيئة الخرائط وايجاز الطيارين الذين تم اختيارهم لهذه المهمة وهم كلا من ( النقيب الطيار عادل سليمان آمر السرب ،الملازم الاول الطيار فيصل عبد محسن ،الملازم الاول الطيار حازم حسن قاسم ،الملازم الطيار فاضل مصطاف حسون ،الملازم الطيار عماد عزت .
التنفيذ
اقلع تشكيل الضربه الجوية في الساعه 1100 باتجاه الاردن – المفرق و تم اشعار المجس العراقي الجوي(Fac) الموجود ضمن القوات العراقية بكلمات جفريه حول الواجب ،ثم عبور نهر الاردن باتجاه مطار كفر سركين حيث هوجم من قبل طائرات التشكيل وكانت النتائج كالتالي( تدمير طائرة نود اطلس ، تدمير طائرة كوماندو – كانتا تنويان الاقلاع لتنفيذ مهمة القاء مظلي ، تدمير طائرة نورد اطلس اخرى في موقف منطقة وقوف الطائرات ، قصف هنكر الطائرات ضمن المطار ، قصف برج السيطرة الجوية للمطارATC ))…بعد تنفيذ المهمة عادت كافة الطائرات لقاعدة الوليد الجوية بسلام دون خسائر . وقد تبين بعد يومين من تنفيذ هذه المهمه وبعد أسر أحد الطيارين الاسرائيليين الذي اسقطت طائرته من قبل طائرات ( الميج 21) فوق قاعدة الوليد الجوية ان هذه المهمه كانت دقيقة جداً اوقعت خسائر كبيره في القوات الاسرائيلية تمثلت بعشرات القتلى من المظليين ممن كانوا على متن طائرات النورد اطلس والكوماندو .
في نفس اليوم وفي الساعه 1200 كلف تشكيل آخر من طائرات الهنتر بمهمة قصف مطار )تل ابيب( شارك به كلا من (الملازم الاول الطيارنجدت النقيب ،الملازم الاول الطيار طالب كمونه ،الملازم الاول الطيار حسن خضر ) ولم يتم الوصول الى الهدف الرئيسي وعولجت اهداف بديله … في الساعة 1330 و اثناء هبوط تشكيل الضربة الجوية الثانية في قاعدة الوليد الجوية وبينما الطائرات لاتزال على مدرج القاعدة هاجم تشكيل من طائرات الفوتور والميراج /3 الاسرائيلية القاعدة واستطاع إصابة طائرة قائد التشكيل الملازم الاول الطيار نجدت النقيب ادى الى احتراق طائرته ونجا الطيار بأعجوبة ، إضافة الى احراق طائرة نقل نوع (اي ان /12) واخرى نوع( دوف ) واخرى ( ميج/ 21 ) واصابة مدرج القاعدة بقنابر مظليه كما ادت هذه الضربة اصابة عدد من الطيارين بجروح بسيطة .
يوم 6 حزيران ( يونيو) 1967
في صباح يوم 6 حزيران كلف تشكيل من طائرات الهنتر من قبل القيادة الشرقية في الاردن بمهمة اسناد جوي للقوات المدرعة الاردنية قرب مدينة الناصرة حيث جهزت الطائرات بثمان صواريخ عيار 60 باوند مع اربعة مدافع(30ملم بواقع 120 اطلاقه لكل مدفع بقيادة كلا من ( الملازم الاول الطيار محمد عبد الواحد اليوزبكي- قائد تشكيل الضربة الجوية ،الملازم الاول فيصل عبد المحسن ،الملازم الاول الطيار عبد اللطيف عبد الكريم )، اقلع التشكيل من على طريق الدرج بسبب اصابة المدرج الرئيس للقاعدة نتيجة الضربة الجوية الاسرائيلية ليوم 5 يونيو .. بعد الاقلاع وتامين الاتصال بالمجس الجوي (FAC) عولجت اهداف اسرائيلية مشتبكة مع القوات الاردنية واوقعت خسائر كبيره بها وقد شهد على ذلك احد الاسرى الاسرائيليين ايضا.ً
في صباح هذا اليوم كلفت طائرتان قاصفة نوع ( TU- 16) بحموله 9 طن قنابر لكل منهما ، مستهدفه قاعدة( رامات ديفيد) الاسرائيليه اقلعت الطائره الاولى يقودها (نقيب طيار فاروق الطائي ،الملازم الطيار ماجد طركي وباقي الطاقم) وتاخرت الطائرة الثانية لعطل فني طارىء قبل الاقلاع أدى الى ابتعادها عن الطائرة الاولى كثيراً ، الطائرة الاولى القت بحمولتها على الهدف محققة نتائج جيده اما الطائرة الثانية فقد اُسقطت قبل وصولها الهدف داخل الاراضي الاسرائيلية واستشهد كافة طاقمها القتالي وهم (النقيب الطيار كاكا حسين ، الملازم الاول الطيار فائق علوان ، والملازم الملاح غازي والملازم الملاح صبيح واثنان من المراتب المقاتلين ).
في نفس اليوم كلف تشكيل من طائرات الهنتر بقيادة الملازم الاول الطيار سمير زينل والملازم الطيار وليد عبد اللطيف بمهاجمة قاعدة( رامات ديفد )ولم يصلها بسبب شحة الوقود وقام بمعالجة اهداف بديلة منتخبه مسبقا قريبة من القاعدة .
في نفس اليوم ايضاً هاجمت أربع طائرات فوتور اسرائيلية ومعها طائرتين ميراج /3 قاعدة الوليد الجوية وعلى وجه السرعة استطاعت ثلاث طائرات هنتر وميج/ 21 الاقلاع الفوري واشتبكت معها تسبب عنها ماياتي : –
• طائرة هنتر بقيادة الرائد الطيار خالد سارة اصيبت بعد اشتباك جوي مع طائرة الميراج /3 في منطقة الذيل (TAIL UNIT) مما ادى الى إنفتاح مظلة الإيقاف في الجو بعدها هبط الطيار بسلام .
• طائرة هنتر اسقطتها طائرة الميراج بعد الاقلاع مباشرة واستشهد الملازم الاول الطيار محمد عبد الواحد اليوزبكي .
• طائرة ميج 21 بقيادة الملازم الاول الطيار نامق سعد الله تم اسقاطها اثناء الاشتباك الجوي مع طائرات الفوتور وهبط الطيار بواسطة المظلة بسلام .
يوم 7 حزيران ( يونيو) 1967
اقتصر هذا اليوم على مهام الدفاع الجوي قامت به طائرات الهنتر وطائرات الميج 21 ، فقد هاجمت قاعدة الوليد أربع طائرات ميراج /3 واربع اخرى فوتور تصدى لها كلا من النقيب الطيار الاردني إحسان شرذم ( شغل لاحقاً قائد القوة الجوية الاردنية في الثمانينيات ) والنقيب الطيار الباكستاني سيف الدين الاعظم الذي كان يعمل مع الطيارين الاردنيين و الذي التحق في العراق بعد تدمير طائراتهم في الاردن ، والملازم الاول الطيار العراقي سمير زينل والملازم الطيار العراقي غالب القيسي ، وقد اشتبك الجميع قرب قاعدة الوليد بعد ان أجبر طائرات الميراج القاء حمولتها الحربية قبل تنفيذها مهمتها واسقطوا عدد منها وكانت نتائج الاشتباك الاتي( اسقط النقيب الاردني احسان شرذم طائره ميراج /3 واسر قائدها واصاب طائره اخرى ، اسقط النقيب الباكستاني سيف الدين الاعظم طائرة ميراج /3 ،اشتبك الملازم الطيار سمير زينل مع تشكيل الفوتور واسقط قائد التشكيل المقدم الطيار ( عزرا) الذي كان يشغل قائداً لهذا السرب وكذلك مساعده الذي كان معاه في الطائره وقد استبدلت جثثهم بعد وقف اطلاق النار مع الاسرى الاردنيين ، احدى طائرات التشكيلات المهاجمة نفذ وقودها اثناء العوده ادى الى قذف الطيار في الاراضي الاردنية وقد تم انقاذه من قبل المروحيات الاسرائيلية .
تصدى تشكيل مؤلف من الملازم الطيار الاردني جورج والملازم الاول الطيار العراقي فيصل عبد محسن لطائرتي ميراج اسرائيلية التي كانت تستهدف القوات البرية العراقية اثناء تنقلها على طريق الحبانية – الوليد – المفرق باتجاه الاردن وتم اسقاط احداها من قبل الطيار الاردني جورج وشوهدت تحترق وترتطم بالارض .
كان هناك دوريات قتال كثيفه هذا اليوم مما اجبر العدو الصهيوني الكف عن مهاجمة القواعد الجوية العراقية .
الحرب العربية الاسرائيلية الثالثة في 6 تشرين (اكتوبر)1973
اجراءات القيادة السياسية العراقية .
في مساء 6 نشرين الاول 1973 اجتمعت القيادتين السياسية والعسكرية العراقية برئاسة رئيس الجمهورية احمد حسن البكر وبعد التشاور مع القيادة السورية أصدرت قرار المشاركة في الحرب وأوعزت للسربين التاسع والحادي عشر ميج/ 21 متصديات التوجه فورا إلى سوريا كما أوعزت إلى اسراب المقاتلات القاذفة (الأول والخامس والثامن سوخوي/ 7 و السابع ميج/ 17 ) التوجه تباعا إلى سوريا في ذات الوقت أنذرت ألفرقة المدرعة الثالثة بقيادة العميد الركن محمد فتحي امين (ألويتها ل مدرع/ 12 بقياده المقدم الركن سليم شاكر الامامي ول مشاة ألي/ 8 بقيادة العقيد الركن محمود وهيب ول مدرع/ 6 بقيادة المقدم الركن غازي محمود العمر ) التهيىء للحركة باسبقية اولى الى سوريا والفرقة المدرعة السادسة بقيادة العميد الركن دخيل علي الهلالي (ألويتها ل مدرع /30 بقيادة المقدم الركن وليد محمود سيرت ول مدرع /16 بقيادة المقدم الركن عبد الفتاح امين المراياتي ول مشاة /25 بقيادة المقدم الركن طارق محمود شكري ) كاسبقية ثانية واللواء الآلي /20 من فرقة المشاة الاولى بقيادة العقيد الركن سلمان باقر واللواء المشاة الخامس من الفرقة المشاة الرابعة بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون، الفوج الثاني قوات خاصة بقيادة الرائد الركن قوات خاصة نزارالخزرجي بالاضافه الى صنوف الفرق الاخرى كالمغاويروالمدفعية والدفاع الجوي والهندسة العسكرية والصنوف الادارية والفنية . وكبادرة حسن النيه اعاد العراق العلاقات الدبلوماسية مع ايران ودعوتها الى حل المشاكل القائمة بين البلدين بالطرق السلمية وعن طريق المفاوضات ، وذلك لتامين الجبهة الشرقيه للعراق .
موجز لمعارك القوات البرية العراقية
في صباح يوم 11/10 وصلت طلائع القوات المدرعة من الفرقة المدرعة الثالثة العراقية سوريا وكان توجيه القيادة العسكرية السورية دفع أية قوات عراقية تصل إلى محور دمشق – الصنمين – درعا إذ كانت هذه القيادة تتوقع قيام الإسرائيليون بحركة إحاطة واسعة على محور القنيطرة – غباغب –الكسوة – دمشق ،مع تثبيت القوات السورية على محور القنيطرة – سعسع / كناكر – الكسوة دمشق .
وخلال هذه الليلة وصل اللواء المدرع /12 من الفرقة الثالثة العراقية المحمول على العجلات إلى منطقة الغوطة جنوب دمشق ،إذ أجتاز منطقة اجتماع اللواء الالي / 8 الذي يصل تباعا لإعادة التزود بالوقود ثم تحرك سريعا نحو الجنوب إلى منطقة الصنمين ،وعندها أنزلت دبابات وعجلات قتال اللواء وهما كتيبتي دبابات المعتصم و قتيبة والفوج الآلي/ 3 ، مع كتيبة مدفعية وبطرية مقاومة طائرات ، ثم أنفتح هذا اللواء بتشكيل قتالي ضمن قاطع الفرقة الخامسة السورية في أنخل بعد عناء لضعف الدلالة والتنسيق،بعدها أوجز آمر اللواء إيجازا بسيطا قدم من قبل ضابط ارتباط سوري عن الموقف العام ، وكانت المفاجأة بالنسبه للعراقيين بأن الموقف قد أنقلب رأسا على عقب ،وأن القوات السورية قد لجأت إلى الدفاع ،بل إلى القتال التراجعي أمام تعرض مقابل أسرائيلي كبير بقوات مدرعة كبيرة وبإسناد جوي كثيف وفعال ،يقابل ذلك ،أن القوات العراقية لم ترتبط بمقر قيادة محدد.
شرع اللواء المدرع/ 12 العراقي للقيام بأول مهمة قتالية له وبحماسة عالية صباح يوم 12 تشرين اول(اكتوبر) ،دون أية استطلاعات ميدانية أو معلومات تفصيلية كما هو معتاد نحو الغرب على محور الصنمين – قيطة – كفر شمس – كفر ناسج – تل الشعار ، باحثا عن العدو وبعد تقدم 17 كم أصطدم بتشكيل مدرع إسرائيلي في معركة ملاقاة سريعة، فيفاجأ الإسرائيليون بما يزيد عن مائة دبابة وعجلة قتال مدرعة تهاجمهم بقوة وعنف وتكبدهم خسائر غير قليلة ، فيتراجع الإسرائيليون للخلف تاركين عددا من دباباتهم المدمرة والمعطوبة خلفهم .
ذات الوقت الذي وصل اللواء الالي/8 العراقي إلى منطقة كفر ناسج فشكل قاعدة دفاع بالمشاة خلف اللواء/ 12 (وفقا لعقيدة القتال العراقية، أي إسناد انطلاق الوحدات المدرعة بقاعدة قوية من المشاة )، لقد ايقن الجنرال الإسرائيلي (لانير ) الواقف على قمة (تل الشعار )في تلك الساعة ، أن القوات العراقية قد وصلت بوقت خارج توقعات استخباراتهم ،فأصدر أمراً لقواته بإيقاف التقدم نحو العاصمة دمشق على الفور لمواجهة القوات العراقية التي ستضرب مركز قواته مما يعرض قواته للعزل والخطر،(هنا يكمن الدور العراقي الرئيسي في هذه الحرب في منع الإسرائيليين من مهاجمة واحتلال دمشق .بالوقت الذي لا ننسى حكمة القرار السوري في زج القوات العراقية في هذا الاتجاه ). في هذه الليلة تكامل لوائي المشاة العراقيين/ 5و20 منفتحا للدفاع في القاطع الشمالي من جبهة القتال ، خلال يومي 13 و14 تشرين اول كثف الطيران الإسرائيلي هجماته على اللوائين العراقيين 8و12 اللذين كانا في اشتباك مستمر مع الدروع الإسرائيلية ،وكانا يعانيان من مشكلة سد النقص بالعتاد والوقود والتعويض عن الدروع المدمرة أو تصليح الإعطاب الكبيرة ، ألا أن الدروع الإسرائيلية قد تضاعف عددها من خلال تراجع القوات الإسرائيلية من المحور الشمالي من اتجاه دمشق ، لتغير اتجاهها إلى المحور المركزي لمواجهة التهديدات العراقية الجدية المفاجئة ([3]).
في ذات الوقت وصل الفوج الثاني قوات خاصه بقيادة الرائد الركن نزار الخزرجي الى منطقة قتال اللواء/ 12 و نظم اشتباكه ضمن هذا اللواء ضد القوات الاسرائيلية مكبداً اياها 12 دبابة مستعيناً باسلحة م/دب وباقي اسلحة الفوج ، في صباح يوم 15تشرين اول وبعد إعادة تنظيم سريع للوضع القتالي للوائي الفرقة المدرعة الثالثة العراقية ،تقرر استئناف الهجوم على القوات الإسرائيلية غرب تلول المال والعدسية على الرغم من أن نسبة التفوق كانت لصالح الإسرائيليين بنسبة 3 إلى 1 ،ناهيك عن تداعي منظومات الدفاع الجوي السورية وزيادة مطردة في الهجمات الجوية الإسرائيلية ،في هذه الاثناء تكامل للقوات العراقية 5 كتائب مدفعية عيار 122 ملم لإسناد الهجوم دون انتظار وصول اللواء المدرع /6 من الفرقة العراقية الثالثه الذي بات على مقربة من ميدان المعركة ،لكن حال ما شرعت هذه الفرقه هجومها جوبهت بهجوم إسرائيلي مدرع بثلاث شعب ،الشعبة الأولى بلواءين مدرعين على محور تل الشعار – تلول المال – كفر ناسج ، الشعبة الثانية من الهجوم توخي تل الحرة لضرب الجناح الأيسر للقوات العراقية ،والشعبة الثالثة من الهجوم الإسرائيلي بقوة لواء مدرع قام بإحاطة القوات العراقية من الجناح الأيمن محاولة في عزلها ويستهدف احتلال تل عنتر وكفر شمس باتجاه قيطة لتطويق القوات العراقية . في الساعة 1330 من نفس اليوم شنت عشرات الطائرات الإسرائيلية سلسلة من الهجمات الجوية المكثفة ،مكنت القوات الإسرائيلية من التقرب بسرعه نحو أهدافها والحقت الفوضى والخسائر الكبيرة بالدروع العراقية ،فدارت بين الجانبين معركة دروع عنيفة ومروعة وباشتباكات قريبة جدا إذ اختلطت الدروع بعضها ببعض في احيان عديدة ، وكما هو معروف فقد أظهر الدرع الإسرائيلي براعته المعهودة في القتال المدرع،لكن الدروع العراقية على الرغم من فداحة خسائرها وقلة أعدادها ،إذ صمدت بهذه المعركة بندية عالية ولم تسمح للدروع الإسرائيلين من تطويقها ،ألا أن الإسرائيليون قد نجحوا في دفع العراقيين إلى الشرق كثيرا بما يزيد عن 10 كم ،وتم لهم احتلال كفر ناسج وتل عنتر وتل الحارة ، ،لقد كانت ليلة ليلاء وقاسية جدا على الفرقة المدرعة الثالثه .
في صباح يوم 16تشرين اول زج قائد الفرقة الثالثه اللواء المدرع/ 6 الواصل توا في المعركة وهو من الحركة ،محاولا استعادة (تل عنتر) فدارت معركة عنيفة تمكن هذا اللواء من احتلال الهدف بسرعة ،لكن هجوما إسرائيليا مقابلا مسندا بالطيران الحربي تمكن من دفعه إلى الخلف قليلا أسفل التل ودارت معركه شرسه بين الدرع العراقي والاسرائيلي تكبد الطرفان خسائر كبيرة بالدروع والاشخاص ، ليلة 18/19تشرين أول(اكتوبر) شنت الفرقة المدرعة الثالثة العراقية وهي بأقل من نصف قوتها لحجم خسائرها الكبيرة بالدروع في المعارك السابقة ،هجوما مقابلا على القوات الإسرائيلية (اللوائين المدرعين 19و20 ) على محور تل عنتر – كفر ناسج ،فدارت معركة كبيرة وعنيفة إذ تمكن مشاة اللواء /8 من استعادة تل عنتر بعد دفع الدروع الإسرائيلية إلى الخلف ،لكن الطيران الإسرائيلي ومنذ طلوع شمس يوم 19 تشرين اول هيمن على ساحة المعركة فدعم هجوما مقابلا للدروع الإسرائيلية وتمكن من دفع القوات العراقية خارج مكتسباتها مستعيدا احتلال تل عنتر مرة أخرى .
كانت هذه المعركة الفرصة الأخيرة للفرقة المدرعة الثالثة للقيام بالتعرض ،إذ خسرت 137 دبابة وعجلة قتال مدرعة مع 323 شهيدا وجريحا خلال أكثر من أسبوع من القتال المستمر والعنيف ، ذات الوقت الذي أنهك الطرف الإسرائيلي أيضا ،إذ تحول إلى الدفاع ولسد النقص بمواد تموين القتال ، بالوقت الذي وصلت طلائع الفرقة المدرعة السادسة العراقية إلى مسرح العمليات و باشر القادة والآمرون استطلاعاتهم الميدانية ،وعليه أصبح الموقف في القطاع الأوسط من مسرح العمليات مطمئنا نوعا ما . خلال 72 ساعة اللاحقة وهي مدة تكامل تشكيلات ووحدات الفرقة المدرعة السادسة وإعادة تنظيم الفرقة المدرعة الثالثة العراقيتين ركز الإسرائيليون في معركتهم على المدفعية والطيران فقط محاولين ألحاق أكبر ما يمكن من الخسائر بالقوات العراقية ،يوم 21/10 كانت هناك خطة مشتركة قد وضعتها القيادة السورية مع القيادة العراقية لشن تعرض مقابل كبير لدفع الإسرائيليين إلى حدود 5/10 على أن تنفذ هذه الخطة في الساعة 600 يوم 23/10 ،وقد اتخذت كافة الاستحضارات والإجراءات اللازمة للهجوم ،لكن ليلة التنفيذ بلغت القيادة العراقية بإلغاء الخطة لاضطرار القيادة السورية بالقبول بقرار وقف أطلاق النارالرقم 338 الصادر من مجلس الأمن الدولي في 22 تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 ،والذي قبلت به مصر قبل ليلة واحدة ،(كي لا يسمح للقوات الإسرائيلية في تركيز جهدها على جبهة الجولان وتحقيق تفوقا ساحقا على القوات السورية ،كان هذا هو التبرير السياسي السوري للقبول بهذا القرار) ([4]).
[1] ). تاريخ القوات العراقية المسلحة : الجزء الثالث : مصدر سابق
[2] ) .الواء الطيار اركان حرب محمد عبد المنعم عكاشة : صراع في السماء
[3] ) . الفريق الركن رعد مجيد الحمداني :معارك الجيش العراقي الكبرى من عام 1973-
[4] )اللواء الطيار الركن الدكتور علوان حسون العبوسي : القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي للفترة 1931- 2003.
القوة الجوية العراقية في حرب تشرين الاول (اكتوبر) 1973
كان دور القوة الجوية العراقية عظيماً كعادته قوياً بارادته عصياً بعناده في انتزاع النصر من الاعداء وكل اعداء الامة العربية ، تجسد هذا الدورفي حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 باشتراكها من جمهورية مصر العربية ومن الجمهورية العربية السورية ، ساتناول ذلك تباعاً .
القوه الجوية العراقية في جمهورية مصر العربية
يبدو وجود اتفاق مسبق بين الحكومة المصرية والعراقية على استضافة سرب او سربين من طائرات (هوكر هنتر) في مصر كنوع من التعاون الجوي مابين الدولتين وهي بادرة جيدة كانت قيادة القوة الجوية العراقية تسعى اليها لكسب الخبرة والتعرف على ظروف الطيران الحربي لكلا البلدين وهذا في حقيقة الامر احد اهداف معاهدت الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي لجامعة الدول العربية تجنباً للمفاجآت الغير مرغوبة عندما يتطلب الامر اشراك قوات عربية مشتركة لمواجهة اي طارىء يهدد الامن القومي العربي .
ففي اوائل آذار (مارس)1973 زار السيد رئيس جمهورية العراق أحمد حسن البكر ومعه وزير الدفاع حمادي شهاب وآمر قاعدة الحبانيه حميد شعبان السرب السادس المجهز بطائرات ( هوكر هنتر) وابلغ آمر السرب الرائد الطيار الركن يوسف رسول وطياري السرب قرار الحكومة العراقية ارسالهم مع السرب التاسع والعشرون المجهز بنفس نوع الطائرات الى جمهورية مصر العربية بناءً لطلب قائد القوة الجوية اللواء الطياراركان حرب حسني مبارك وذلك للتعرف على طبيعة عمل اسراب القوة الجوية المصرية واحتمال مشاركتهم باي مهمه قد توكل اليهم من قبل القيادة الجوية المصرية ، اتخذت اجراءات السفر الى مصر وحدد يوم الجمعة 6 نيسان ( إبريل) 1973موعد اقلاع طائرات السربين المذكورين باتباع خط الرحلة ( الحبانية – مطار النظائم الثانوي – قاعدة تبوك في السعودية – جزيرة النعمان – عبور البحر الاحمر- ميناء القصير – مطار الاقصر- مطار قويسنا ) ، اقلع التشكيل الاول المؤلف من ثمان طائرات في الساعه 1500 وفي الساعة1530 اقلع التشكيل الثاني المؤلف من ثمان طائرات أخرى وهبط الجميع في مطار النظائم الثانوي ، وفي اليوم التالي اكملت التشكيلات رحلتها الى مطار قويسنا في دلتا مصر واستقرالسربان فيه حتى عودتها الى ارض الوطن .
كانت الفترة مابين نيسان(ابريل)لغاية 6 تشرين الاول 1973 عبارة عن تدريب اعتيادي للطيارين وتعرف على طبيعة المهام المحتمل تكليفهم بها وقد اتضحت الصوره والغاية من قدومهم الى مصربعد حين وهو انتظاراً لليوم الموعود لاسترداد ارض سيناء التي اغتصبها العدو الاسرائيلي في حزيران 1967 بالمشاركه مع اخوانهم المصريين في الضربة الجوية الشاملة الاولى ضد الاهداف الاسرائيلية وفي الوقت الذي تحدده القيادة المصرية ، لقد اطلق تسمية السرب (66) على الجهد الجوي العراقي في مصر ، كما الحقت اربعة طائرات اخرى اثنان منها مزدوجة يمكن استخدامها في المهام القتاليه واصبح المجموع الكلي 20 طائره هنتر و20 طيار هم كلا من (الرائد الطيار الركن يوسف رسول آمر السرب ،الرائد الطيار ناطق محمد على ، النقيب الطيار عماد احمد عزت ، النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي ،الملازمين الاوائل الطيارين كلا من سالم محمد ناجي ، باسم محمد كاظم ، سامي فاضل ، دريد عبد القادر ، عبد القادر خضر ، اسماعيل ابراهيم الهايس ، ابراهيم محمد علي ، هاشم القدو ،الملازمين الطيارين كلا من فهد عبد الباقي ، زهير عبد حسون ،ضياء صالح جواد ، صباح كشموله ، جبار حماد الدليمي ، ليث زاهد المدرس ، عامراحمد القيسي ) بالاضافه الى الضباط الفنيين والمسيطرين الجويين والاداريين واعداد من ضباط الصف الفنيين (100-120 فرد).
بعد استقرار السرب 66 وتعرفه على مناطق الطيران والقواعد الجوية في مصر واساليب التعاون مابين القوة الجوية والدفاع الجوي والكلمات الجفرية المحتمل استخدامها اثناء الحركات الفعلية ، أصبح جاهزاً لاي مهمه قد توكل اليه .
في آب (اغسطس) اطُلعت قيادة القوة الجوية المصرية آمر السرب على الاهداف المخصصة لسربه ضمن الضربة الجوية الشاملة ضد الكيان الصهيوني بسيناء في اي تعرض مقبل دون ذكر اية تفاصيل أخرى وهي اربعة اهداف تعالج ب 16 طائره هنتر( 1. موقع القياده والسيطره الاسرائيلي في الطاسه يعالج باربعة طائرات 2.موقع صواريخ ارض- جو هوك يعالج بثمان طائرات 3.مواقع مدفعية ذاتي الحركه 175 ملم يعلج باربعة طائرات ) ، وقد تم اعداد الخرائط وخطط الطيران الازمه لهذه الاهداف وتمت المصادقة عليها في قيادة القوات الجوية المصرية ثم جرى التدريب عليها باهداف مشابهة تقريباً ، بعد حين عُدٍلت الخطه واصبح التنفيذ ب12 طائره بدلا من 16 ولكن على نفس الاهداف السابقة . اثناء تواجد السرب بمطار قويسنا توالت زيارات المسؤولين في قيادة القوه الجوية المصرية للسرب ومنها زيارتين للسيد رئيس الجمهوريه انور السادات وكان لها اثراً معنوياً عالياً لكافة منتسبي السرب/ 66 العراقي .
6 تشرين الاول ( اكتوبر) اليوم الموعود ، هذا اليوم الساعة 1200 تسلم آمر السرب مضروفاً مغلفاً كتب عليه لايفتح قبل الساعه 1230 ،وكان هذا المظروف عباره عن تاكيد لما خصص للسرب 66 العراقي من اهداف في العمق الاسرائيلي ، سارع الفنيين تجهيز 12 طائرة كلا منها اربعة مدافع 30 ملم بواقع 120 اطلاقه لكل مدفع +24 صاروخ (سورا) ، كان توقيت تشكيلات الطيران مختلف الواحد عن الاخرى باختلاف موقع الاهداف المخصصة لكل تشكيل وعليه اقلعت التشكيلات على شكل رفوف اخترقت قناة السويس في توقيت واحد ضمن الضربة الجوية الشاملة الساعة 1400 ،( يقول اللواء الطيار الركن سالم احمد ناجي احد المشاركين في التشكيل المخصص ضد موقع المدفعية ذاتية الحركه 175 ملم ،كان خط سيرنا بتوقيت الثواني وليس الدقائق واتجهت طائراتنا الاربع نحو منطقة قناة السويس وكنا نتوقع صدور أمر العودة قبل خط القناة لحتمال ان يكون ذلك تمرين كسابقاته من التمارين … ولكن بعد عبورنا القناة اصبح يقيناً ان الحرب قد ابتدأت ، كان التشكيل يسير بسرعة عالية وارتفاع منخفض اقل من 20 متر فوق سطح الارض ،باتجاه الهدف وبعد مسير حوالي 10 دقائق اوعز لنا قائد التشكيل النقيب الطيار عماد احمد عزت بالسحب الى الاعلى والتهيىء للهجوم ، انقضت الطائرات تباعاً وفق ما مخطط لها على مواضع المدفعية وتم معالجتها بالصواريخ بدقه متناهية ، ثم اوعز لنا مهاجمتها ثانيتاً بالمدافع وتاكدنا ان الاصابة كانت دقيقه وتم تدمير الهدف تماماً ، عاد التشكيل الى المطار وتبعته الطائرات الثماني الاخرى بسلام دون خسائر ، وعلى الفور تم تسليح الطائرات للطلعة الثانية وكنا بالانتظار ولكن بُلغنا بعدم الحاجه لتكرار الضربة الثانية .
في اليوم الثامن من اكتوبر بعد الظهر اقلعت 12 طائره بمهمة معالجة القطعات الاسرائيلية المشتبكة مع القوات المصرية ، في هذه المهمه فقد كلا من النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي والملازم عامراحمد القيسي بعد اصابة طائراتهما باسلحة ارض – جو .
في يوم 11 أكتوبر نفذ واجب باربع طائرات على احد مواقع القيادة والسيطرة الاسرائيلي وفي طريق العوده أُصيبت طائرة قائد التشكيل الرائد الطيار ناطق محمد علي ورقم 2 بالتشكيل الملازم الطيار ضياء صالح مما اضطرا الى القذف من الطائره ، في اليوم التالي عَبَر الرائد ناطق القناة سباحه بعد ان امضى ليلته على الساحل الشرقي من القناة وتم التعرف عليه من قبل القطعات المصريه وابلاغ سربه بذلك ،اما الملازم ضياء صالح فقد قذف من الطائره غرب القناة وتعرض للضرب المبرح من قبل القوات البرية المصرية لعتقادهم بانه طيار اسرائيلي اسقطت طائرته لولا ان تعرف عليه احد الضباط لكان في خبر كان ، وقد اودع الاثنان المستشفى المركزي للقوات المسلحة .
في يوم 13 اكتوبر كلف السرب بمهمتين في مهاجمة القوات الاسرائيلية المتقدمة تجاه ثغرة( الدفرسوار التي تقع بين الجيشين الثالث والثاني الميدانيين شرق قناة السويس ) كل مهمة من اربعة طائرات مجهزه بالصواريخ والعتاد ، اقلع التشكيل الاول وبعده التشكيل الثاني باتجاه الارتال الاسرائيلية المتقدمه باتجاه ثغرة الدفرسوار وتمت معالجتها باصابات مباشره ولكن طائرتان من التشكيل الاول اصيبت اصابات بالغه اثناء الهجوم احداها باتجاه قائد التشكيل الاول النقيب الطيار عماد احمد عزت تمكن من القذف بالمظلة في منطقة العدو وتم اسره ، اما رقم 3 من نفس التشكيل الملازم الاول الطيار سامي فاضل فقد استشهد بعد أصابة طائرته اصابه مباشره من قبل صواريخ ارض – جو في منطقة الهدف .
في 14 اكتوبر نفذت اربعة مهام كلا منها بطائرتين في عمق سيناء وفق متطلبات الموقف ولكن فقدت طائرتين مع طياريها وهم كلا من الملازم الاول الطيار عبد القادر خضر والملازم الاول الطيار دريد عبد القادر وتبين بعد حين انهما اسرى لدى العدو الاسرائيلي ،بعد يوم 15 اكتوبر توقف طيران السرب بسبب تعقد المواقف الارضيه بعد تطويق الجيش الثالث الميداني من قبل العدو الاسرائيلي .
كانت حصيلة خسائر السرب 66 العراقي مع العدو الاسرائيلي كما يلي(ثلاثة شهداء هم النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي ، الملازم الاول الطيار سامي فاضل ، الملازم الطيار عامر احمد القيسي ،ثلاثة طيارين اسرى هم النقيب الطيار عماد احمد عزت ، الملازم الاول الطيار عبد القادر خضر ، الملازم الاول الطيار دريد عبد القادر، اثنان قذفوا من الطائره هم الرائد الطيار ناطق محمد علي ،الملازم الطيار ضياء صالح ) اما خسائر السرب من الطائرات بلغت ثمان طائرات من مجموع عشرين طائره هنتر .
في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) 1973 اوعزت قيادة القوة الجوية العراقية بعوده السرب الى العراق بحكم موافقة مصر وسوريا على قرار مجلس الامن 338 في 22 تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 وهكذا اسدل الستار على دور الاسراب السادس والتاسع والعشرين في هذه الحرب بعد ان قاما بالدور البطولي الذي اوكل لهما على اكمل وجه وقد اشاد بهذا الدور كلا من السيد رئيس الجمهوريه انور السادات والسيد قائد القوة الجوية المصرية اللواء حسني مبارك بعد ان قلد ابطاله باعلى أوسمة الشجاعه المصريه ([1]) .
القوة الجوية العراقية في الجمهورية العربية السورية
يختلف دور القوة الجوية العراقية المساهمة في تشرين الاول ( اكتوبر) من سوريا عن دورها في مصر كون الاخيره كان لها فسحة زمنية مناسبة لكي تتعرف على طبيعة عمل سلاح الجو المصري الذي ستشاركه في الحرب وطبيعة الاهداف والسياقات المتبعة اثناء الحرب اهمها اساليب التعاون مع القوات المسلحة الاخرى ولهذا اهميته القصوى في إنجاح اعمال الاستحضارات والتخطيط والتنفيذ . هذا لم يتوفر للقوة الجوية العراقية المشاركة من سوريا حتى بالحدود الدنيا ، بل كانت هذه القوة أساساً في مرحلة إعادة تنظيم وتدريب ومعظم الطيارين والاختصاصات الاخرى مشاركين بدورات حتميه لاغراض الترقية وأخرى تطويرية جوية وارضية ، وعليه أوعزت قيادة القوة الجوية لكافة تشكيلاتها ووحداتها الجوية برفع حالة الاستعداد الى أقصاها ( درجه/ ج) والغاء كافة الدورات كما اوعزت التحاقهم الى وحداتهم فوراً لتلقي اوامر التحاقهم الى الجبهة السورية .
الالتحاق في سوريا
بعد إصدار القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية ليلة 6/7 تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 توجيهاتها الى تشكيلات القوات المسلحة والقوة الجوية للمساهمة في هذه الحرب ، على الفور اوعزت قيادة القوة الجوية للسربين التاسع والحادي عشر متصديات ميج/ 21وهم كلا من (المقدم الطيار محمد سلمان حمد والمقدم الطيار نجدت النقيب والرائد الطيار كوركيس هرمز والرائد الطيار نامق سعد الله والنقيب الطيار شهاب احمد محمود والنقيب الطيار كامل سلطان الخفاجي والنقيب الطيار خالد مسلط والنقيب الطيار صبحي الكبيسي والملازم الاول الطيار يلدرم حسن والملازم الاول الطيار فائز محمد باقروالملازم الاول الطيار اسعد حسين دكسن والملازم الاول الطيار غازي الجبوري والملازمين الطيارين متعب حسن واحسان ورياض وعدي الخرساني ومعن رشيد الاوسي وآخرين لاأتذكرهم الان ) بالالتحاق الى سوريا صباح يوم 7 /10 واستقروا في قاعدة سيكال و الناصرية الجويتين وباشرا بعد وصولهم مساء هذا اليوم المساهمة بطلعات الدفاع الجوي مع الطيارين السوريين .
اما اسراب المقاتلات القاذفة الاول والخامس والثامن سوخوي/ 7 والسرب السابع ميج/ 17 فكان لها ان تتهيء حتى صباح يوم 8 /10 لتكامل التحاق كافة طياريها العاملين في وحدات خارج أسرابَهم وفي كلية القوة الجوية.
صباح يوم 8 تشرين الاول (اكتوبر) 1973أوجز طياري الاسراب الخامس في قاعدة الحرية ( كركوك) الجوية من قبل الرائد الطيارهشام عطا عجاج وهم كلا من ( المقدم الطيار صباح صالح آمر جناح طيران المقاتلات القاذفة الرائد الطيار سالم سلطان عبد الله والرائد الطيار حازم حسن قاسم والنقيب الطيار علوان حسون العبوسي و النقيب الطيار شامل سلمان القباني والملازمون الاولون الطيارون وهم كلا من فيصل حبو شعيب ، احمد الجبوري ، محمد احمد مطلوب ، محمد عبد المحسن السعدون ، حسن عبيد ، عماد لفته والملازمين الطيارين وهم كلا من علي راجي علي ، هيثم عبد المجيد العزاوي ، وليد يونس ، سعد الاعظمي ، شامل صالح وسام متولي وهناك آخرون لاأتذكرهم )كما أوجز طياري السرب الاول من قاعدة ابي عبيده الجوية ( الكوت ) وهم كلا من (النقيب الطيار خلدون خطاب الطائي والنقيب الطيار محمد عبد الاميرالرويشدي والنقيب الطيار موفق العاني والملازمين الطيارين وهم كلا من سلام محمود ايوب ، عبد الستار الشيخلي ، هشام اسماعيل بربوتي ، نوبار عبد الحميد الحمداني ، محمد حميد طه ، يوسف ، عصام جانكير ، رضا جميل ، قيس عبد الرحمن والملازمين الطيارين وهم كلا من رمزي شاكر شعبان ، ابراهيم كاظم ، عزام عبود …وآخرين لااتذكرهم الان ) ، السرب الثامن من قاعدة ابي عبيده الجويه أيضاً وهم كلا من ( الرائد الطيار سامي حسين الالوسي والرائد الطيار موفق سعيد عبد والرائد الطيار صبري يعقوب والرائد الطيار غصون عبد الوهاب والرائد الطيار جودت النقيب والنقيب الطيار مظهر محمد الفرحان والملازم الاول الطيار اسامه المهداوي والملازم الاول الطيار قيس باقر وتوت …وآخرين لااتذكرهم ) وطياري السرب السابع في قاعدة فرناس الجويه ( الموصل) وهم كلا من ( الرائد الطيار محمد لفته والنقيب الطيار عبد الهادي محمد والنقيب الطيارعلي حسين وآخرين لااتذكرهم أيضاً ) اوجزوا إيجازاً سريعاً بايضاح خط الرحلة لكلا منهما على أن يتم الهبوط في قاعدة الوليد الجويه للتزود بالوقود ومن ثم الانطلاق الى القواعد المخصصة لكل سرب في سوريا وكما يلي( السرب الاول في مطار دمشق الدولي ، السرب الخامس في قاعدة بلي الجوية (جنوب دمشق ) ، السرب الثامن والسابع في قاعدة الضمير الجوية ) .
في الساعة 1800 مساءً تكاملت كافة الاسراب المشار اليها آنفاً في القواعد الجوية السورية ، وفي الساعة 1900 من نفس اليوم التقى ممثلي قيادة القوة الجوية السورية بآمري الاسراب والطيارين وتم ايجازهم بالموقف العام على الجبهة السورية موضحاً الاهداف المحتملة للقوة الجوية العراقية وطبيعة العمل واسلوب التعاون والتنسيق مع الدفاع الجوي السوري وغير ذلك ، وتم توزيع نسخ من الخرائط المؤشره للاهداف الاسرائيلية المحتمله في الجولان مع الكلمات الجفرية المستخدمة داخل كل قاعدة جوية ، وبغرض الايضاح اكثر وعدم توفر الفرص لاجراء طلعات تعريفيه او أستطلاعية لمناطق الطيران السورية وضيق الوقت وزعت على الطيارين خرائط مجسمه تظهر طبوغرافية المناطق السورية والاسرائيلية … تم تدارس كل هذه الامور ليلاً بين الطيارين على أمل المباشره في الطيران القتالي مع الطيارين السوريين صباح اليوم التالي .
لايفوتني ذكر مساهمة طائرات النقل نوع (انتونوف 12 و 24 ) والطيران السمتي بنقل مستلزمات كل الأسراب المساهمه رغم ظروف الحرب الصعبة ، كما ساهمت الطائرات السمتية بأعمال إعادة التمركزات لوسائل الدفاع الجوي والأسراب داخل القطر وفقا للموقف الجديد .
لم يبق في العراق سوى السرب 14 لحماية بغداد وبعض مفارز من طائرات السوخوي 7 والميج 21 لاعادة تاهيل الطيارين المتواجدين في كليه القوه الجوية وكلية الأركان بغرض زجهم بالمعركة بعد تلقيهم التاهيل اللازم .
[1] ) . اللواء الطيار الركن سالم محمد ناجي : دور القوة الجوية في حرب تشرين 1973 من جمهورية مصر العربية .من موقع 73 مؤرخين في مصر العربية.
موقف واجراءات تنفيذ القوة الجوية العراقية مهامها في سوريا
في 10 تشرين الاول (اكتوبر) أصبح موقف القوة الجوية العراقية في سوريا ماياتي (40طائره سوخوي 7 هجوم ارضي و24 طائره متصدية ميج 21 و8طائره ميج 17 ) ، نسبة الطيارين إلى الطائرات للاستعواض 2: 1 . اما تنفيذ الواجبات فكان كما ياتي (باشر السربان 9 ، 11 متصديات الطيران مع الطيران السوري بعد أيجاز بسيط منذ اليوم الأول لوصولهم في 7 أكتوبر واستمر حتى وقف إطلاق النار، أستطاع كلا من الطيارين الاتيه أسمائهم اسقط ثلاث طائرات اسرائيلية( المقدم الطيار الركن محمد سلمان حمد والرائد الطيار الشهيد نامق سعد الله والنقيب الطيار شهاب احمد ، كما باشرت أسراب القاذفات المقاتله 1 / 5 / 8 / 7 الطيران منذ التاسع من أكتوبر وحتى وقف إطلاق النار .
لقد واجهت أسراب المقاتلات القاذفة ظروف صعبة أهمها أنعدام الاستحضارات وعدم التعرف على المنطقة ولو بالحدود الدنيا ودخلوا المعركه بشكل مباشر أدى ذلك إلى وقوع خسائر غير مبررة خاصة وان امكانية الطائرات الروسية القتالية آنذاك لم تكن بالصورة التي عليها ألان فالطائرة تحتاج إلى طيار يقودها إلى الهدف على عكس الطائرات الغربية حيث الطائرة هي التي تقود الطيار إلى الهدف بواسطة ما تحتويه من مساعدات ملاحية وقصف للطيران غاية في الدقة ، ولما كانت المعلومات غير متوفرة والطيارين لم يسبق لهم ممارسة الطيران في سوريا قبل هذا الوقت لذلك كانت هذه الخسائر في المفهوم التعبوي غير مقبوله ، ومع ذلك أعُجِبَ الطيارون السوريون بكفاءة الطيار العراقي رغم كل الظروف التي أشرت إليها حيث أفادوهم في أمور أساليب الاستخدام القتالي أثناء تنفيذ المهام مما ساهم في تقليل نسب الخسائر بالطيارين عموماً وأصبحوا يقولون (لو كنتم معنا قبل هذا الوقت لأبلينا بلاءً حسنا معكم) .
طبيعة واجبات القوةالجوية السورية
- · التخطيط للواجبات لم يكن بمستوى تخطيط العدو الإسرائيلي فقد تمكن من كشف الخطط السورية مبكرا ومن ثم نصب كمائن في طريق ذهاب الطائرات إلى أهدافها وإسقاطها بل العدو كان يعلم بالخطة أساسا (السبب أن خرائط الطيارين كان قد ثبت عليها كل الأهداف المعادية وأسلوب الذهاب والعودة إلى الهدف وعندما يضطر الطيار القذف من الطائرة بسبب اصابة طائرته من قبل الدفاعات الجوية الاسرائيلية يلقى القبض عليه ويستولي العدو على هذه الخرائط يستدل منها على الخطط التعبوية للاستخدام .
- · اقتصرت ألخطط الجوية على عمليات الإسناد الجوي القريب وبعض أهداف التجريد لمواقع التحشد والتموين وقد خلت الخطة من أهداف الحركات الجوية المقابلة لأهميتها القصوى في المعركة .
- · الأهداف كانت ضمن المناطق الاتية ( القنيطرة ،تل عنتر ، سعسع ، مجدل شمس ، منطقه طبريه ، جسر بنات يعقوب ، تل الشعار ، كفر ناسج ، كفر شمس ، الصنمين ، ارتال متقدمة ، تجمعات القوات الاسرائيلية ، إسناد القوات ألبرية السورية أثناء انسحابها من الأهداف التي احتلتها في بداية الحرب ، اسناد جوي للقوات العراقية المشتبكه مع العدو الاسرائيلي ..الخ ) .
- · استمر زخم طائرات المقاتلة القاذفة العراقية حتى يوم 10 أكتوبر …. بعدها أشتد زخم الطيران الاسرائيلي على الجبهة السورية لخطورة هذه الجبهة ( بعد ان انهت القوات المصرية مرحلتها الاولى وتوقفت على عمق 10- 15 كلم وبدأت بتهيئة مواقعها الجديده في سيناء -وقفة تعبوية- للتتهيئ للمرحلة الثانية باتجاه المضائق ) بعد أن استعادت سورية كافة أراضيها التي احتلتها اسرائيل في 1967 ، ففي الهجوم المقابل الإسرائيلي كان العدو يقوم منذ الصباح الباكر واعتبارا من 10 أكتوبر شل كافة القواعد الجوية السورية بعد تلغيمها بالقنابر الموقوتة لكي تتفرغ في استكمال هجومها المقابل تجاه القوات السورية. كان الطيران العراقي والسوري يعانيان من ذلك كثيرا خاصةً وان القوات السورية بدأت بالتقهقر تحت ضغط الطيران والدروع الاسرائيلية الذي بدأ يحقق نتائج جيدة لصالحه ، وقد أوعز السوريين ذلك الى النقص بالقوات وتأخر وصول الجيش العراقي حتي 11 أكتوبر حيث كانت القوات السورية قد أكملت انسحابها من الاراضي التي احتلتها في بداية المعركة تقريباً .
قرار القيادة الجوية العراقية في سوريا
نتيجة للخسائر الكبيرة بالطيارين والطائرات السورية والعراقية اقترحت القيادة الجوية العراقية في سوريا المؤلفة من المقدم الطيار محمد جسام الجبوري والمقدم الطيار صباح صالح والمقدم الطيار نجدت النقيب وآمري الاسراب وبعد استشارة قيادة القوة الجوية في بغداد حول تعديل الخطة الجوية السورية بما ينسجم ومتطلبات الموقف الجديد ( وقد تزامن ذلك مع أكتمال وصول الفرقه السادسة والالوية الاخرى المستقلة ومجاميع القوات الخاصة العراقية للفتره 11- 17 تشرين اول ) تضمنت على أهداف استراتيجية مهمة بغرض شل القوة الجوية الاسرائيلية والقيام بهجوم مقابل أخر بالمساهمة مع القوات البرية العراقية المشار اليها آنفاً ومهما كانت الخسائر ، من حيث المبدأ وافقت القيادة العسكرية السورية على الخطة ولكن وقف القتال في 22تشرين الاول ( اكتوبر)1973 حال دون تنفيذها ، من المهم ان اذكر ان الهدف من ارسال القيادة السياسية والعسكرية العراقية كل هذه القوات لم يكن بمثابة نزهه الى سوريا وانما كان بغرض انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي التي احتلتها عام 67 والذي لم يتحقق سوى عبور القوات المصريه لقناة السويس والتوغل بعمق 10 – 15 كلم في سيناء ، وعليه لقد انزعجت القيادتين السياسية والعسكرية العراقية اشد الانزعاج بعد ان خسرت قواتها خسائر جسيمه دون نتنائج جيدة في هذه الحرب واطلقت عليها ( حرب تحريك وليس حرب تحرير) ولا تزال الجولان حتى هذا التاريخ ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي .
خسائرالقوة الجوية العراقية في سوريا . بلغ إجمالي خسائرالقوة الجوية العراقية في سوريا فقط عشرة طيارين وأسير واحد و 15 طائرة سوخوي 7 وطائرتان ميج 17 و5 طائرات ميج 21 ، كما بلغت عدد الطلعات ألمنفذة بطائرات المقاتلات القاذفة حوالي 200 طلعة وضعف هذا العدد بالنسبة للطائرات المتصدية.
العودة إلى العراق
في 14 تشرين الاول ( أكتوبر) قرر الرئيس المصري أنور السادات تطوير الهجوم شرق قناة السويس باتجاه المضائق وفق الخطة المعدة مسبقاً وقد عارضه في ذلك رئيس اركان القوات المسلحه المصريه الفريق سعد الدين الشاذلي مما أدى إلى تقدم القوات المصرية ومعها وسائل الدفاع الجوي باتجاه الشرق سبب ذلك من حدوث ثغره في الكشف الراداري المصري استغلت من قبل إسرائيل تسللت عبرها العديد من التشكيلات الجوية الاسرائيلية باتجاه الغرب وبالتالي وجدت لها منفذ لعبور قواتها غرب القناة في منطقة (الدفرسوار) وتطويق الجيش الثالث وتهديد منطقة الاسماعيلية والسويس مما أدى وقوع خسائر كبيرة بالجيش المصري. قررت كلا من مصر وسوريا وقف القتال بناء على قرار مجلس الأمن 338 ،اقترح العراق استمرار المواجهة إلا أن سوريا رفضت ذلك …. عادت القوة الجوية العراقية إلى قواعدها في العراق بعد 23 أكتوبر وهي بذلك تسجل أروع صفحة من صفحات البطولة في تاريخها الحديث المشّرف تفتخر به على مر الأجيال ولا يجب أن ننسى هذا الدور لكون الذي حدث في ظروف غير طبيعية من السكون إلى الحركة مباشرة ثم الاشتباك مع العدو دون معرفة تفاصيل الخطط وقبل العراق بالخسائر من اجل المبادىء وإحياء اللحمة العربية تجاه كيان غاصب متعجرف.
وهكذا أسدل الستار على دور الجيش العراقي في حرب أكتوبر 1973 الذي أعطى درس لكل الأعداء أن الوطن العربي وطن واحد مهما حدث من مشاكل بين الأخوة وان العراق يجب أن يبقى عصيا على الأعداء قويا على مدى العصور ومهما حصل ولكل جواد كبوة …. رحم الله شهداء القوة الجوية العراقية الأبطال في سوريا ( الرائد الطيار نامق سعد الله ، النقيب الطيار كامل سلطان الخفاجي ، الملازم الطيار متعب علي الزوبعي ، الملازم الاول الطيار سلام محمود ايوب ، الملازم الاول الطيار عصام جانكير ، الملازم الاول الطيار رضا جميل ، الملازم الاول الطيار قيس عبد الرحمن ، الملازم الطيار ابراهيم كاظم والملازم الطيار اسماعيل ) وشهداء وجرحى القوات البرية العراقية الأبطال( 323 شهيد وجريح ) الذين ابلو بلاءً حسناً في هذه المعركه ، كان لنا اسير واحد في سوريا هو الملازم الطيار سعد الاعظمي من السرب الخامس وطيار آخر قذف من السرب السابع وعاد الى سربه سالماً قبل أسره هو النقيب الطيار علي حسين ([1]) .
الحرب الايرانية العراقية 1980- 1988([2])
منذ مجيىء النظام الايراني الجديد في شباط ( فبراير ) 1979 بادر العراق الى الاعراب عن ابتهاجه بهذا النظام موجهاً مذكرة الى الحكومة الايرانية المؤقتة بتاريخ 13 /2/ 1979 توضح سياسة الجمهورية العراقية في اقامة اوثق الصلات الاخوية وعلاقات التعاون مع الشعوب والبلدان المجاورة للعراق على أساس احترام السيادة وعدم ألتدخل في الشؤون الداخليه وأحترام التطلعات المشروعة للشعوب وفق المبادىء التي تختارها بإرادتها الحرة ، وقد وجه الرئيس أحمد حسن البكر البرقية التالية الى الخميني في 5 /4/1979 ( يسعدني بمناسبة إعلان الجمهورية الاسلامية الايرانية أن أبعث باسم العراق حكومه وشعباً وباسمي شخصياً باصدق التهاني لكم وللشعب الايراني الجار الصديق متمنين لكم التوفيق .آملين ان يفتح النظام الجمهوري الجديد فرصا واسعة لخدمة الشعب الايراني الصديق وبما يعزز دور إيران لخدمة السلام والعدل في العالم وأقامت أوثق علاقات الصداقه والجيرة مع الدول العربية عموماً والعراق بشكل خاص والله ولي التوفيق ) . غير ان جواب الخميني كان بعيد عن المجاملة ومجافيا لروح حسن الجوار متعمداً الامعان في دفع علاقات البلدين الجارين على طريق الجفاء والتدهور ، وختم جوابه بكلام الله سبحانه ( والسلام على من اتبع الهدى ) ( طه 47 ) .
خلفية تاريخية موجزة
منذ أعرق العصور التاريخية كان الجناح الشرقي للوطن العربي مسرحاً للصراع العربي الفارسي والسمه الغالبة لهذا الصراع انه صراع قومي وحضاري وهو ايضاً صراع على المصالح الاستراتيجية . وقد شهد التاريخ العربي خاصة في العصر العباسي صراعاً حاداً بين العرب والفرس مثل صراع المنصور مع ابي مسلم الخراساني وصراع الرشيد مع البرامكه ، ومع ضعف الدولة العباسية ازداد التغلغل الفارسي وزاد خطرهُ حتى سقطت الدولة العباسية في القرن الثالث عشر على يد المغول بقيادة هولاكو و احتلت بغداد في الخامس من صفر 656 / 1258م وفتك بأهلها سبعة ايام قُتِل منهم مئات الالاف من مواطنيها ،كما كان العراق طيلة القرون اللاحقة مسرحاً للنفوذ الاجنبي من مختلف الاقوام وكان الفرس احدى الاقوام التي غزت العراق وشكلت تهديداً لأمنه القومي ، ففي عام 1508م – 1514م أحتل العراق من قبل اسماعيل الصفوي ، وفي عام 1581 م– 1629م من قبل عباس الصفوي ، وفي عام 1732م أحتل العراق من قبل نادر قلي ، وفي عام 1743 م من قبل نادر شاه وغير ذلك ففي العهد العثماني عام 1639م عقدت معاهدة ( زهاب ) او معاهدة مراد الرابع بعد ان قام السلطان العثماني المذكور باسترجاع بغداد من يد الفرس ، في سنة 1746م عقدة معاهدة ( كردن ) بين العراق وايران مؤكده معاهدة الحدود المبرمة بينهما عام 1639 م واعتبرتها نافذة وملزمه للدولتين ، في عام 1823 م عقدة معاهدة ( ارضروم الاولى) التي اكدت المعاهدات السابقة المعقوده بشان الحدود خاصة معاهدة سنة 1746م واعتبارها نافذه المفعول وملزمه لهما ، بعد هذه المعاهدة انتهت حالة العداء التي سادت علاقة الدولتين قرابة ثلاثة قرون ولكن مشاكل الحدود ظلت قائمة ،في عام 1847م عقدت معاهدة ( ارضروم الثانية ) وتلافت المعاهدة الجديدة غموض ونقص المعاهدات السابقه بشأن الحدود ، حيث سَجلت المعاهده تنازل إيران عن أدعائتها في مدينة السليمانية وما جاورها وتعهدت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه المنطقه وعدم القيام باي عمل من شانه المساس بسيادة الدولة العثمانية فيها ، ومن جهة أخرى نصت المعاهدة على تنازل الدولة العثمانية من جانبها عن مدينة المحمرة ( خورمشهر ) وجزيرة خضر ( عبادان ) وجميع الاراضي الواقعة على الضفة الشرقية لشط العرب ، اما بما يخص شط العرب أتفق الطرفان ان يسير خط الحدود مع الضفة الشرقية للنهر حتى البحرويكون شط العرب باكمله تابعاً للدولة العثمانية ، في 1854م – 1856م نشبت حرب ( القرم ) بين الدولة العثمانية وروسيا وثم الحرب البريطانية الايرانية ( 1856 م– 1857 م) عرقلة هذه الامور تطبيق بنود معاهدة ارضروم الثانية وسادت فترة من الركود بين الدولة العثمانية وايران حتى عام 1911 م بسبب امتناع إيران عن تنفيذها ، تالفت لجنه مشتركه بين مندوبين عن روسيا وبريطانيا والدولة العثمانية وإيران قامت بتثبيت الحدود على الطبيعة وفق الوصف الوارد في بروتكول الاستانة وقد أكملت اللجنه عملها في تشرين الاول ( اكتوبر ) 1914م وهكذا أصبحت الحدود المذكوره نهائية ومعترف بها من قبل الطرفين .
بعد انفصال العراق عن الامبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الاولى أصبح دولة مستقلة وبطبيعة الحال ورث عن تلك الامبراطورية كافة المعاهدات التركية الخاصة بالعراق وآخرها بروتوكول 1913م ومحاضر لجنة تحديد الحدود 1914 م ، حيث تم تحديد الحدود بشكل نهائي ، ولكن في أوائل عهد العراق بالاستقلال لاسيما عام 1932 م قامت إيران بسلسلة من أعمال التجاوز على العراق وأعلنت عدم التزامها باتفاقية الحدود بين البلدين وأنكرت نفاذ معاهدت أرضروم وبروتكولات 1913م ، وبدأت بسلسلة من أعمال التدخل المسلح بشط العرب والتجاوز على الحدود العراقية بانشاء مخافر وتامينها بالقوة المسلحة من داخل الاراضي العراقية والتجاوز على حصة العراق من مياه الانهر المشتركة ، عندها رفع العراق شكواه الى عصبة الامم عام 1934م واوصت العصبة حل النزاع عن طريق المفاوضات المباشرة .
أنتهى النزاع المشار اليه آنفاً بعقد معاهدة الحدود بين العراق وايران في 4 تموز (يوليو) 1937م واصبحت نافذة في عام 1938 م ، ونصت المعاهدة على اعتبار بروتوكول 1913م ومحاضر لجنة تحديد الحدود 1914م وثائق مشروعة ، وفيما يتعلق بشط العرب أدخلت المعاهدة تعديلاً بسيطاًعلى خط الحدود وهو تنازل العراق عن جزء صغير منه بحيث يمر خط الحدود فيه بمجرى المياه العميقة بمسافة تقرب من أربعة اميال ، غير الذي حدث فعلا كان على نقيض مما اتفق عليه الطرفان ، فبعد أن تألفت لجنة تثبيت دعائم الحدود وباشرت أعمالها توقف العمل فيها منذ عام 1940 بشكل نهائي بعد انسحاب ايران من اللجنة دليل على رفضها باسترجاع الاراضي المستولى عليها من قبلها الى العراق لكنها في الوقت نفسه تطالب بشط العرب ، نتج عن ذلك خلافات بين العراق وإيران استمرت حتى في ظل ميثاق بغداد الذي اشتركت فيه إيران ، كما استمرت كذلك في العهد الجمهوري الى ان اعلنت إيران في 19 /4/1969 اعتبار معاهدة الحدود لسنة 1937 ملغية .
الثورة الايرانية واستلام خميني
شهدت المرحله بعد الثوره الإيرانية و تولي الخميني حكم إيران وحتى أيلول 1980 سلسله من التحرشات والاعتداءات ضد العراق وكان العراق يحاول أن يحل المشاكل بالطرق الدبلوماسية والقوانين الدولية وكمثال على الاعتداءات( منذ الثورة الايرانية وحتى 22/9/1980) قام سلاح الجو الايراني بخرق الاجواء العراقية ( 249 )مره وبَلغ عدد حوادث أطلاق النار على المخافر الحدودية العراقية والقصف المدفعي وعرقلة الملاحة في شط العرب وقصف الاهداف المدنية(244 )حادثاً ، أما عدد مذكرات الاحتجاج الرسمية فبلغت ( 147 )مذكره ناهيك عن التجاوزات من قبل الاعلام الايراني بغرض أثارت الفوضى داخل العراق.
في الرابع من ايلول (سبتمبر ) 1980 وما بعدها قصف الجيش الايراني بشده مناطق خانقين ومندلي وزرباطية ونفط خانه مستخدماً المدفعية الثقيلة عيار 175 ملم والطائرات مسبباً أضرار بالغه بالارواح والممتلكات ، وفق هذه المعطيات وما سبقها كما اشرت ان الحرب قد بدأت فعلا وانه لاسبيل أمام العراق الا الدفاع عن أرضه وشعبه ، في صباح يوم 7 /9/1980 استدعت وزارة الخارجية العراقية القائم بالاعمال الايراني في بغداد وسلمته مذكره حول تجاوزات القوات الايرانية المشاراليها آنفاً و المناطق المحتلة من قبل ايران مؤخراً متجاوزه لخط الحدود الدولية ومطالبته بردود فعل عمليه من إيران والانسحاب الفوري من الاراضي العراقية التي احتلتها .
بالنظر لتسارع الاحداث وعدم اتخاذ اي رد فعل رسمي او عملي من قبل إيران ففي الساعة 1500 من يوم 7 ايلول 1980 قامت القوات العراقية بعملية عسكرية لتحرير الاراضي العراقية المستولى عليها من ايران وتمكنت من أستعادة مناطق ( زين القوس ، الشكره ، وبيرعلي ، وسربنت ) وفي يوم 10 أيلول 1980 شرعت القوات العراقية تحريرواستعادة مخفري ( هيله و ماي خضر ) ، وفي يوم 16 ايلول 1980 حررت مخافر ( الطاووس والرشيدة والسفرية القديم والجديد في نفس القاطع ) في يوم 17 ايلول 1980 باشرت القوات العراقية بالتقدم نحو مخفري ( شور شيرين وهنجيرة )في قاطع مندلي …اما عمليات القوة الجوية في هذه الفتره اقتصرت على مهام الاستطلاع التصويري والبصري المسلح، اضافة الى الدوريات القتالية تحسباً لاي خرق جوي ايراني متوقع يبدأ من الساعة السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً .
موجز للعمليات البرية العراقية لحين تحرير الاراضي العراقية المحتلة في (22- 28 /9/1980)
كان تخطيط القيادة العراقية للحرب مع ايران بانها ستكون حرب خاطفة قصيرة تحقق اهدافها خلال 6 – 8 أسابيع ، ابتدات الحرب في الساعه 1200 يوم 22/9/1980 وكما يلي:
1 . شن الفيلق الثاني في القاطع الاوسط بقيادة الفريق الركن عبد اللطيف الحديثي هجومه باربع فرق ( 4 /6 / 8 /12 ) على المحاور التاليه :-
• محور خانقين – المنذرية – الحدود الدولية – قصر شيرين –سربيل زهاب.
• محور خانقين- جبل بقجه- نفط خانه- الحدود الدولية – نفط شاه- سومار- كيلان غرب.
• محور خانقين- زين القوس- الحدود الدولية-جاي حمام-كولينا-أمام حسن-كيلان غرب .
• محور الكوت – بدره- الحدود الدولية –مهران.
2 . شن الفيلق الثالث بقيادة الفريق الركن أسماعيل تايه النعيمي في القاطع الجنوبي هجومه في نفس التوقيت أنفاً بخمس فرق (1 /3 / 5 / 9 / 10 )على المحاور التاليه :-
• محور العمارة –الفكة – الحدود الدولية – نهر دويريج- الرقابية- عين الخوش- جنانة- الشوش- ديزفول- الدوسك- جنانة- الشوش.
• محور العمارة- الشيب-هور الحويزه- الحدود الدولية – الخفاجيه- نهر الكرخه.
• محور البصرة – غزيل- الحدود الدولية- مفرق باسم – معسكر حميد-الاحواز.
• محور البصرة – الشلامجة – الحدود الدولية – المحمرة – خوزستان- نهر الكارون- مسجد سليمان .
• محور البصرة -عتبة- الشلامجة- المحمرة- نهر كارون- ترعة بهمشير- عبادان.
3 .أدخل الفيلق الاول بقيادة اللواء الركن نعمه فارس المحياوي في القاطع الشمالي بالانذار مدافعاً بثلاث فرق (2 /7 /فرقة شرطة الحدود) لمواجهة اي مفاجآت محتملة .
حتى يوم 28 ايلول (سبتمبر)1980تمكنت القوات البرية باسناد جوي مكثف تحقيق اهدافها .
بعد صدور قرار مجلس الامن المرقم 479 في 28 /9/1980 الذي طالب إيران والعراق إيقاف القتال بينهما ، وبعد مسك زمام المبادئه بيد العراق القى الرئيس صدام حسين في الساعه 2355 خطاباً موجها الى الشعبين العراقي والايراني والامه العربية شرح فيه مجريات الحرب واسبابها واعلن (استعداد العراق لآيقاف القتال اذا التزم الجانب الايراني بهذا النداء على ان تعترف الحكومه الايرانية اعترافاً صريحاً وقانونياً وفعلياً بحقوق العراق التاريخية المشروعة في ارضه ومياهه وان تتمسك بسياسة حسن الجوار والتخلي عن اتجاهاتها العنصرية والعدوانية والتوسعية وعن محاولاتها في التدخل بالشؤون الداخلية لبلدان المنطقه وان تعيد كل شبر اغتصبته الى ارض الوطن وان تحترم القوانين والاعراف والمواثيق الدولية) ….واعلن في نهاية خطابه إيقاف القتال من جانب واحد لاثبات صدق نوايا العراق تجاه هذه المسالة ، وفعلا اوقف القتال ليومي 29 /30 ولكن كان الرد الايراني عن طريق العميد فلاحي نائب رئيس اركان الجيش الايراني بعد لقائه مع الخميني ( انه كمسؤول عسكري لايرضى بوقف القتال وإنهاء الحرب الدائره مع العراق ) ، كما صرح هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الشورى ( رفض أيران وقف القتال مع العراق حتى تنسحب القوات العراقية ) اما الحسن بني صدر فقد صرح ( ان العدو العراقي سيواجه حرباً متواصله صباحاً ومساء ) اما الخوميني فقد صرح ( ان العراق الذي يمد يده لمصالحتنا وعدوانه لازال قائماً، فلا صلح معه ونحن لانستطيع المصالحه معه وانما نحارب حتى اللحظة الاخيرة ) .
احتلال المحمره ( خورمشهر)
بعد صدور امر الرئيس صدام حسين المشار اليه آنفاً بتوقف القتال اعتباراً من الساعة (0000) يوم28- 29 /9/1980 واعلان ايران رفضها لهذا الامر وعليه أستأنفت الفرقه المدرعه /3 من الفيلق الثالث تقدمها واحتلت المحمره يوم 1/10/1980 .
[1] ). اللواء الطيار الركن الدكتور علوان حسون العبوسي : مصدر سابق
[2] ) .اللواء الطيار الركن الدكتور علوان حسون العبوسي : مصدر سابق
القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي
لقد خُطِط للقوة الجوية العراقية ان تقوم بكامل جهدها الجوي بتوجيه ضربتين جويتين شاملتين لشل القوة الجوية الايرانية يعقبها ضربات جوية مفردة (4 – 8) طائرة لافشال تحضيراتها اللاحقة ، مركزة في بداية الحرب الحصول على السيطرة الجوية وشل القوات البرية الايرانية المستعدة للهجوم ، ومع تقدم عمليات القوات البرية العراقية تنتقل القوة الجوية بجزء من جهدها الجوي لاسنادها واسناد القوة البحرية ، وبجزء آخر لمعالجة الاحتياطات الايرانية ( اعمال تجريد قصير وطويل الامد ) وحماية القوات والاهداف الحيوية والقيام باعمال الاستطلاع الجوي والقصف الاستراتيجي وقطع طرق المواصلات البحرية .
ألفكرة العامة لاستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية
بعد تصاعد الاستفزازات الايرانية وظهور دلائل تشير الى احتمال قيام إيران بشن عدوان واسع على العراق تم المباشرة باعداد خطة أستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي لمجابهة التهديدات الجوية الايرانية جاء في غايتها ( تحييد القوة الجوية الايرانية والحصول على موقف جوي ملائم) وعليه تم بناء خطة استخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية بهدف شل / تدمير القوات الجوية الايرانية وتهيئة الموقف الجوي الملائم للحد من تاثيرها تجاه عمليات القوات البرية العراقية اثناء تقدمها في العمق الايراني لتحقيق الهدف السياسي العسكري و هزيمة القوات الايرانية المتواجدة على الحدود المشتركة واستعادة شط العرب وفرض امر واقع على نظام خميني بعدم التدخل في الشان العراقي . وقد وضعت قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية خطة استخدامها وفق ما متوفر من معلومات وبيانات عن القوة الجوية والدفاع الجوي الايراني آنذاك ، و تبين لها عند موازنة النتائج بين الدفاع والهجوم، فيما لو قامت إيران بالتعرض الجوي فذلك سيشل قدرات سلاحها الجوي ويجعله غير قادر على ألقيام بمهامها اللاحقة ، لذا تقرر سبق إيران بتعرض جوي شامل يستهدف القواعد الجوية والمطارات الرئيسة والدفاعات الجوية للحصول على موقف جوي ملائم وادامته مع الاحتفاظ باحتياط ستراتيجي من الطائرات يستخدم لاغراض الدفاع الجوي .
الاهداف الايرانية المثبته في خطة قيادة القوة الجوية العراقية
الاهداف الحيوية الممثله بطائرات القتال التعرضية والدفاعية المتمركزة في القواعد الجوية والمطارات الثانوية الايرانية التالية:-
( قاعدة مهرآباد في طهران / قاعدة اصفهان / قاعدة وحدتي في ديزفول / مطار الاميدية او اغاجاري / قاعدة شيراز / قاعدة شاهروخي / قاعدة بوشهر /قاعدة تبريز /قاعدة كرمنشاه /مطار همدان /مطار الرضائيه /مطار سقز /مطار سنندج /مطار شاه آباد /مطار الاحواز /رادار دهلران /رادار ودفاعات كرمنشاه / رادار ودفاعات ديزفول ) .
بعد الضربات الجوية الشاملة التي قامت بها القوة الجوية تحول دور القوة الجوية الى باقي عملياتها الاخري مثل حماية القوات والاهداف الحيوية والاستراتيجية ضمن الدفاع الجوي العراقي وعمليات الاسناد الجوي للقوات البرية والبحرية والاستطلاع الجوي بانواعة والتجريد الجوي بالاضافة الى العمليات الاستراتيجية في استهداف منظومات اهداف العدو الايراني الحيوية في عمق اراضيه ومياهه ، بالاضافة لدور القوة الجوية في الصفحة الافتتاحية للحرب ساهم كلا من الدفاع الجوي العراقي وطيران الجيش وسلاح الصواريخ ارض – ارض بادوار مشهودة عززت الادوارالعظيمة لقواتنا المسلحة استمرت حتى انتهاء الحرب مع ايران بعد صدور قرار مجلس الامن المرقم 598 الذي وافقت عليه ايران في 17/7/1988 .
المعارك البرية الرئيسة التي ساهمت فيها القوة الجوية والدفاع الجوي وطيران الجيش
• كافة المعارك منذ 22/9/1980 اثناء تعرض القوات البرية العراقية الى اهدافها وحتى تحقيق الهدف السياسي العسكري ( الهدف القومي ) في 28/9/1980 .
• معارك نوسود (شمال العراق ) كانون ثاني (يناير) 1981 .
• معارك الشوش ، سربيل زهاب ، إمام حسن في آذار – 25 نيسان (ابريل) 1981 .
• معارك الخفاجية وسيف سعد وكيلان غرب الاولى والثانية في 5 يناير1981 .
• معركة سد كنجان في 9 يناير1981.
• معركة دهلران في ايار (مايس) 1981
• معارك عبادان آب (اغسطس) 1981 .
• معارك شرق الكارون في 28 -30ايلول (سبتمبر)1981.
• معارك سربيل زهاب والخفاجيه الاولى ايلول (سبتمبر) 1981.
• معارك سومار تشرين ثان 1981 .
• معارك الخفاجية الثالثة والبسيتين الاولى كانون اول (ديسمبر)1981.
• معارك كيلان غرب الثانية11 كانون الاول (ديسمبر)1981.
• معارك البسيتين الثانية في 7 – 12شباط (فبراير)1982.
• معارك منطقة الاحواز نيسان (ابريل )1982 .
• معارك الانسحاب من المحمره ايار (مايس) 1982 .
• معارك الخفاجية الرابعة والاحواز وغرب الكارون أيار (مايس )1982 .
• معارك الانسحاب من المحمرة 22-25أيار (مايس)1982.
• معارك الانسحاب من الاراضي الايرانية حزيران (يونيو) 1982 .
• معارك شرق البصرة الاولى ( الشلامجة ، التنومة ، القرنة )14 -28/7/1982.
• معارك عوارض (كتفي مضيق حران ،كيسكة ، صلاح الدين ،سانوبا) في 22/9/1982 .
• معارك قاطع الشيب ( شرق ميسان ) في 6-7شباط(فبراير)1983.
• معارك الفكه في 11نيسان (ابريل)1983.
• معارك الشيب في 28ايار (مايس)1983 .
• معارك حاج عمران في 26تموز(يوليو)1983.
• معارك كردمند في 29تموز(يوليو)1983 .
• معارك قاطع زرباطية – مهران في آب ( اغسطس ) 1983 .
• معارك حوض سومار 7آب (اغسطس)1983 .
• معارك احتلال بنجوين من قبل ايران والقوى الكردية المناهضة للدولة في تشرين الاول ( اكتوبر ) 1983 .
• معارك شرق البصرة الثانية واحتلال حقول نفط مجنون في 22شباط(فبراير)1984 .
• معارك شرق دجلة وتحرير ( قرية البيضة و الصخرة ) في أذار (مارس ) 1984 .
• معارك استعادة مخفر بوبيان ، وكشك البصري ، غزيل ، منطقة شركة نفط حقول مجنون ، والسويب .
• معارك شرق البصرة الثالثة في نيسان ( ابريل ) 1984 .
• معارك تاج المعارك في 12 – 24 آذار ( مارس ) 1985 .
• يوم الكويت 26 ايار(مايس)1986 (رداً على عملية انتحارية قامت بها ايران استهدفت شيخ الكويت جابر الصباح اوعزت القيادة العامة للقوات المسلحة لكافة قواتها بضمنها ألقوة الجوية وقيادة سلاح الصواريخ ارض – ارض باستهداف معظم المنشآت البترولية والمدن الايرانية الرئيسة وغيرها منذ صباح هذا اليوم وحتى ساعة متاخرة منه واطلق على هذه العمليه تسمية ( يوم الكويت ) جراء كل الاعمال العدوانية التي قامت بها ايران ضد الكويت وبدورها شكرت الكويت القيادة العراقية على ذلك .
• معارك احتلال مدينة الفاو العراقية ( وقد استمرت القوة الجوية العراقية تعرضها للقوات الايرانيه 30 يوماً بداً من 10 شباط (فبراير ) 1986 .
• معارك جوارته- بنجوين ، وحاج عمران ، وجبل كردكو24/2-31/3 /1986.
• معارك مهران الثانية 3 /6 – 11 تموز (يوليو)1986 .
• معركة اليوم العظيم 25 – 26 تموز (يوليو)1986 .
• معارك الحصاد الاكبر 9 -31 كانون الثاني (يناير)1987 .
• معركة حلبجة 16 – 27 آذار (مارس)1988 .
• معركة رمضان مبارك ( تحرير مثلث الفاو )17 -18 نيسان (ابريل)1988 .
• معركة توكلنا على الله الاولى 25 أيار(مايس)1988 .
• معركة توكلنا على الله الثانية 26 حزيران (يونيو)1988 .
• معركة توكلنا على الله الثالثة 12 تموز (يوليو)1988 .
• معركة توكلنا على الله الرابعة 22 تموز (يوليو)1988 .
• معركة تحرير حلبجة في 23 تموز(يوليو)1988.
حرب الخليج الثانية والحصار الشامل 1990-2003
لقد اعطى انتصار العراق في حربه مع إيران (1980- 1988 ) العديد من الدلائل والمؤشرات على تفوقه العسكري والاقتصادي والسياسي والعلمي وانعكاسه إيجاباً على أمنه القومي ، وهذا اقلق الدوائر الامبريالية والاستعمارية بسعيها الحثيث على تقوية مصالحها في المنطقة العربية عموماً والخليج خصوصاً وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية . فبعد شهر واحد من أحتفال العراقيين بهذا النصر أقر الكونكرس الامريكي في ايلول(سبتمبر) 1988مشروع القرار الخاص بفرض الحصار على العراق وتدمير اسلحته وفرض الرقابة عليه ، قدم هذا المشروع السناتورالامريكي (كلايبورن) تضمن القسم الاول والثالث من مشروع القرار إجراءات فرض العقوبات على العراق مصنفة الى عقوبات اولية تشتمل على امتناع الولايات المتحدة بيع أياً من المعدات العسكرية ، ، مشروع القرارهذا لم يصادق عليه الرئيس ريغان في حينه بسبب ضغوط الشركات الامريكية التي لها تعامل تجاري مع العراق ولكن صادق عليه الرئيس بوش بعد مصادقة الكونكرس عليها في تموز(يوليو)1990 .
كما تابعت الولايات المتحدة الامريكية فصول الحرب مع ايران حتى نهايتها ، فكانت تقف الى جانب العراق أحيانا لتمرير أجندة معينة والى جانب إيران تارة أخرى وكانت تنظر لانتصار العراق بعين الريبة والتهجس والخوف من المجهول خاصة أن معدلات التفوق العسكري العراقي أصبح متعادل تقريبا مع معدلات التفوق العسكري الإسرائيلي وهذا يشكل خطراً على مصالحها في الخليج والوطن العربي ، ففي نهاية عام 1989 أعدت ألمخابرات المركزية الامريكية تقريرها الذي تضمن ان العراق ينوي مهاجمة إسرائيل والتوسع على دول الخليج العربي و يقترب من انتاج الاسلحة النووية والبايولوجية والكيمياوية وركز التقرير على موضوع المدفع العملاق و الصواريخ بعيدة المدى ونهج العراق نحو الوحدة العربية من خلال إنشاء مجلس التعاون العربي بين العراق والاردن ومصر واليمن ، مما سيشكل خطراً جسيماًعلى مصالحها في منطقة الشرق الاوسط ، وكانت ردود فعل الادارة الامريكية حيال هذا التقرير و بعد التشاور مع بريطانيا ألبدء بمرحلة التخطيط الهادىء لاستدراج العراق وادخاله في مشاكل أو خلق مواقف يصعب على قياداته ألتنصل منها أو أهمالها لكونها تشكل تهديداً لاْمنه القومي .
كان العراق بعد حربه مع ايران قد تفرغ للتخطيط من أجل بناء أقتصاده والتوجه الى عمليات إعادة الاعمار والتطوير لبناه التحتية التي تضررت طوال سنوات الحرب والتوجه الى الحياة الطبيعية أسوة بدول العالم الا أن الاعمال الاستفزازية المخطط لها جيداً اوقفت ذلك ، ومما زاد من توتر القيادة السياسية العراقية أيضاً هو أنخفاض أسعار النفط بسبب زيادة الانتاج النفطي لدولتي ألكويت والامارات العربية المتحدة ، نتج عنه خسائر كبيرة في الاقتصاد العراقي ناهيك عن تجاوز الكويت على آبار النفط القريبة من الحدود العراقية الكويتية ومطالبتها العراق تسديد ديونه لها أبان حربه مع إيران وكان العراق يشكو من ضائقه مالية شديدة ، كل هذه الامور خططت لها الادارة الامريكية لأستدراج العراق لفخ الكويت ثم القفز لتطوير ستراتيجتها باستخدام القوه والهيمنة على منطقة الخليج العربي .
من الاسباب الرئيسة لهذه الحرب ومن وجهة نظري ثلاث اسباب ,الاول الضغط الامريكي على الرئيس صدام حسين واعطائه الضوء الاخضر بل تشجيعه لدخول الكويت بعد لقائه مع السفيره الامريكيه في العراق (ابريل كاترين كلاسبي )في اشاره تفهم بهذا المعنى ,الثاني القرارات السياسية الخطيرة والتوازنات الاستراتيجية والسياسية احيانا التي جعلت الجيش النظامي على حافة الهاوية ولم يكن له خيار فيها لكونه لم يشارك في اتخاذها او مناقشتها .
مع الاسف ان اقول حدوث تداخلات كثيره في مبدء القيادة والسيطرة نتيجة فصل فيلقي الحرس الجمهوري والحرس الخاص عن الجيش النظامي واستحداث ادارات ورئاسة اركان خاصه به نتج عن ذلك خلل في التخطيط الاستراتيجي المشترك سواء للعمليات الدفاعية او الهجومية والمفروض تشمل عموم الجيش في خطة واحدة تحت ظل وزارة الدفاع بل اصبح هذا الجزء المهم من حيث التسليح والتجهيز شبه غريب عن الجيش النظامي ولا تربطه به اية روابط مشتركه سواء من حيث التنظيم او التخطيط او الادارة او اتخاذ القرار كما ان وزير الدفاع لاعلاقة له بهذا التنظيم بل لاعلم له ماذا يهدفون…. وضعت كل هذه الجيوش ذات التسليح الجيد والكفوء تحت قيادة قصي صدام حسين الشاب المندفع في قراراته و الغير مناسب لمثل هذه الامور,الثالث استشهاد عدنان خير الله وزير الدفاع بحادث الطائره المشؤوم يوم 5 ايار (مايو )1989 ..(عدنان خير الله قائد كفوء ومهني ومتدرج في المناصب القيادية والسياسية وكان يملك القدره في التاثيرعلى الرئيس صدام حسين و هوالكل في الكل تقريبا باتخاذ معظم القرارات السياسية العسكرية الناجحة والمهمه المتخذه من مجلس قيادة الثورة وكان يعتبر صمام الامان لها و بدأ تاثيره واضحا بعد استشهاده في الكثير مما اتخذ من هكذا قرارات اهمها قرار احتلال الكويت الذي وضع العراق في موقف لايحسد عليه بين الدول العربيه والعالم أتخذت بحقه أقسى العقوبات بقيت ساريه بحقه منذ احتلاله للكويت في 2 اغسطس 1990 حتى احتّل من قبل الولايات المتحده الامريكيه في 9ابريل 2003 .
لكي ننصف الجيش العراقي اقول لم يتدخل الجيش النظامي الذي يقوده وزير الدفاع ورئيس اركانه وكافة صنوفه وقادته وامريه في مسالة احتلال الكويت بكافة مراحلها بدءا من تحديد المهمة واعداد تقادير الموقف والتخطيط والتنظيم والتنسيق والقيادة والسيطرة والتنفيذ وانما تم زجه بها بعد التنفيذ واستقرار الاوضاع على الارض وصدور قرارات مجلس الامن التي تهدد باستخدام كافة بنود الفصل السابع تجاه العراق اذا لم ينسحب من الكويت …وهذه امور اقولها للتاريخ لكوني احد افراد الجيش النظامي ان قرار احتلال الكويت اتخذمن قبل رئيس الدوله باستشارة عدد محدود من القاده السياسيين والعسكريين لايتجاوز اصابع اليد الواحدة ، اما القوه الجويه وطيران الجيش فقد تم تبليغهم بالمهمة قبل 24 ساعه وبسرية شديدة لذلك كان تنفيذهم للمهام دون المستوى المطلوب ادى الى تكبد خسائر جسيمه في طيران الجيش خلال خط رحلتهم الى الكويت قبل فجر يوم 2 اب …ومن المثير للدهشه وغير قابل للتصديق ان وزير الدفاع الفريق الاول الركن عبد الجبار شنشل ورئيس اركانه الفريق الاول الركن نزار الخزرجي علموا باحتلال العراق للكويت من المذياع أثناء الدوام الرسمي وقد دهشوا لذ لك كونهم المسؤولين عن القوات المسلحة ولا علم لهم بذلك مما ترك لديهم شعور بعدم ثقة رئاسة الجمهوريه بقادة الجيش النظامي .
في ايلول 1990 كلفت رئاسة اركان الجيش النظامي بطلب من رئيس الجمهورية أعداد تقدير موقف حول المواجهة المحتملة مع قوات التحالف المزمع ارسالها من قبل مجلس الامن وفق البند السابع لاجبار العراق على الانسحاب من الكويت والذي اتخذ صيغة تقدير موقف سياسي عسكري شارك فيه عدد من القادة العسكريين والمدنيين ناقشو فيه العديد من العوامل العسكرية والمدنية في القطر والمستوى المحتمل لاداء قواتنا العسكرية تجاه القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها اضافة للعوامل الاقتصادية والسياسية ، وتوصل القاده في تقديرهم للموقف ان هذه المواجهة ستلحق تدمير كبير في البنا التحتيه للعراق وقواته المسلحة وبالتالي ستجبرقواتنا على الانسحاب من الكويت وتركوا تقدير ذلك للقائد العام للقوات المسلحة في اشاره الى ضرورة الانسحاب من الكويت قبل تطبيق ما تبقى من بنود الفصل السابع …ولكن لم يؤخذ بهذا التقديرولم يناقش ، بعده أحّيل رئيس اركان الجيش الذي كان يتراس لجنة اعداد تقدير الموقف على التقاعد وعين بدلا عنه الفريق الاول الركن حسين رشيد وأصرصدام حسين على المواجهه مع القوات الامريكيه وعدم الانسحاب من الكويت واشرك مع قوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص الموجوده في الكويت كل الجيش النظامي بفيالقه الخمسة وصنوفه المختلفه التي واجهة القوات المتحالفه بصبر وعزيمه في عاصفة الصحراء .
لقد استخدم العدوا قواته الجوية بشكل مكثف استطاع من خلالها ترتيب اوضاع قواته البرية على الارض تمكنت من تحقيق نصر سريع حاسم بعد ان تكبدت قواتنا خسائر كبيره في امكانياتها القتالية والفنية وهذا محسوب نتيجة الفارق الكبيربنسب الكفائه النوعيه بينه وبين الحلفاء التي بلغت اكثر من 1 : 20 لصالح قوات التحالف… ناهيك عن التدمير الحاصل في البنا التحتية الارتكازية العراقية اما القوات الجويه العزيزه فقد دمر حوالي50% منها على الارض رغم ذلك تمكنت متصدياتنا اسقاط اكثر من 10 طائرات معادية في القتال الجوي واكثر من 100 مقذوف (كروز توماهوك) وطائرات مقاتله بواسطة وسائل دفاعنا الجوي هذا رغم التفوق النوعي للقوات الامريكيه ، لقد اضطرت القيادة العراقية التنسيق مع ايران لايواء حوالي 140 طائرة قتال وطائرات نقل استراتيجي وطائرات أنذار وسيطرة طائر للحفاظ عليها من القصف الامريكي كبادرة حسن نيه واعادة بناء جسور الموده مجددا مع العراق وتبين بعد ذلك وكعادة ايران اللعب على الحبلين انه بمثابة خدعه انخدع بها القادة العراقيين في المسعى الايراني الغير متوقع بعد ان بينوا لهم انهم ضد امريكا ومع العراق في حربه ضدهم .
لقد كانت الفترة المبتدئه بعد انسحاب القوات العراقية من الكويت وحتى احتلاله في 9 نيسان (ابريل )2003 من اصعب الفترات التي مر بها الجيش العراقي عبر سفر تاريخه الطويل فبعد انسحابه الغيرمنظم والمرتبك تطارده القوات المتحالفه رغم وقف اطلاق النار تزامن مع هذا الانسحاب اعمال عنف وغوغاء جراء دخول عناصر مسلحه من ايران بدعم امريكي منظم احدثت فوضى عارمه في معظم المحافظات الجنوبية تمثلت باعمال تخريب وحرق وسرقه لمنشآت الدولة المختلفه وقتل الكثير من ابناء الجيش المنسحبين العزل من السلاح مستغله انقطاع المواصلات مع المركز وفقدان القيادة والسيطرة والارباك الحاصل في عملية الانسحاب ، وقد تدخلت القيادة العراقية بشكل سريع بعد علمها بهذا الامر وتم اعادة تنظيم القوات والسيطرة على الموقف العام وتم القضاء على هذه الاعمال بسرعة واعادة السيطرة على المحافظات التي تاثرة بها وتم القبض على معظم هذه العناصر وفرّ الباقي الى ايران ، ولا مجال لمناقشة ذلك في هذا الايجاز القصير.
كما اشرت انفا ان حرب الخليج الثانيه (ام المعارك )كما اطلق عليها احدثت تدميرها واضحا في قواتنا المسلحة بلغ حوالي 50 %واعطاب حوالي 25 %…اضافه ان نصف المتبقي من قوتنا الجوية الصالحة للاستخدام موجودة في ايران ، ونتيجه للحصار الشامل المفروض على العراق من قبل مجلس الامن وعدم السماح باستيراد المواد التي تدخل في الصناعة وعدم السماح بالتبادل التجاري والصناعي مع الدول المستورد منها الاسلحه كافه ادى ذلك الى شبه توقف للآلة العسكرية عندها شمرت القوات المسلحه عن سواعدها بالاعتماد على قدراتها الذاتية وبما متيسر لديها من كفاءات علمية وفنيه بالتعاون مع وزارات الصناعة والتصنيع العسكري والنفط والمعامل المتوفره في القوات المسلحه في اعادة تصنيع وتطوير وادامة معظم المعدات والاجهزة و الاسلحة الثقيلة في كافة صنوف القوات المسلحة من خلال حمله واسعه اظهرت قدرة العراقيين في المطاوله تحت ضغط الظروف الصعبة اضافه الى استخدام مبدء مضاعفات القوه المهم الذي اضاف قدرة اضافية للاسلحة والافراد ادى ذلك الى ارتفاع مستوى الكفاءة النوعية لقدراتنا القتالية واصبحت بمستوى يمكنها من ادارة عمليات دفاعية ناجحه تجاه التهديدات الايرانية المحتملة وبعض التهديدات الامريكية كالتهديد الجوي وغيرها.
.نتيجة لنسب التدميرالمشار اليه انفا في قواتنا المسلحة جرى تقليص 40% من اجمالي القوات المسلحة (البريه والجويه والدفاع الجوي )اما القوه البحريه فقلصت الى 70% .
نتيجتاً للحصار الشامل المفروض على العراق انخفضت نسب المستوى القتالي والفني للجيش العراقي لكنه أستطاع الحفاظ على نسبة منها بما يتيسر لديه من الاسلحه والمعدات للفتره من 1991 ولغاية عام 2000كحد اقصى يمكن ان تتحملها بسبب تقادم اعمارها وخروج البعض الاخر من الخدمه ( كان يعتقد ان الحصار لم يستمر ابعد من هذا التاريخ لكنه تجاوز ذلك وفق مختلف الحجج التي كانت تختلقها الولايات المتحدة الامريكيه اهمها اسلحة الدمار الشامل التي صورة للعالم امتلاك العراق لها وفق اساليب وطرق خبيثه عبر فرق التفتيش المسخره لاغراضها….بعد هذا العام اعتبرت القوة الجوية خارج الخدمه بسبب تقادم اعمار طائراتها رغم الجهود الخيرة المبذولة في رفع صلاحياتها وتمديد اعمار طائراتها الى الحدود القصوى المسموح بها واحيانا كان يتم تجاوزها أضطراراً لذلك اصبح من المتعذر استخدامها كقدره قتاليه محسوبه كما لا يمكن استخدامها كأحد الاسلحه المؤثره في القوات المسلحة انعكس هذا الامر على الدفاع الجوي وتهالك اجهزته ومعداته وكذلك طيران الجيش وباقي صنوف القوات المسلحة عموماً …هذه الامور باعتقادي كانت محسوبه جيدا من قبل الولايات المتحده الامريكيه بحيث كان توقيت هجومها في اذار 2003 مناسب جدا وقواتنا المسلحة في اضعف مستوياتها القتالية.
تحديدا بعد عام 2000 م بدء العد التنازلي لقدرات وامكانيات وادوار الجيش العراقي والقوات المسلحه عموما لاسبات عديدة كما اوضحت انفا واهمها الحصار الشامل لكل مستلزمات الدفاع الوطني للدولة (السياسية ,الاقتصادية ,الاجتماعية ,العسكرية ,المعنوية ) اصبحت القوة الجوية وفق المفهوم التعبوي العلمي خارج الخدمة وقبلها كانت القوة البحرية بعد هيكلت معظم وحداتها واصبح معظم منتسبيها خارج الخدمه اما القوات البرية التي تعتمد على المتطوعين والمكلفين تقادمت بسبب عدم استقبالها لاي متطوع بعد عام 1991 مما ادى الى ايقاف التسريح منها حتى لمن تجاوز العمر الاقصى للخدمة ادى الى اعتمادها على المكلفين الذين اخذوا يتهربون من الخدمة العسكرية بشتى الاعذار تبعهم المطوعين ثم بعض الضباط وهنا اصاب الجيش طاعون الفساد المالي والاداري الذي بدءا ينتشر رغم شدة العقوبات التي تطبق بحق مرتكبيها كل هذه الامور وغيرها اعطت دلائل حتى للمواطن العادي بضعف المنظومة العسكرية والامنية الداخلية التي تحملت اكثر من طاقتها في مثل هذه الظروف … كاجراء علاجي لموازنة ضعف الكفاءة النوعية بالعددية اصدر رئيس الجمهوريه في 1998م قرارتدريب الشعب عسكرياً واعادة الضباط والمراتب المتقاعدين للخدمة العسكرية واستحدثت لهم دائرة خاصه ارتبطوا بها هي دائرة النخوة وتم الايعاز الى القيادات الحزبية التنسيق مع هذه الدائرة ودائرة المحاربين ووزارة الدفاع للمباشرة في تدريب عموم الشعب العراقي على حمل واستخدام السلاح وقد نجح هذا الاجراء في زيادة الوحدة واللحمة الوطنية بين ابناء الوطن الواحد الا انه لم يعالج المشكلة الرئيسة وهي ضعف القدرة القتالية عموما وانما اضاف عليها عباً جديدا هو تداخل في مبدء القيادة والسيطرة وضعف الادارة مابين المنظمة الحزبية ووزارة الدفاع…الاجراء الاخر الذي اتخذته القيادة السياسيه هو استحداث تنظيم جديد خارج وزارة الدفاع سمي ( بجيش القدس ) غرضه الضاهري الدفاع ضد العدوا الاسرائيلي ولكن الواقع غير ذلك بل لتعزيز قدرات الجيش العراقي وقد فتح باب التطوع لهذا الجيش عندها التحق الى مراكز التدريب الملايين من ابناء الشعب العراقي رجالا ونساءً منهم الطلبه والموظفين والكسبه والمتقاعدين وحتى ممن بلغ السن القانوني ومن لديه الرغبة في التطوع للقتال مع الجيش العراقي وقد وضعت للملتحق بعض الامتيازات شجعتهم على الالتحاق به .
الاجراء الاخر الذي اتخذته القيادة هو استحداث تنظيم آخر جديد خارج وزارة الدفاع هو جيش فدائيو صدام الذي اشترط الانتساب اليه من فئة الشباب بغرض تدريبهم على العمليات الخاصة وبرواتب مجزيه ، ونُسب لقيادته عدي صدام حسين…الحقيقه التي لايمكن انكارها ان هذه التنظيمات اثقلت من مشاكل وزارة الدفاع التي تقود جيش نظامي مدرب وفق ضوابط وغايات واهداف معروفه يجري التدريب عليها… خاصة انها لاتتدخل فيما تخطط له هذه التنظيمات الجديده ولا يربطها تنسيق مشترك.
كاجراء صحيح استحدثت عدد من الدوائرهي ( دائرة المحاربين / دائرة الاحتياط القريب / دائرة النخوة / دائرة خدمة الاحتياط / ودائرة خاصة بمعاقي الحرب ) ارتبطت بديوان رئاسة الجمهورية لاستيعاب من تم اخراجه من الضباط بسبب تقليص الجيش كاحتياط استراتيجي للمستقبل يتم سحبه منها عند الحاجه فبدلا من احالته على التقاعد يتم نقله الى هذه الدوائر ويبقى محتفظاً براتب الخدمه الذي كان يتقاضاه مع مخصصاته وكافة امتيازاته فيها .ولهذه الدوائرفروع في المحافظات تسهل استدعائهم عند الحاجه ..ولكن لم يستدعى اياً منهم حتى عند بدء التعرض الامريكي للعراق في 19 اذار 2003 بينما التحق القاده والضباط في مقرات هذه الدوائرمنذ فجر هذا اليوم وهم في شوق للالتحاق بتشكيلاته لمقاتلة العدو ولكن تم الايعاز اليهم الالتحاق بمقرات الفرق والشعب لحزب البعث العربي الاشتراكي وحسب تنسيبهم دون تحديد مهامهم فيها وهذه بدورها لم تتمكن من قيادتهم بالصورة المرجوة واخذت تكلفهم بمهام الحراسة والدوريات والانقاذ نتيجة القصف المعادي وهم برتب كبيره مما احجموا عن تنفيذ مثل هذه المهام التي لاترقى الى مستوياتهم القيادية وطالبوا القيادات الحزبية مفاتحة القيادة العسكرية استيعابهم ضمن تشكيلات الجيش لاخذ دورهم الصحيح ولكن هذا لم يحدث وتصرفوا بشكل كيفي لحماية المناطق التي يسكنوها من عبث الغوغاء والسراق التي انتشرت بشكل كبيرجداً لنهب وسرقه مؤسسات الدوله ودور المواطنين ابان الاحتلال الامريكي للعراق .
اما تفاصيل الحرب الامريكية البريطانية على العراق فتحتاج الى شرح وافي ومفصل ولكن اذكر بعضاً من تداعياتها واسبابها فهذه الحرب بدأت بقرار أمريكي – بريطاني خارج الإرادة والشرعية الدولية ، كان له إنعكاساته من قبل المجتمع الدولي من معارض ورافض ، وقد بنت الدولتان دوافعهما لشن هذه الحرب على عدة إدعاءات لم تؤيدها معظم دول العالم ، كامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل قادر على استخدامها في خلال دقائق وإدعائهما ان العراق يهدد الامن الدولي وأمن الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص وغير ذلك من إدعاءات ومسوغات وأكاذيب باطلة صادرة من دولة تدعي الديمقراطية ، فبعد احتلال العراق وتوقف العمليات لم يثبت سلامة وصحة أي إدعاء من هذه الإدعاءات بل أتضحت هناك أطماع اقتصادية منها احتكار لانتاج النفط العراقي والاستفاده من عائدات إعمار العراق وأهم من ذلك الاهداف السياسية والجيوسياسية لتحقق الهيمنة على هذه المنطقة الحيوية وإعادة تشكيلها بما يخدم ألمصالح الامريكية ويفرض الوجود الإسرائيلي وزيادة امنه ، كما ان إسرائيل لعبت دوراً مؤثراً في حث الولايات المتحدة الامريكية لشن الحرب على العراق لتدمير قوته العسكرية وأخراجها من حسابات القوى العسكرية المؤثرة على استمرارها في قلب عالمنا العربي .
لقد قاتل الجيش العراقي النظامي وجيش الحرس الجمهوري وجيش الحرس الخاص والقوات شبه العسكرية من مقاتلي جيش القدس والفدائيين ومقاتلي تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي ، والدفاع الجوي القوات الامريكية والبريطانية في معركه قل نظيرها في التاريخ الحديث للفرق الشاسع في ميزان القوى العسكرية يمكن ان اشبهها بقتال شجعان مزودين باسلحة بسيطة ضد قوات معاصرة تقاتل باحدث الاسلحة والمعدات التي تعمل عن بعد ، لقد خُطط للعراقيين ان يقاتلوا بهذا الشكل اعتمادا على شجاعتهم وغيرتهم والتزاماً باوامر وتوجيهات قياداتهم السياسية وكانت نتائجها معروفه مسبقاً ولا تحتاج الى تحليل ، ومن ثم ضياع جهود حثيثه مضنية بذلها قادة العراق عبر سفر تاريخ هذا الجيش العظيم ، لينتهي نهاية مأساوية اليمة ومؤسفة ([1]) .
سلطة الاحتلال وتاسيس الجيش العراقي الجديد
في سابقه خطيره هي الاولى في التاريخ الحديث ان يُحتل بلد من قبل قوة غاشمة بأسم الديمقراطية ويسلب أمنه الوطني وتدُمَر قواه وبناه التحتية وكل ماله صله في دفاعه الوطني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً ومعنوياً ثم تنهب خيراته بشكل مبرمج و يُشرد شعبه ويُكتب دستوره من قبل هذه القوة ويفرض عليه ، ثم تُسّير أمور شعبه وفق أسس ومبادىء لاتمت للواقع الانساني والقانوني والشرعي والحضاري بصلة وبأسم هذه الديمقراطية ، فالمحتل في أول خطواته حل الجيش العراقي رمز الامن والسياده الوطنيه وحاضن قوى الدوله الاخرى ، ذو التاريخ العريق بأدواره الوطنية والقومية المعروفة وحَلّ معه كافة الدوائر الامنية والسياسية والوزارات المهمة في خطوه لانهاء كل ذي صله بمفهوم الدولة العراقية بدل الاستفاده منها على اقل تقدير في العهد الجديد الذي أقره واستعاض عنها بجيش ودوائر أمنية ومؤسسات بداياتها مليشيات ونهاياتها طائفية عرقية لغايات خبيثه لخدمته وإحكام السيطرة عليه من خلال عناصرغريبة لايهمها سوى مصالحها الخاصة ومصالح الاحزاب والفئات المنتمية اليها بعد تغيير تنظيماته التي اعتاد عليها بتنظيمات أمريكية بعيده كل البعد عن العقائد الوطنية والقومية والدروس المستفاده من الملاحم البطوليه التي خاضها وطنياً وقومياً لتتماشى مع الاهداف التي يسعى لها هذا المحتل واعوانه ومحاولة تاسيس ركائز جديده بدأ من الصفر .
في منتصف أيار(مارس)2003 نسب الرئيس الامريكي جورج بوش السفير (بول بريمر) حاكماً مدنياً لسلطة الاحتلال ، والذي اصدر في 23آيار ( مايس) 2003 الامر رقم (2) لادارة التحالف تحت عنوان (حل مؤسسات) والذي شمل وزارة الدفاع وكل الهيئات التابعة او المرتبطة بها وكل التشكيلات العسكرية بما في ذلك الحرس الجمهوري والحرس الخاص ومليشيات حزب البعث وفدائيو صدام وجيش القدس ، كما شمل الامر قرار تشكيل جيش جديد يكون هذا الجيش بمثابة الخطوه الاولى وذو مهنية فعالة عسكرياً وممثله لكل العراقيين (هذا كما يدعي الامر) ، وقد عارض كبار قادة الجيش السابق هذه القرارات وحرروا دراسة شامله اوضحو فيها سلبية هذا الامر ومدى انعكاساته السلبية المستقبلية على مستوى الامن القومي العراقي ، سُلمت الدراسة مباشرة الى ( بول بريمر) لكنه برر إصداره للامر بانه جهة منفذة للاوامر الامريكية ولا علاقه له بذلك في إشارة الى صدوره من الحكومة الامريكية وهذا غير صحيح ففي كتاب مذكراته عامي في العراق يشير بول بريمر في الصفحه 25 ماياتي ((في التاسع عشر من مايو، أرسلت مذكرة الى الوزير رامسفيلد تتضمن شرحاً تفصيلياً لتوصياتنا بحل وزارة الدفاع العراقية والهيئات التابعة لها بما في ذلك المخابرات والأمن والجيش والوحدات العسكرية وشبه العسكرية الأخرى، وقلت في مُذكرتي ان هذه الخطوة ستكون حاسمة في سعينا الهادف الى تدمير اسس نظام صدام وإظهاراً للشعب العراقي ان لا عودة لصدام وعصابته ، وقبل إرسال هذه المذكرة الى البنتاغون ناقشتها مع كبار القادة المدنيين والعسكريين في ادارة التحالف ومع القيادة المركزية في قَطر ، في البنتاغون ظل الناطق باسمي ( دان سنيور) ينسق صياغة البيان طوال الليل مع مدير مكتب رامسفيلد( لاري دي ريتا). وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، حين أعطاني رامسفيلد التفويض بالمضي قدما في هذا الموضوع ، أبلغت الرئيس بالخطة من خلال رابطة تلفزيونية بالفيديو)) . وفي حينها ظهرت تبريرات مفادها ان وزير الخارجية الامريكي كولن باول وكوندليزا رايس لايعلمان بهذا الامر واعتبروه خطوة غير صحيحة حيث كان المفروض الاستفادة من الجيش العراقي السابق لحفظ الامن والنظام ، لم تهتم الاداره الامريكية وحاكمها الاداري في العراق لما سيجري سبب خطوتها الخطيرة هذه ، وما سيترتب من فراغ أمني مقصود استمر حتى اب ( اغسطس) 2003 حيث نُهبت كل مقرات واسلحة وتجهيزات ومعدات الجيش العراقي برعاية المحتل وباشرافه وتخطيطه…. وكان لمليشيا الحزبين الكرديين حصة الاسد بعد ان استولت على اسلحة الفيلقين الاول والخامس وجزء من اسلحة الفيلق الثاني كاملة غير منقوصة بحجة غنائم حرب حصلوا عليها بعد قتال مع هذه الفيالق ، وما تبقى من اسلحة ومعدات الجيش ومنها القوة الجوية والدفاع الجوي وطيران الجيش نهبت وبيعت كحديد خردة الى إيران ودول الجوارمن قبل اعوان المحتل ، اما مقرات الجيش والقوة الجوية والدفاع الجوي والقوة البحرية بعد نهبها أصبحت عباره عن سكن لمقرات الاحزاب القادمة مع المحتل والغوغاء والعوائل الفقيرة التي كانت تامل تملكها لاحقاً .
يذكر بول بريمر أيضاً بمذكراته في الصفحه 23 مايلي( وبينما كنت أناقش المستشار- سلوكومب- حول موضوع الجيش، اتفقنا على عدم استدعاء الجيش القديم الذي كان يخضع لهيمنة السُنة لان ذلك سيثير حفيظة الغالبية الشيعية وسوف يعتبرونه عودة للصدامية دون صدام ، وكذلك عَبَر الاكراد الذين يتمتعون بقدر من الحكم الذاتي والحماية الاميركية من قوات صدام ، عن رفضهم القاطع لاعادة الجيش السابق، وهكذا كان الشعور بعدم الثقة في الجيش السابق ، في أعمق ما يكون، سواء الشيعة او الاكراد، ولا يَسع الولايات المتحدة المجازفة بفقدان تعاون هاتين الفئتين من ابناء الشعب العراقي معها وواجهتنا كذلك ، صعوبات عملية مهمة تعترض استدعاء افراد الجيش السابق!!!!، فكل جيش يحتاج الى ثكنات وقواعد ومعدات، فقد تم تدمير كل القواعد والثكنات عقب اختفاء افراد الجيش عام 2003، كما اختفت كل المعدات العسكرية الخاصة بهم، لم تبق وحدة واحدة او ثكنة واحدة على حالها، وهكذا فان المسألة لا تتعلق باعادة تشكيلة عدة كتائب من الجيش، وحتى لو تمكنا من استدعاء افراد من الجيش، فانه لا مكان لهم ولا معدات ) .
تشكيل الجيش العراقي الجديد
بعد صدور أمر إلغاء الجيش العراقي جرت العديد من المحاولات لإلغاء هذا الامر لكنها لم تنجح وقد حاول بعضاً من قادته المساهمه الفعلية في الجيش الجديد بعد قناعتهم ان المحتل مصر على الالغاء ولا رجعة في ذلك والسبب من أجل بناء جيش يرتكز على أسس ومبادىء وعقيدة سليمة ، احدى صيغ هذه المحاولات إجراء عدد من اللقاءات مع بعض السياسيين في مجلس الحكم امثال أياد علاوي وعدنان الباججي وجلال الطلباني ومسعود البرزاني وغازي الياور وقائد القوات الامريكية في العراق اللواء شانشيس وغيرهم طرحت عليهم العديد من وجهات النظر في هذا السبيل ولكنها ايضاً لم تفلح ، وقد اتضح اخيراً ان غاية الولايات المتحدة الامريكية بناء جيش يرتكز على مرتكزات امريكية وعليه كانت قد ارسلت بعد احتلال العراق مباشرة عدد من القادة العسكريين العراقيين المؤشرين لديها الى واشنطن في معهد الدفاع الوطني بغرض ارشادهم للاسس المطلوبة في بناء الجيش العراقي الجديد لكي يسهل التعامل معه طالما ان بقاء القوات الامريكية في العراق بات شبه دائمي وسيكون الجيش العراقي الجديد جزءاً من جيش الولايات المتحدة الامريكية .
في كانون الاول 2003 استدعي معظم قادة الجيش العراق السابق من رتبة مقدم فما فوق وأجريت معهم العديد من المقابلات في منطقة الاعظمية ببغداد لاختيار من يصلح منهم وفق ضوابط المحتل ، استمرت هذه المقابلات اكثر من خمسة عشر يوماً ، اختير بعدها عدد منهم حيث اجريت مقابلة أخرى نوعية للنخبة المختاره سُئل القاده فيها اسئله تمس الشرف العسكري والمؤسسة العسكرية السابقة نعتوها بالمكروهه والغير نزيهه والمسلطة على رقاب الشعب العراقي مما ولد رد فعل لهؤلاء القادة إحتجوا على طبيعة هذه الاسئلة الغير صحيحة وكان هذا هو المقصود من المقابلة ولم يقبل احداً منهم سوى ضابط واحد هو العميد الركن عبد القادر محمد العبيدي الذي عُين بمنصب قائد القوات البريه ثم وزيراً للدفاع بحكومة نوري المالكي عام 2006 ، باقي منتسبي الجيش الجديد ُقبلوا من خلال الاحزاب التي انتموا اليها بعد الاحتلال أو بتوسط من له نفوذ في سلطة الاحتلال ، وقد بدأت نواة تشكيل الجيش العراقي الجديد في اوائل عام 2004 .
توغل المليشيات داخل الاجهزة الامنية الوطنية
قبل أن يغادر الحاكم المدني (بول بريمر) العراق بانتهاء مهمته وكبادرة حسن نية كما يدعي وبغرض سد الفراغ الامني والحفاظ على الامن والاسراع بتشكيل الجيش الجديد أصدر أمره المشؤوم ذي الرقم 91 في الاول من حزيران (يونيو) 2004 سمح فيه لتسعة مليشيات كانت تعمل بصفة معارضه داخل و خارج العراق في الجيش الجديد بشرط عدم إشراك اي عنصر من الجيش السابق ولا اياً من حزب البعث العربي الاشتراكي وكافة الاجهزة الامنية الاخرى .
الامر 91 . جاء في الامر91 مايلي( إنشاء القوات المسلحة والمليشيات، التي يسعى قانون إدارة الدولة للمرحلة الإنتقالية ، والأمر رقم 91 لسلطة الأئتلاف المؤقتة للسيطرة عليها، لخدمة اهداف جيدة ونبيلة لحماية الناس من إرهاب نظام صدام… توصل مسؤولو الائتلاف الى إتفاقية مع مليشيات وقوات مسلحة مختلفة وسيتم تفعيل سياسة سلطة الائتلاف المؤقتة حول تحول وإعادة اندماج القوات المسلحة والمليشيات وسَيُشرح تأثيره على رجال المليشيات في العراق. نحن نتعامل مبدئياً مع تسعة أحزاب لديها قوات مسلحة /أو مليشيات – وهم الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني ومنظمة بدر وحزب الدعوة وحزب الله العراقي والحزب الشيوعي العراقي والحزب الإسلامي العراقي وحركة الوفاق الوطني العراقي والمؤتمر الوطني العراقي عدد الافراد الذين نتعامل معهم هو حوالي( 100000 الف) مقاتل من المقاومة السابقة.من هؤلاء، حوالي(90%) سينضمون لعملية التحول وإعادة الاندماج ، وسينضم أقل من 60% فقط الى أجهزة الأمن العراقية والبقية سيتم إعادة دمجهم في المجتمع المدني ، لم يعد لجيش صدام وجود، لكن التهديدات الخطيرة الأخرى لا تزال موجودة. يمكن الاستفادة من خبرات ومهارات مقاتلي المقاومة التي اكتسبوها على مدى السنين !!! لجعل العراق أكثر أماناً وأزدهاراً. بينما نحن في حاجة الى تحويل وإعادة اندماج هذه المنظمات المسلحة، نحتاج أيضاً أن نعامل مقاتلي المقاومة السابقين بإحترام لتضحياتهم في الكفاح ضد طغيان صدام ، إن سياسة التحويل وإعادة الاندماج للقوات المسلحة والمليشيات هي سياسة عادلة وشريفة لأولئك المستعدين للعمل ضمن العملية السياسية ، يميز الذين قاتلوا ضد صدام ، بكونهم فعلاً، جنود العراق الموثوق بهم ، وستمد المساعدة لهم وللمحاربون القدامى الأخرون، من ماضي العراق الدامي، ويعاملون على حد سواء. للقيام بذلك، يعين رسمياً مقاتلي المقاومة السابقين كمحاربين قدامى …) ،كما جاء في هذا الامر ( يوفر للذين مدة خدمتهم تلبي متطلبات التقاعد من الجيش نفس الراتب الذي كانوا يتقاضونة لو كانوا في الخدمة ، السماح لهم وإعطاؤهم الوقت الكافي للأختيار بين الألتحاق بالدوائر الحكومية أو أحدى دوائر الأمن العراقية وعلى سبيل المثال الجيش والشرطة ، و يجعلهم مؤهلين لجميع مميزات المحاربين القدامى، كاختيارهم في برامج التدريب الوظيفي والتوظيف التابعة لوزارة العمل والشؤون الأجتماعية… انتهى الامر 91 ).
ثم تلى هذا الامر بعض القرارات والاوامر اتاحت لمن شمله غبن من منتسبي الجيش السابق تقديم طلبه معزز بشهود لكي يسترد حقوقه ، وقد أتاحت هذه القرارات فرصه ذهبيه للكثير ممن ادعوا الغبن تقديم طلباتهم المفبركة مع شهود زور حصلوا على رتب ومناصب عالية وعالية جداً لم يكونوا يحلموا بها واصبح من كان قد أحيل على التقاعد او طرد لاسباب عدم الكفاءة اوغير شرعية وفق القانون يحتل مناصب مهمة في هذا الجيش وهكذا اصبح الجيش الجديد يضم بالاضافة الى المليشيات الحزبية مجاميع من العاطلين وغير الكفوئين لم يستطيعوا أعادة بناء هذه المؤسسه المهمة كسابق عهدها حتى هذا اليوم.
الخاتمة
في عجالة موجزة بمناسبة الذكرى 93 لتاسيس الجيش العراقي وددت ايضاح بعض الادوار المهمة لهذا الجيش العريق لكي يعي ذلك البعض من ابناء العراق ممن لم يعايشوها بعد سعي امريكا المحموم وايران واعوانهم من طمس هذا الدور المشهود والمعروف لكل الشرفاء والمنصفين من ابناء العراق ، ان مايجري اليوم من اعمال يقوم بها الجيش العراقي الجديد في بعض المحافظات الغربية والشمالية من خلال اجراءات سياسية انعكست ادوارها على الواقع العسكري يندى لها الجبين بعيدة كل البعد عن تاريخه النظالي في مواجهة اعداء العراق لهي دليل دامغ على تبعيته وسوء ادارته المتسمة بالطائفية والعنصرية …عاش العراق وعاش جيشة المقدام ، وما النصر الا من عند الله .
اترك تعليقك