حرب احتلال العراق 2003 الحلقة الخامسة
7 أبريل , 2018
المرحلة الرئيسة الثالثة ( 26 – 31 آذار /مارس 2003 )
التماس بالعدو على جميع المحاور
د علوان العبوسي
7/ 4 / 2018
دعونا نكمل المرحلة الرئيسة الثالثة التي اشرنا لها في الحلقة الرابعة في ادناه
معركة الكفل
قبل نهاية الاسبوع الاول من المعركة استطاع الأمريكان الوصول الى جسر الكفل (( الكفل مدينه يقع فيها قبر النبي ذو الكفل وهو احد أنبياء اسرائيل خلال السبي البابلي )) وكان هذا الجسر مهم جداَ وقد اعد للتخريب لكن نتيجة بعض الاخطاء لم يخرب الجسر مما سمح للقوات الامريكية العبور للضفة الاخرى واحتلال المدينة .
يذكر الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين ضمن قاطع مسؤوليته ما يأتي ( في ليلة 25 – 26 /3 / 2003 تمكن الأمريكان عبور جسر الكفل واحتلال مدينة الكفل التي كانت فرقة من جيش القدس تدافع فيها ، وقد صادف بداية الهجوم هبوب اعتا العواصف الترابية التي لم يشهدها العراق منذ خمسون عاماً ، في ذات الوقت طلب حضوري في بغداد لتدارس الموقف من قبل المشرف على الحرس الجمهوري قصي صدام حسين ، وقد التقيته ومعه رئيس اركان الحرس الجمهوري الفريق اول سيف الدين الساعة 1230 يوم 26 /3 /2003 وشرحت له الموقف مع العدو على شكل ضربات بمدافع مفردة وبغارات صغيرة تنفذها القوات الخاصة بملابس مدنية ، وقد ذكرت له مبرراتي في تجاوز تحديدات عبور نهر الفرات وفقا لتوجيه السيد القائد العام فاقتنع بها وسألني عن جدوى هذا الاسلوب في القتال ، قلت له هذا المتاح لمن لا يملك دفاعاً جوياً مؤثراً ناهيك عن الفارق الكبير بتقنيات التسليح ، ثم اخبرني بموافقة السيد الرئيس على مقترح الهجوم على القوات الامريكية في مدينة الكفل ، لكن دون التفريط بقوة الفيلق المعدة لمعركة بغداد ، اجبته ان شاء الله ستنجز المهمة ، ثم استدار نحو الفريق الاول سيف الدين قائلا نحن نثق بقيادة الفريق رعد الحمداني وكافة الاجراءات التي يتخذها ،وهنا كررت طلبي لنسف جسر جرف الصخر مادام العدو لايزال بعيداً عنه وهو مهيئ منذ بدء الحرب لتفجيره من قبل هندسة الفيلق ، ولكي لا يتكرر موضوع عدم نسف جسر الكفل ، فوعدني اخذ موافقة الرئيس على ذلك ، ولكن مع الاسف لم تحصل الموافقة للمرة الثانية خلال اسبوع .
من مكتب المشرف اتصلت برئيس اركان الفيلق اللواء الركن فائق مجباس لتهيئة الفوج المظلي من اللواء قوات خاصة / 3 لتنفيذ الهجوم على القوات الامريكية في مدينة الكفل وان يكتمل تحشد القوة مع الضياء الاخير هذا اليوم ، في الوقت المحدد التقيت مع جماعة استطلاع اللواء /3 قوات خاصة عند مدخل مدينة الحلة الشمالي وكاد يكون النهار ليلاً بفعل العاصفة الترابية وحتى اني استعنت بالمصباح اليدوي في تدقيق توقيت ساعتي والتعرف على جماعة اللواء وكان من الضروري جمع ادق المعلومات عن موقف مدينة الكفل والاماكن التي وصلها العدو ، بعد جهد جهيد عثرنا على مقر قيادة منطقة الفرات الاوسط والقائد السياسي البديل السيد فاضل محمود غريب مع محافظ بابل السيد ابراهيم شجاع وعدد من المسؤولين الحزبيين معهم المستشار العسكري اللواء الركن المتقاعد جواد هاشم ، وقد هالني حالة هذا المقر الذي لا يعرف دقائق الموقف لكي يتم اعداد خطة الهجوم ، اخيرا عثرنا على قائد فرقة القدس التي خسرت معركة الكفل وعدم اكتراثه واهتمامه بذلك ، اخيرا التقينا بأحد الضباط المتقاعدين القدامى اللواء الركن المتقاعد مؤيد المهدي فشرح لنا بعض تفاصيل الموقف وطبيعة المنطقة وقدم لنا بعض النصائح التي ارتكزنا عليها في ارسال قوة الاستطلاع لاستمكان العدو والتي اجرت مهمتها بصعوبة بالغة بسبب سوء الاحوال الجوية ،مما تطلب مني تأخير الهجوم الى يوم 27 / 3 /2003 ، ولكن العاصفة لاتزال على شدتها ، بعد تكامل القوة شنت الغارة بالتوقيت المحدد لكن دون فائدة ترجى بسبب ضعف مدى الرؤيا الى الصفر مما تطلب الاقتراب اكثر مما ينبغي والاصطدام المباشر بالعدو ، وبعد 150 دقيقة من الهجوم انسحبت قوة الغارة – الفوج المظلي – تاركة خلفها ثلاث شهداء وتسع جرحى ، لقد كان رد فعل القوات الامريكية سريع وشديد ومع ذلك استطاعت القوة اصابة سبع دبابات او عجلات امريكية بالقذائف الخفيفة ، وكانت هناك حركة درع كبيرة على الجسر رافقها طائرتي هليكوبتر ولكن مدفعيتنا كانت مستمرة في قصف المنطقة ، بدوري طلبت من قيادة المنطقة استثمار الغارة ولكن دون تأكدنا من استثمارها .
معركة الكفل
في الخرائط ادناه دعونا نتابع الهجوم المتزامن على خمسة محاور الساعة 1300 يوم 30 آذار / مارس 2003
الاتجاه الاستراتيجي الشمالي (ضمن المرحلة الثالثة )
قوات التحالف
قامت مليشيات ( البيشمركة ) لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني يومي 25 – 26 آذار/ مارس قصف مواقع حزب انصار الاسلام الكردية المناهضة لقوات (البيشمركة) ، كما حصل تبادل لأطلاق النار بين هذه المليشيات والقوات العراقية يوم 26 آذار/ مارس ، كان هذا ضمن خطة خداع و تغطية لتأخر وصول القوات الامريكية وارباك القيادة العراقية في هذه المنطقة لحين وصول هذه القوات في 27 اذار/ مارس 2003 حيث تم الاستيلاء على مطار حرير في قاطع اربيل من قبل عناصر من اللواء 173 أنزال جوي ، في 28 منه تقدمت القوات الامريكية مع (البيشمركة) الكردية وتمركزت على مسافه 20 كلم عن كركوك ، في يوم 30 آذار/ مارس أستمرت عمليات النقل الجوي الامريكي للأفراد والمعدات متزامنة مع القصف الجوي ضد الدفاعات العراقية حول محافظتي الموصل وكركوك واصبح مطار حرير يستقبل طائرات النقل الامريكية بكثافة .
القوات العراقية .
– تمسكت قوات الفيلقين الاول والخامس بمواقعها الدفاعية على خطوط التماس بمفهوم الدفاع الثابت كما قامت بالقصف المدفعي والصاروخي لمواقع المليشيات الكردية التي تتقدم في اتجاهي كركوك والموصل .
– في 30 آذار/ مارس بدأت القوات العراقية انسحابها المنظم من مواقعها الدفاعية من خطوط التماس باتجاه كركوك وبعض المواقع باتجاه أربيل مع الاستمرار بقصف المليشيات الكردية التي تحركت واحتلت تلك المواقع المخلات .
– قصف مطار حرير بالصواريخ ارض – ارض كما عززت القوات العراقية الدفاعات حول الموصل وكركوك .
– استنتاج . الموقف في الشمال اساساً كان لصالح القوات العراقية الا انها لم تستغله من أجل الاشتباك مع القوات الامريكية المنزلة جواً حيث اتسمت إجراءاتها بالسلبية المطلقة وأكثر الظن سبب ذلك قيادة المنطقة الشمالية المتشبعة افكارها دون تغيير في الدفاع داخل المدن الموصل وكركوك . ويتضح من ذلك ان هناك تقصير كبير من قبل قيادتي المنطقة الشمالية السياسية والعسكرية في عدم أتخاذ موقف يخفف من زخم الهجوم على القاطع الجنوبي والوسطي بعد سنوح فرصة ذهبية كما اشرت انفاً وعدم استغلالها من قبل الفيلقين الاول والخامس تجاه قوات (بيشمركة) ضعيفة لا تشكل اي تهديد لهما على العكس ، فعند اتهام قوات الحرس الجمهوري في عدم تفجير جسري الكفل وجرف الصخر في ظل سيادة جوية امريكية مطلقة سمح للقوات الامريكية العبور الى الجهة الاخرى مما سهل احتلال بغداد ، فمن وجهه نظري ان موقف الفيلقين وقيادة المنطقة الشمالية اخطر بكثير من هذا الاتهام ، فعند انتهاء المعارك دمرت كافة اسلحة الحرس الجمهوري والخاص والفيلقين الثالث والرابع بينما استلمت قوات (البيشمركة) اسلحة الفيلقين الاول والخامس كاملة غير منقوصة وجزء من اسلحة الفيلق الثاني ، فاين وجه الخيانة او التقصير في قوات الحرس الجمهوري .
الاتجاه الاستراتيجي الغربي ( ضمن المرحلة الثالثة )
قوات التحالف
– في يوم 29 آذار / مارس قامت القوات الامريكية بعملية أنزال جوي لعناصر من الفرقة 82 في محافظة الانبار قرب الحدود الدولية في منطقة عانه وحديثه مع استمرار القصف الجوي على اهداف غرب العراق .
– أحكام السيطرة على كافة المحاور في هذا الاتجاه .
– كما فرضت قوات التحالف سيطرتها التامة على الصحراء الغربية العراقية بفضل السيادة الجوية التي حققتها .
احتلال المنطقة الغربية من العراق
القوات العراقية
لم يظهر اي نشاط قتالي للقوات العراقية في الصحراء الغربية ، كما اكد وزير الدفاع العراقي في تصريحه يوم 27 آذار/ مارس ( ان قوات التحالف تسيطر على القطاع الغربي من العراق باستخدام طائرات الهليكوبتر والمدرعات الخفيفة ) .
ملاحظة
تشكر ادارة موقع شهداء سلاح الجو العراقي الاستاذ مهند عبد الجبار الشيخلي لمشاركتنا بتصاميم المعارك الجارية في حرب احتلال العراق 2003
اترك تعليقك