غزة تنتصر- 11 عالمنا العربي بين الامس واليوم
16 يوليو , 2024
د علوان العبوسي
15 / 5 / 2024
من المحزن والمؤلم مواقف دولنا العربية حيال حرب المحتل على غزة ، دون ان يكون رد فعل عربي ايجابي سوى المطالبة بايقاف الحرب ووصول المساعدات الى الفلسطينيين ، وهي تعلم لاحياة لمن تنادي والعدو الصهيوني مستمر في غاياته العنصرية ، ومن المفرح المؤلم في نفس الوقت نجد شعوب العالم بكافة فئاته تنتفض بمواقفها الشجاعة بالتظاهر دعماً للفلسطينيين ،بغض النظر عن حكوماتها المؤيدة للكيان الصهيوني، واليوم يتطور التظاهر ليشمل فئآت الشباب في كافة الجامعات الامريكية والاوربية رافضة للحرب على غزة مطالبة اداراتها بقطع كل انواع من العلاقات مع اسرائيل ، لكنا ومع شديد الاسف لم نشهد مثل هذه المواقف الانسانية في بلادنا العربية وهي اكثر التصاقاً بالقضية الفلسطينية ، سوى العدد البسيط جدا لايتجاوز اصابع اليد الواحدة، فلم هذا التغير بعد ان كانت الحكومات والشعوب العربية تنتفض من اجل قضية العرب المركزية الاولى فلسطين.
انا اوعز ذلك الى القيادات السياسية العربية بشكل خاص التي تنعكس سياساتها على شعوبها متخذه في ذلك النهج السلبي في مواقفها من القضية الفلسطينية التي كانت تعتبر قضية العرب الاولى ، امتد هذا النهج السلبي على جامعتنا العربية التي تمثل واقع حال دولنا العربية فاجتماعاتها تخلو حتى بابسط الادانه للكيان الصهيوني بافعاله الدونية تجاه شعبنا الفلسطيني بدل الايعاز باتخاذ مواقف مؤثرة تعكس مواقفها حيال هذا الكيان الغاصب لارضنا العربية ، حتى بات يعلم هذا بمثابة موافقة لما تقوم به من اعمال خارجة عن القوانين الدولية والانسانية ، والجميع على يقين بانه يسعى لابادة هذا الشعب بحجة حماس دون ان يحقق اي هدف من اهداف الحرب ( والتي اشرت عليها في مقالي السابق – غزة تنتصر 10 )،عليه ستبقى القضية الفلسطينية بمسؤولية شعبها بامكانياته البسيطة المتواضعة وهذا اتضح جلياً في حرب اسرائيل على غزة ،دون رد فعل عربي ايجابي كما ذكرت انفاً .
صمت عربي اكتفى ببيانات الشجب والاستنكار، في الوقت الذي لم يتوقف القصف الصهيوني الوحشي على غزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى التي مر عليها اكثر من سبعة اشهر مخلفة اكثر من 35000 الف شهيد و79000 الف جريح والالاف المفقودين تحت انقاض المباني المهدمة نتيجة القصف اليومي الجوي والمدفعي الممنهج، بالقاء اكثر من 100000 طن من القنابل على غزة بما يعادل خمس قنابل ذرية من الفئة التي القيت على هيروشيما وناكزاكي.
ويأتي الموقف العربي في وقت ساندت المقاومة الفلسطينية دول أجنبية وأيدتها رسميًا وشعبيًا، مثل بوليفيا التي قطعت علاقتها بالكيان المحتل وكولومبيا وتشيلي اللتين استدعتا سفير الكيان الصهيوني وهددتا بقطع العلاقات رسميًا مع دولة الكيان، وجنوب افريقيا ،اسبانيا ، نيكاراغوا، ماليزيا ، بنكلادش ودول اخرى كثيرة وقفت بكافة امكانياتها السياسية مع الحق الفلسطيني ، وهنا يكون التساؤل المنطقي، هل يعد الموقف العربي الحالي تجاه مايجري في فلسطين إعلان وفاة رسميا للتضامن العربي وإلى الأبد؟ وانا اجيب بشكل شخصي ان الانقسام العربي وصل إلى مراحله الأخيرة، ولا يمكن العودة إلى ما كان عليه،
من مواقف مشرفة كما شهدناها في كافة الحروب العربية الاسرائيلية منذ 48 حتى 73 .
للأسف هناك إجماع عند القادة العرب أن يهتم كل منهم بشؤون بلده ليتغلب على جملة مشاكل اقتصادية واجتماعية جعلت البلد العربي مثقلا بالهموم عاجزا عن مساعدة أخيه العربي ،وقد اتضح ذلك جلياً مع العراق في 1991 و 2003 ، ومع ليبيا في 2011
اترك تعليقك