مذكرات النقيب الطيار جميل صيهود اسماعيل عن المعارك الجويه
19 يناير , 2021 .
أثناء تعرض قطرنا الحبيب سنة 1991 الى هجوم جوي شاركت به اكثر من ثلاثين دوله بقيادة الولايات المتحدة الامريكيه في الساعه الثانيه بعد منتصف ليلة 17/1/1991 كانت لي مشاركتين من قاعدة القادسية الجويه
المشاركه الاولى :-
إقلاع فوري في الساعه التاسعه من مساء الليله الثانيه للحرب أي الساعه 2100 يوم 17/1/1991 وما حدث في تلك الطلعه
عطل مركم الآزوت للدفه اليمنى حيث جعل الطائره تطير بحركة رحو
أي انزلاق وفي هذه الحالة يجب قطع الواجب والنزول بالطائرة
حسب تعليمات الحالات الاظطراريه لكن قررت إكمال الواجب رغم صعوبة قيادة الطائره بسرعات قتالية عاليه ومناورات حاده وهذا يتطلب جهد عظلي كبير
ومتواصل ودون سرعه 700 km/h وهي اقل بكثير من السرعة القتالية المطلوبه لكني قمت بإرباك طائرات العدو مما أدى الى ملاحقتي من قبل طائرات F 15 لذا قمت بالانحدار والطيران بارتفاع واطئ جدا وعمل
مناورات نحو اليمين واليسار والعوده لقاعدة القادسية الجويه ولكن التحدي الاصعب هو النزول بأقصر وقت ممكن أي بطريقة التقرب Long final وبسرعه عاليه وعدم عمل over shot لان الطائرات خلفي واي خطأ
سوف يكون لصالحهم فعملت ألتقرب بدون عجلات وبسرعه 600 km/h حتى المراحل النهائية ثم قمت بإرجاع ضابطة الوقود throttle
الى وضع idle وفتح الموقف الهوائي air break لتقليل السرعة الى 500k/h لإنزال العجلات ثم القلابات ثم دفع القليل من الوقود للحفاظ على سرعة النزول حيث تم النزول بالطائرة بطريقه الملامسه ألناعمه للمدرج smoothly touch رغم
وضعية الطائره وطيرانها بوضع الانزلاق وكان هذا عملا رائعا اعتز به دائما أتذكره عندما كانت الطائرات المعاديه تلاحقني ولم تستطع إسقاط طائرتي رغم
الموقف الذي كنت لا احسد عليه ثم تم النزول بسلام والحمد لله .
المشاركه الثانيه :-
في يوم 19/1/1991 تم إقلاعي من قاعدة القادسية الجويه بتشكيل مكون من طائرتين ميك 29 برمز علي حيث كنت قائدا للتشكيل وبعد الإقلاع فقد الرقم 2 الاتصال البصري بطائرتي وبعد ذلك انفصل عن التشكيل وأمر بالبقاء فوق دائرة المطار بارتفاع 3000m وانا تم توجيهي من قبل الرائد خالد القيسي ظمن مركز توجيه رادار حديثه التابع للقاطع الاول حيث تم توجيهي لوحدي نحو أربعة أهداف كانت بارتفاع 9000m وأخبرت فيما بعد بأن كانت هناك أربعة أهداف اخرى لذا أمرت بالطيران بارتفاع 1000m والتوجه نحوها فتح الرادار والتسلق لارتفاع 9000m وعند وصولي للارتفاع المذكور أخبرت بان الأهداف قد انحدرت للارتفاع الواطئ فقلبت الطائره وشاهدت الأهداف بصريا وبمسافة بعيده وعلى يميني وعلى شكل تشكيلين لا يمكن تميزهما لبعدهما فقمت بالانحدار السريع الى ارتفاع 2000m والقفل على احداهما بواسطة نظام القتال القريب الحراري وإطلاق صاروخ R 60 mk الحراري وتحقيق اصابه مباشره ثم القفل والإطلاق على الطائره الاخرى وفك الاشتباك بسرعه بسبب تحذير بقلة الوقود حيث قمت بإطفاء الحارق الخلفي والسحب للأعلى لعمل مناوره Roll of the top والرجوع باتجاه منطقة الكيلو 160 الذي كانت تبعد مسافة 30km للنزول بشقة نزول الطائرات للحالات الاضطرارية فخرجت من المناورة بارتفاع 6000m وسرعه 700km/h لذا تم ملاحقتي من قبل تشكيل مكون من طائرتين نوع F15 وإطلاق صاروخ سايد وايندر الحراري ايضا ومن الخلف وأسفل طائرتي وكانت اصابه مباشره في منطقة الذيل وانهواء الطائره وسط سحابه من الدخان والشظايا والدوران نحو اليسار والانحدار وفقدان السيطره عليها عندها غادرت الطائره بواسطة كرسي القذف وبعد خروجي من الطائره كانت المظله غير مفتوحه عند ارتفاع 6000m عندها شاهدت تشكيل مكون من طائرتين نوع F15 وكنت باتجاه قرص الشمس بالنسبه لهما فلم يشاهداني لذلك ظنوا اني داخل الطائره وعملوا دوران حول الطائره الى ان وصلت الأرض فاعتقدوا
اني داخلها ثم عادوا الى منطقة الاشتباك الجوي السابقه .
أما ما حصل لي بعد عملية القذف هو كالأتي
١- أثناء انطلاق الكرسي حدث انزلاق للاحزمه الكتفيه الخاصة بالمظله ووصولهما للمرفقين بسبب التعجيل العالي للقذف وطول الاحزمه الكتفيه بالنسبه لجسمي
٢- عند خروج الكرسي من الطائره يعمل جهاز التوازن للكرسي من الجانبين وهذا الجهاز يقضي على الدوران الحلزوني للكرسي بعد القذف وهو مصمم على شكل اصطوانات متعددة واحده تخرج من الاخرى الى ان تصل 2.5m تقريبا وفي نهاية كل واحد مظله صغيره ، فعند انطلاق هذا الجهاز نفذ من خلال الاحزمه الكتفيه للمظله
٣- عند انفصال الكرسي عن الطيار لم ينفصل الكرسي حيث بقي متعلق بواسطة جهاز التوازن الذي نفذ من خلال أحزمة المظله الكتفيه
٤- انفتحت المظله بارتفاع 4000m حسب ما مقرر وانا احاول التخلص من الكرسي بواسطة دفع الأسطوانات لإعادة تعبأتها الواحده بالأخرى نحو الكرسي ولكن باءت بالفشل .
٥- يبلغ وزن الكرسي 150kg وهذا اصبح وزن إضافي على المظله مما ادى الى زيادة معدل سرعة النزول نحو الأرض علما ان معدل سرعة النزول الاعتيادية لنزول الطيار بالمظله هي
٧م/ثا وعند اضافة وزن الكرسي البالغ 150kg تخيل كم تبلغ سرعة معدل النزول للمظله اضافة الى عدم توازن المظله لذلك عند وصولي للأرض كانت هناك صدمه كبيره لا يمكن ان يتحملها الجسم البشري .
٦- شدة الاصطدام بالأرض أدت الى كسر انكباسي شديد للفقره القطنيه الاولى وخلعها وضرر الحبل الشوكي بمنطقة ذيل الحصان وكسور انكباسيه اخرى وانزلاقات في الفقرات القطنيه والعنقيه وشلل الأطراف السفلى الإرتخائي غير الكامل .
٧- عند حدوث تلك الاصابه أصبحت عاجزا عن حركت الرجلين ولكني استطعت فك أحزمة المظله تحسبا لهبوب رياح .
٨- بعد فترة تقارب الساعه مرت بقربي سياره لوري تنكر ماء بمسافة 100m اخذ يراقب الموقف فأعطيته إشارة للتقدم نحوي لاكنه انطلق وتابع مسيره وبعد مرور ساعه اخرى جاءت سياره اخرى بنفس الطريق النيسمي نوع بيك اب وتحمل أشخاص مسلحين كانوا من البدو الرحل قد اخبرهم صاحبهم سائق السياره اللوري فحققوا معي وطلبت منهم انقاذي حيث قاموا بإنقاذي الى احد المراصد التابعة للدفاع الجوي
٩- تم اخبار قاطع الدفاع الجوي عن طريق المرصد المذكور وعند وصول الخبر للقاعدة الجويه هنا جاء دور امر السرب ٣٩ المقدم الطيار محمد علي داود رحمه الله حيث لعب دورا فاعلا في الضغط على الحركات لتنفيذ عملية بحث وانقاذ بواسطة طائرة الإنقاذ bk الألمانية وقام كلا من الطيارين النقيب الطيار حيدر راضي والملازم اول الطيار حذيفه عبد الغفور بتنفيذ عملية الإنقاذ البطوليه رغم كل المخاطر وتم تنفيذ الواجب برفقة الرائد الطبيب معد حيث كان أمرا لمستشفى قاعدة القدسية الجويه وكذلك المضمد جبير جزاهم الله خيرا جميعا وكانت رحلتهم للوصول لي كانت رحله شاقه تخللتها الكثير من المصاعب والمخاطر لوجود أهداف معاديه في الجو مما اظطروا للنزول في اثناء طريقهم ثم معاوده الطيران وعند وصولهم للمرصد الجوي رفعوني بالنقاله الى داخل الطائره ثم الإقلاع بالطائرة بارتفاع متر واحد داخل وادي حوران ثم الى مستشفى قاعدة القادسية الجويه بعيدا عن كشف الطائرات المعاديه .
١٠- بعد انتهاء المعركه عرفت بوجود اربع أهداف معاديه اخرى كانت متواجدة بالمنطقة
حيث توجه تشكيل اخر لاعتراضي هذا ماعرفته من مركز توجيه رادار حديثه ومركز العمليات في قيادة ألقوه الجويه
وانا أقاتل بمفردي في تلك اللحظات
اترك تعليقك