ضرب القطعات البرية المعادية شرق نهر الكارون

4 نوفمبر , 2016

 

 

( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا)

صدق الله العظيم / التوبة 51

ضرب القطعات البرية المعادية شرق نهر الكارون

  1. تمر علينا (36) عاما على استشهاد (الملازم الطيار مشرف ظاهر عبود) , ان توجيهات السيد الرئيس القائد صدام حسين تنفذ بحذافيرها وكان اللقاء الأول مع الطيارين المنفذين (9) طلعات جوية فاكثر في عمق الأراضي الايرانية في يوم الاثنين (13 تشرين الأول 1980) بزج الطيارين الاحداث وتنفيذ الواجبات القتالية للأهداف القريبة ودفاعاتها الجوية قليلة , وعليه فقد كانت هذه التوجيهات تسري وتنفذ من قبل طياري القوة الجوية العراقية جميعا وبدون استثناء.
  2. ففي يوم الثلاثاء 4) تشرين الثاني ( 1980 كنت في غرفتي (غرفة معاون امر السرب) في مقر السرب/109 مستلقيا وإذا بالباب يطرق فقلت (تفضل) وإذا بالملازم الطيار مشرف ظاهر عبود يقول لي ( سيدي يريدوك بغرفة حركات القاعدة) وكنت اعرف جيدا ان الطلب من غرفة الحركات هناك واجب بانتظار قدومي, فقلت له (منو ويايه ) فقال (سيدي انا وياك) فقلت له ( امشي ويايه) فذهبنا سويا إلى غرفة حركات القاعدة .
  3. تم تكليفي بواجب ضرب القطعات البرية الايرانية شرق نهر الكارون بقيادتي (النقيب الطيار ق ر) ورقم (2) الملازم الطيار مشرف ظاهر عبود , وهو واجب بسيط وقريب بالنسبة للواجبات الاخرى في العمق , بتشكيل مؤلف من طائرتي سوخوي -22 , كانت الطائرات محمله بحمولة (12×100) كغم قنابر عنقودية + (2×80=160) طلقة مدفع رشاش ( 30) ملم , ان هذا الواجب هو الاول لرقم (2) , شرح تفاصيل الواجب من قبلي بكل دقه لرقم (2) من بداية التشغيل والإقلاع وخط الرحلة وضرب الهدف والخروج والعودة إلى القاعدة والنزول فيها .
  4. اقلع التشكيل بسلام والدوران إلى جهة اليمين إلى منطقة (الدير) باتجاه (358)°والوقت (ثلاث) دقائق والسرع (900) كم/ ساعة والمسافة (45) كم , والارتفاع بحدود (50-70) متر وكان موقع رقم (2) إلى جهة اليسار , وعند وصول التشكيل منطقة ( الدير) تم الدوران إلى جهة اليمين ثم بدأ رقم (2) بالدوران إلى جهة اليمين ايضا والعبور من فوق طائرتي وأمامي ثم استقر التشكيل باتجاه الهدف (102)° وبدأ رقم (2) بالانحدار باتجاه الارض ويفقد الارتفاع تدريجيا فناديت عليه (مشرف اسحب طائرتك) فلم يجيب علي وكررت النداء (ثلاث) مرات ( اسحب اسحب اسحب) وبصوت عالي ولكن دون جدوى فاصطدمت الطائرة بالأرض وبسرعة عالية وشاهدتها وهي تتناثر وتنقلب واشتعلت النيران فيها ولم اشاهد خروج رقم (2) او مظلته فقمت بالدوران فوق موقع الطائرة المنكوبة وقمت بالاتصال بالقاعدة وأخبرتهم بان رقم (2) ضرب الارض وهل اكمل تنفيذ الواجب أو ارجع للقاعدة فأجابني الرائد الطيار هـ أ ب امر السرب /109 من غرفة حركات القاعدة وقال لي ( ق الغي الواجب وتوجه إلى منطقة جبل (سنام ) والقي الحمولة مؤمنه هناك , ان هذا الاجراء بإلغاء الواجب كان صحيحا لأنه لا توجد في تعبئة القوة الجوية العراقية بان طائره واحده تقوم بتنفيذ الواجب في العمق وعلى هذا الامر الذي صدر لي , توجهت إلى منطقة جبل ( سنام) على الحدود الدولية بين ( العراق – والكويت ) وألقيت القنابر(مؤمنه) وبقيت قنبره واحده معلقه في طائرتي لم تسقط رغم كل المحاولات التي استخدمتها ( القاء اضطراري- سحب وتعجيل زائد ) رجعت ونزلت بها في القاعدة بسلام والحمد لله ,كانت طائرتي هي الاخرى مصابه بطلقة نار واحدة في احدى جناحيها.
  5. ذهبت إلى غرفة حركات القاعدة واستقبلني ( العقيد الطيار الركن سالم سلطان البصو- أمر القاعدة وأمر السرب وضابط الحركات وضابط ركن الملاحة) وحمدوا الله على سلامتي , تبين بان اسلحة دفاعاتنا الجوية المتواجدة في منطقة (الهارثه) قد فتحت نار اسلحتها باتجاه طائراتنا , واخبروا امر القاعدة بأنهم اسقطوا احدى الطائرات المعادية , فكان جواب امر القاعدة بأن هذه الطائرة هي من طائراتنا وكان جوابهم ( بأنها فتحت النار علينا ومن ثم فتحنا النار عليها وأسقطناها) , كانت طائرتي السوخوي-22 المرقمة (2079) والوقت الكلي (عشرون ) دقيقة .
  6. ان السيد الرئيس القائد صدام حسين كان متواجدا في (مركز عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة في بغداد ) وقد سمع بخبر اسقاط احدى طائراتنا من قبل اسلحة دفاعنا الجوي واستشهاد قائدها, شكل مجلس تحقيقي من قبله ( فورا ( لكون استخدام القوة الجوية من قبله مركزيا, وأرسل احد كبار المسؤولين إلى محافظة البصرة , تم استدعاء امر كتيبة م/ط الرائد الركن طارق الدوري واحد ضباطه أسمه ملازم باسم , والتقيت بهم وقبلوني وحمدوا الله على سلامتي وقال امر الكتيبة (انت شنون خلصت) وبعد مواجهة رئيس المجلس التحقيقي امر الكتيبة وسؤاله عن كيفية اطلاق الأسلحة م/ط باتجاه طائراتنا المقاتلة , اجابه ( بأنه جاء امر من القاطع بان الأسلحة (حرة ) ثم (مقيده) ثم (حرة) وعلى هذا الامر تم فتح الأسلحة وإطلاق بحدود (400) طلقة باتجاه طائراتنا من قبل الكتيبة وأسلحة الجيش الشعبي , كان التحقيق يجري في مقر الفرع العسكري للحزب وبحضور امين سر المكتب العسكري (العقيد عدنان هادي طوقان وبحضور محافظ البصرة الاستاذ غازي حمود العبيدي) وبعد الاستفسار من قبلي عن شخصية رئيس المجلس التحقيقي فقال لي انه ( الاستاذ فاضل البراك – مدير الامن العام), وقد كان انسانا لطيفا مؤدبا خلوقا وذكيا, وعند الاستفسار مني من قبله عن كيفية اسقاط طائرة رقم (2) فأجبته ( بأنني وحسب اعتقادي وخبرتي كانت الإصابة فيه مباشره مما ادى إلى فقدانه للوعي وعدم الاستجابة لنداءاتي وضرب الأرض) , كان رئيس المجلس التحقيقي قد كلفني بكتابة تقرير مفصل عن امر القاعدة وتقيمه وعن الاحتياجات الخاصة بالسرب/109 والقاعدة لغرض تقديمها إلى السيد الرئيس القائد.
كتبت تقريرا مفصلا وتقييما لآمر القاعدة \
—————————————
  1. ان امر القاعدة العقيد الطيار الركن سالم سلطان عبد الله البصو هو رجل شجاع وذكي ومؤدب وخلوق وحاسم ويتحمل المسؤولية وصاحب قرار, نتمنى ان يكونوا كل الرجال بحرصه وكفائتة ونحن الطيارين نشيد به لكونه يتصف بهذه الصفات , وقد فضل البقاء في القاعدة ولم يتمتع بإجازة دورية منذ التحاقه قبل بداية الحرب ولحد الان فانه مضحي ومتفهم للمعركة ونحن مسرورين بوجوده كثيرا واصبح جزء لا يتجزأ منا وكثر الله من امثاله الطيبين ,بالإضافة إلى ذلك كتبت احتياجات السرب/109 والقاعدة , وشكرني على ذلك , ثم غادر مدينة البصرة متوجها إلى بغداد.
الملازم الطيار مشرف ظاهر عبود
——————————-
  1. ضابط طيار ملتزم عسكريا مؤدبا خلوقا خجولا , كان يعاني من مرض اوقفه عن الطيران وبعد اجراء عمليه جراحيه له منح اجازه مرضيه , وبعد حصوله على صلاحية الطيران ارسل إلى( قاعدة الوليد الجوية – ( H3 لغرض ممارسة الطيران التدريبي في السرب/ 8 وعلى طائرات السوخوي/7 , التحق إلى (قاعدة الوحدة الجوية – الشعيبة – السرب /109 ) وقد تم تدريبه على طائرات السوخوي -22 اسوة بزملائه الطيارين الاحداث لغرض زجهم في الواجبات القتالية , سميت احدى المطارات الثانوية باسمه تخليدا له , متزوج وليس لديه اطفال رحمه الله تعالى برحمته الواسعة.
ان الأخطاء التي تعرضت لها طائراتنا واسقطت من قبل أسلحة دفاعنا الجوي كثيرة ومتعددة نتيجة وجود عملاء ايران (حزب الدعوة العميل) في صفوف سلاحنا الجوي (قواعد – قواطع) وقد القي القبض على العديد من عناصر هذا الحزب واستحقوا العقاب العادل.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار والحفظ للباقين وامدهم بالصحة والعافية والعمر المديد.
عبد الرحمن العبيدي
  1. airforce - نوفمبر 4th, 2016 at 9:33 ص

    ارك الله فيكم اخي الصقر الحبيب عبد الرحمن العبيدي حفظك الله ، دائما علينا استذكار شهداء العراق وهم يدافعون عن العرض والشرف العراقي دون مهادنه لشيئ معين سوى كسب شرف المساهمة او الاستشهاد من اجل المبادئ التي تربينا عليها التي جعلت العراق قبلة للقاصي والداني مما ازعج القوى الكبرى والقوى العميلة لاستهدافه وبات الحال من المحال ، نعم اخي عبد الرحمن في بداية الحرب مع ايران كانت هناك خلايا تدعمها ايران اسقطت العديد من طائراتنا بلغت حوالي 16 طائرة ، بالاضافة للامور الاخرى التي يفتقر لها الدفاع الجوي خاصة الميداني على وجه التحديد مما اربك عملياتنا الجوية وقد اتخذت عدد من الاجراءات حيال ذلك لحين استقرار الامور معهم رحم الله الشهيد مشرف ضاهر وكافة شهداء العراق في عليين ان شاء الله مع تقديري