الشهيد الملازم الاول الطيار محمد جعفر حسن
9 نوفمبر , 2016
الشهيد الملازم الاول الطيار محمد جعفر حسن
بسم الله الرحمن الرحيم (قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا )
صدق الله العظيم/ التوبة 105
———————————————–
- بمناسبة مرور (36) عام على استشهاد الملازم الاول الطيار محمد جعفر حسن بسبب أخطاء منظومة دفاعنا الجوي ( الصواريخ / أرض – جو) , حيث استمرت فعاليات قوتنا الجوية بضرب الاهداف المنتخبة والمحددة من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة بضرب القواعد الجوية الايرانية في القواطع (الشمالي – الاوسط – الجنوبي ) لتحقيق الغاية الرئيسية من الضربة الجوية الشاملة وهي (تحييد القوة الجوية الايرانية والحصول على موقف جوي ملائم وضرب مدارج وطرق الدرج في القواعد الجوية الايرانية ومنع تدخل الطائرات الايرانية المقاتلة والمقاتلة هجوم ارضي في تقدم قطعاتنا البرية من اخذ مواقعها المرسومة والمحددة لها).
-
نبذة قصيرة عن الشهيد
الملازم الاول الطيار محمد جعفر حسن – مواليد مدينة ( بغداد – الكرخ – الشواكة – ولد عام 1952) , وقد اكمل دراسته (الابتدائية – المتوسطة – الاعدادية ) فيها , التحق الى (كلية القوة الجوية) بتاريخ (26/12/1972 ) بدورتها (24) في (قاعدة تموز الجوية – الحبانية) , كنت حينها في المرحلة المتقدم ومن الدورة (22) ورئيس عرفاء السرب الثاني في الكلية , وكان الشهيد من التلاميذ الشجعان والمؤدبين والنشطين والاذكياء , مارس الطيران في الكلية على طائرة الدولفين –L29) وقد جمع ساعات الطيران بحدود ( 180 – 190) ساعة , تخرج من الكلية بعد ان نقلت الى محافظة صلاح الدين (تكريت) والحق بعد تخرجه الى مدرسة القوات الخاصة – مدرسة المظليين حيث قفز قفزتين في شقة النزول في منطقة الاسكندرية ,ومن ثم الحق الى وحدة التدريب والطيران العملي المتقدم وعلى طائرة الميك – 15 في (قاعدة فرناس الجوية – الموصل ) في شهر اب 1975 , وبعد ان اوقف الطيران على طائرة الميك -15 بسبب انتهاء عمرها الافتراضي , الحق بنفس الوحدة وعلى طائرات (L-39) في شهر كانون الثاني 1976 , وبعد اكماله للدورة الحق في (منتصف شهر نيسان 1976) الى السرب/17 وعلى طائرات الميك – 21 في ( قاعدة ابي عبيدة الجوية – الكوت) , وبعد انتهاء الدورة في منتصف أيلول 1976 , الحق الى السرب/ 14 وعلى طائرات الميك – 21 في (قاعدة الرشيد الجوية – بغداد) وقد مارس الطيران في هذا السرب المقاتل مع خيرة الطيارين المقاتلين , وبعد فترة تم تحويله على طائرات الميك -23 بي الهجوم الارضي في السرب /49 (قاعدة علي بن ابي طالب – الناصرية) عام (1979) وقد مارس الطيران التدريبي والقتالي واصبح طيارا فعالا على هذا النوع من هذه الطائرات .
- بدأت الاعتداءات الايرانية على العراق العظيم من قبل الجارة الفارسية العنصرية ( اللهم اجعل بيني وبين فارس جبل من نار) رضي الله عنك يا عمر الفاروق الذي فرقت بين الحق والباطل , ولابد من ان يقوم العراق بتأديب ايران لكون العراق يمتلك القوات العسكرية (البرية – البحرية – الجوية) والمدربة تدريبا جيدا ولها القابلية على خوض ضمار الحرب والتي ارادوها فيذوقوا ما كسبت ايديهم , فقد بدأت الحرب في (4 أيلول 1980) من قبل ايران بضرب المدن والقصبات الحدودية بالمدفعية بعيدة المدى والاختراقات الجوية للحدود الدولية ومنع الملاحة في شط العرب , اذن فلا بد من الرد عليها بالوسائل المتيسرة , وكانت الضربة الجوية الشاملة في يوم الاثنين (22 أيلول 1980) من قبل طائراتنا ( المقاتلة الهجوم الارضي – القاصفات – المقاتلات )( السوخوي 7 , 20 , 22 , الميك 21,23 , هوكر هنتر) والتي تم ضرب القواعد الجوية الايرانية في عقر دارهم واوقعت الخسائر في أهدافها , وقد استمرت القوة الجوية بتنفيذ واجباتها للأيام المتتالية وحتى وقف القتال في (8/8/1988) ولمدة (8) سنوات عجاف .
- ففي يوم الثلاثاء (23 أيلول 1980) كلف تشكيل مؤلف من (4) طائرات ميك – 23 بي هجوم ارضي من (قاعدة علي الجوية – الناصرية) كانت الطائرات محملة بحمولة ( X500 4) كغم قنابر برشوتيه بضرب ( قاعدة وحدتي الجوية – ديزفول) بقيادة ( الرائد الطيار محمد احمد مطلوب الجحيشي ورقم (2) الملازم الاول الطيار محمد جعفر حسن ورقم (3) النقيب الطيار س ع ح ورقم (4) الملازم الاول الطيار أ أ, وبعد شرح تفاصيل الواجب من قبل قائد التشكيل من بداية التشكيل والاقلاع وخط الرحلة وضرب الهدف والخروج منه والعودة للقاعدة والنزول فيها .
- اقلع التشكيل عصرا من (قاعدة علي الجوية – الناصرية) والدوران يسارا باتجاه الهدف وكان اتجاه الهجوم على (قاعدة وحدتي الجوية – ديزفول) من اتجاه الشمال والخروج باتجاه الجنوب , كان التشكيل بوضعية قتالية محافظا على وحدة التشكيل وبارتفاع منخفض (30 – 40) مترا , أستمر التشكيل بهذه الوضعية وقبل الوصول الى الهدف تم زيادة السرعة الجوية الى (900) كم/ ساعة , وصل التشكيل فوق الهدف وتم القاء الحمولة من الطائرات على القاعدة واصابت اهدافها وشوهدت الانفجارات تغطي الاهداف , وخلال هذه اللحظات اطلقت من اسلحة الدفاع الجوي المعادي (صواريخ هوك أرض / جو) باتجاه رقمي (4,3) ومرت من بينهما الا انها لم تصب احدا منهما بسبب ارتفاعهما الواطئ اقل من (50) مترا وسرعتيهما اكثر من (900) كم/ساعة , خرج التشكيل والدوران يمينا بعد تنفيذ الضربة الجوية باتجاه الجنوب سالما ولم تصب اي طائرة من طائراتنا بأسلحة الجوي المعادي .
- بعد خروج رقم (2) من منطقة الهدف فقد الاتصال البصري بقائد التشكيل وكان مؤشر اتجاه طائرته عاطلا وقد كان (ثابتا) على اتجاه واحد , الا ان قائد التشكيل ظل معه باتصال دائم ويعطي له التعليمات لغرض عودته للقاعدة او اقرب قاعدة احتياطية للنزول فيها , وكان رقم (2) يقول لقائد التشكيل انا فوق البحر , وهذا يفسر لنا انه اخذ اتجاها مغايرا (180) درجة للتعليمات التي كان يوجهها له قائد التشكيل والا كيف يصل الى شمال الخليج العربي , وبعد مضي دقائق ادرك رقم (2) انه يطير عكس ما ذهب اليه وبالاتجاه المعاكس فغير اتجاهه وحتى وصوله قرب (قاعدة الوحدة الجوية – الشعيبة ) وكان طموحه ان ينزل فيها , الا انه كان اخر كلام نطق به رقم (2) وكان يستمع له بقية التشكيل هو (انطلقت صواريخ باتجاه طائرتي) .
- دقت صافرة الانذار بوجود غارة جوية وكان طياري السرب/109 قد خرجوا أمام مقر السرب , وخلال هذه اللحظات تم مشاهدة طائرة ميك – 23 فوق محطة ضخ نفط الشعيبة وعلى ارتفاع ما يقارب (100) مترا , وكانه لا يعرف اين مكانه ( متيه) , وخلال هذه اللحظات الرهيبة العصيبة المؤلمة الحزينة الباكية , انطلقت على رقم (2) صاروخين من صواريخ ( بيجورا أرض/ جو) من أسلحة دفاعنا الجوي من اللواء (148) الخاص بحماية مطار الشعيبة ومن جهتي (الشمال والجنوب) واصابت الطائرة واسقطتها واستشهاد قائدها , رحمه الله واسكنه جناته , كان امر اللواء الرائد الركن عبدالرحمن الجبوري ومعاونه الرائد الركن عبد المهدي والمعاون الفني الرائد المهندس عدي العبيدي .
- ان الحرب لابد ان نفقد اخا وزميلا وصديقا عزيزا علينا وعلى العراق , الا أن الاخطاء من قبل سلاحنا الجوي هي كارثة وليس هناك عذرا لتخطيها او السكوت عنها , وبنفس الوقت تحدث اخطاء خلال الحروب وفي دول متقدمة أيضا من قبل أسلحة الدفاع الجوي واسقاط طائراتهم بأسلحتهم وهذا متوقع .
ان الشهيد الملازم الاول الطيار محمد جعفر حسن يتصف بالشجاعة وحسن الادب ودماثة الاخلاق والكفاءة والشهامة والغيرة وقد عرفته منذ ان التحق الى الكلية فهو مميز ما بين دورته فقد عاش بطلا واستشهد بطلا رحمه الله واسكنه جناته , ورحم الله شهدائنا الابرار وتغمدهم برحمته الواسعة , وحفظ الله الباقين وامدهم بالصحة والعافية والعمر المديد .
ملاحظة – 1
———-
أن تكرار اسقاط طائراتنا المقاتلة من قبل اسلحة دفاعنا الجوي تراود الشكوك لوجود عناصر من منتسبي الدفاع الجوي في ( حزب الدعوة العميل لإيران) وقد القي القبض على هذه العناصر واخذوا حقهم الذي يستحقونه .
ملاحظة- 2
———–
شكري واعتزازي بالأخوة الذين زودوني بهذه المعلومات القيمة وعن السيرة الذاتية والواجب القتالي واخص ( رقم (3) في التشكيل النقيب الطيار البطل الصقر س ع ح حفظه الله وشافاه وامده بالعمر المديد ) كما اشكر ابن دورته (24) الاخ العزيز وزميلي في القتال البطل الصقر و هـ ح ) .
عبد الرحمن العبيدي
الاحد 7/11/2016
اترك تعليقك