عملية التعرض على المفاعل النووي الايراني في بوشهر ..الحلقة /15
22 يناير , 2017بعضاً من ادوار اسلحة الجو العراقية في الحرب مع ايران (1980 – 1988)
عملية التعرض على المفاعل النووي الايراني في بوشهر
الحلقة / 15
د علوان العبوسي
22 /1 /2017
في الحقيقه كان لكل هدف ايراني يستهدف من القوة الجوية العراقية قصه ومبدأ عند التعرض له ، شمل في طياته كافة مبادىء الحرب المتعارف عليها لذلك كان النجاح شبه مؤكد منذ البداية ، فعند التفكير بقصف المفاعل النووي الايراني في بوشهر لايعني مجرد تدمير منشأة حيوية مهمة وانما تحطيم القدرات الاستراتيجية المستقبلية لايران ، فبعد جمع المعلومات عن هذا المفاعل سواء بواسطة القوة الجوية او المصادر الاخرى تبين أحتواءه على القبة النووية المحصنة التي تحوي قلب المفاعل والمرافق التابعة له ، كما هناك قاعدة بوشهر الجوية وهي قريبه من المفاعل تتواجد بها طائرات ف /14 واجبها الدفاع عن جزيرة خرج والمفاعل النووي ومناطق التحميل و ناقلات النفط ومجمع البتروكيماويات وكافة حقول النفط في الخليج العربي ،كان على القوة الجوية التخطيط لابعاد هذه الطائرات عن طائرات الضربة التي ستكلف بمهمة مهاجمة المفاعل النووي ، النقطة الجوهرية الاخرى هي الطيران المنخفض فوق البحر يمكن ان ينكشف لذلك استغرق التخطيط طويلا لتجنب اي طارىء قد يؤدي الى افشال المهمة حيث اخذ بنظر الاعتبار أهم مبدئين هما المخادعة والمباغتة لتجنب الخسائر ،المعضلة الاخرى هي تحصين القبة الخرسانية للمفاعل وهي بطبيعة الحال تحتاج الى نوع من الصواريخ او القنابر الخارقة والتي لم تتوفر لدى القوة الجوية العراقية آنذاك وقد حاولت قيادة القوة الجوية الحصول على هذا النوع من السلاح لدى الجهة المصنعة ( فرنسا حيث كان لديها مشروع قنبله صاروخيه نوع – آركول – )لكنها في طور التجربة وهذا قد ياخذ وقت طويل لذا تم القرار على استخدام القنابر التقليدية الخارقه زنة 2000 باوند بدلا منها مع اخذ بنظر الاعتبار أستخدام الصاروخ الليزري (AS-30 )في محاوله لابد منها لخرق قبة قلب المفاعل النووي .
موجزللفكرة العامة لقصف مفاعل بوشهر النووي
تضمنت الفكرة العامة حشد 10 طائرات ميراج/ ف1 في مطار ارطاوي ( 20 كلم عن قاعدة الوحدة الجوية )وحشد نفس العدد في قاعدة الوحدة الجوية ( الشعيبة)بالاضافة الى اربع طائرات ميج/ 23 متصدية (MS )في نفس القاعدة ، كما حشد العتاد المطلوب للضربة ، اما خطة التنفيذ فتتم كالاتي (اقلاع طائرات الضربة تسع طائرات ميراج/ ف1 – من مطار ارطاوي الثانوي بالتزامن مع تسع طائرات ميراج ف1 ) من قاعدة الوحدة الجوية لاغراض الارضاع الجوي وطائرتين ميج 23 متصدية للمخادعة . تتجه طائرات الميراج باتجاه جزيرة بوبيان ثم تتجاوزها باتجاه الجنوب في عمق الخليج العربي ( قبل ذلك تتم عملية الارضاع الجوي لطائرات الضربة الجوية التسع وتعود المرضعات التسع الاخرى الى قاعدة الوحدة الجوية ) ثم تستدير طائرات الضربة نحو الجنوب الشرقي وصولا الى نقطة جغرافية اخرى ثم تستدير الى الشمال الشرقي نحو المفاعل النووي على الساحل الايراني ، طائرات المخادعة تتوجه في نفس الوقت باتجاه جزيرة خرج للتمويه ان الضربة على هذه الجزيره بغرض سحب طائرات ف/14 الايرانية من منطقة المفاعل بينما تتوجه طائرات الضربة الى اهدافها ، اما توزيع الاهداف فكما يلي :-
- 4 طائرة ميراج/ ف1 حمولة 2 قنبرة زنة 2000 باوند تهاجم قبة المفاعل .
- 2 طائرة ميراج/ ف1 بحموله صاروخ (AS-30 ) تهاجم القبه ايضاًمن مسافه 10 كلم.
- 2 طائرة ميراج/ ف1 خصصت لضرب ابنية الخدمات المحيطة بالقبة .
- طائره ميراج واحده لاغراض التشويش الالكتروني .
التنفيذ
في صباح يوم 17/11/1987 انطلقت من مطار ارطاوي وقاعدة الوحدة الجوية (18) طائرة ميراج/ ف1 اتجهت بارتفاع منخفض جداً باتجاه جزيرة بوبيان الكويتية وطائرتان ميج23 اتجهت باتجاه جزيرة خرج ، ثم جرى ارضاع طائرات الضربة في نقطة الارضاع وعادة تسع طائرات ميراج الى قاعدة الوحدة الجوية واستمر تشكيل الضربة وفق الخطة المرسومة ليهاجم المفاعل والمنشآة الادارية المحيطة به وتدميرها ، وعادة كافة طائرات الضربة والمخادعة والتشويش الى قواعدها بسلام بعد ان قطعت 1200 كلم في الذهاب والاياب ، وقد تم تكرار الضربة في نفس اليوم بالساعه 1630 و بنفس الاسلوب وبعدد 12 طائرة ميراج بضمنها طائرة التشويش وطائرات الحماية والمخادعة ، لقد استطاعت هاتان الضربتان الجويتان توجيه ضرباتها الناجحة دون تدخل من المتصديات الايرانية ، في يوم 19 /11/1987 تم تكرار الضربه على نفس الهدف حيث ايقنت القيادة تدميره بشكل تام ، وقبل نهاية الحرب في 19/7/1988 تم توجيه ضربة أخرى للمفاعل باربع طائرات ميراج/ ف1 .
المصدر .. علوان العبوسي كتاب القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي في الفترة 1931- 2003 ، ص ص236-238 ، بالتنسيق مع الفريق الطيار الركن خلدون خطاب
اترك تعليقك