القوة الجوية بين الامس واليوم
27 يوليو , 2014دكتور علوان العبوسي
21/7/2014
في كتابي (القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي في الفترة 1931- 2003)، تعمدت عدم ذكر بعض الاحداث ذات العلاقة المباشرة بالقوة الجوية لسببين، فشلها لعدم واقعيتها، وكونها تنم عن نزوات شخصية بحتة قد تشوه السفر الخالد لهذه القوة ولم تضيف سمعتاً طيبتاً لتاريخها المشرف يفتخر به منتسبوها امام باقي القوى الجوية من هذه الاحداث ، محاولتا الانقلاب الفاشل للعميد الطيار الركن عارف عبد الرزاق قائد القوة الجوية وبعدها رئيس الوزراء في حكومة عبد السلام عارف (1965 و 1966 )، ثم الدور الانفرادي الذي قام به المقدم الطيار منذر الونداوي قائد الحرس القومي في 13 تشرين الثاني(نوفمبر)1963 بقصف القصر الجمهوري ومبنى الانضباط العسكري وتدمير اربع طائرات ميج /19 في قاعدة الرشيد الجوية ، بعدها حادث هروب النقيب الطيار منير روفا الى اسرائيل بطائرة الميج/21، بالاضافة الى حادث الطائرة السمتية (وسكس) عندما كانت تقل رئيس الجمهورية المرحوم عبد السلام محمد عارف ومعه عدد كبير من الوزراء بسبب مخالفة طيران غير مسموح بها ادت الى استشهادهم جميعاً .
اليوم نحن امام مفترق طرق مابين الامس واليوم وما تقوم به القوة الجوية المالكية و الامس القوة الجوية لكل العراقيين اهدافها وغاياتها يفتخر بها كل انسان عربي لمواقفها المشرفة ضد اعداء الامة العربية والاسلام ولم يسبق لها ان مارست التعرض ضد ابناء العراق المدنيين العزل ودورهم السكنية وممتلكاتهم الخاصة.
القوة الجوية المالكية همها الشاغل هذه الايام قصف الاهداف المدنية وقتل المواطنين بالمطلق تساندها القوة الجوية الايرانية والسورية بذات المعنى وذات الاهداف . ثم دخلت على الخط الولايات المتحدة الامريكية وبدأت بالمشاركة باستخدام مسيراتها في القصف النوعي للبنا التحتية كمحطات الكهرباء والماء والوقود رغم اعلانها بعدم المشاركة العسكرية وهذه اهداف خدمية يستفاد منها المواطن في معيشته وليست ذات طابع عسكري ، اذن القوة الجوية المالكية والصفوية والسورية والامريكية مسخرة الان لقتل المواطنين العراقيين العزل من السلاح وهو تخطيط سخيف فاشل فشل الحكومة العراقية لاينم الا على الحقد والكره لابناء العراق.
شيئ مخزي رئيس الحكومة يامر بقتل العراقيين بواسطة قوته الجوية وقائد القوة الجوية وقائد طيران الجيش دون اعتراض ينفذان الامر وهو يفتخر بدورهم الاجرامي ، تعساً لكم قادة اعداء لشعبكم وبلدكم وتعساً لهذه القوة ، بالامس كنا نفتخر بها بصدق وهي تحمي دمشق من الاحتلال الاسرائيلي في حرب تشرين 1973 ، ثم في الحرب العراقية الايرانية وهي تسيطر على كل الاجواء الايرانية بشموخ واقتدار تحمي العراق والامتين العربية والاسلامية وشعوبها من بطش وشرور الفرس الصفويين ومشاريعهم التوسعية ضد هاتين الامتين، كيف ستواجهون ابناء بلدكم الذي احبكم وانتم تقتلون ابناء العراق الشرفاء بقراراتكم الجائرة وقصفكم العشوائي الغير مبرمج ضد اهلنا في الرمادي والفلوجة والحويجة والموصل وسليمان بك وتكريت وبيجي وطوز خرماتو …الخ ، بمعنى المناطق ذات الغالبية السنية ثم تدعون انكم لستم بطائفيون .
ما يهمني هو الطيارين اذا كانوا عراقيين ولكني اشك بهذا الامر ولا اعتقد ان تطاوعه نفسه قصف اهله وابناء بلده وقتلهم دون ذنب ارتكبوه كيف لك ايها الطيار وانت تتجول ببدلتك الزرقاء النظيفة وشارة الطيران الذهبية بين ابناء بلدك مرفوع الراس تفتخر بالدفاع عنهم ، ولكن هذه المرة ماذا تقول لهم وانت قد ارتكبت جريمة انسانية بحقهم بحق اطفالهم ونسائهم وشيوخهم وممتلكاتهم اذن قوتنا الجوية اصبحت قاتلة وليست مدافعة عن العرض والشرف فتعساً لها ولا بارك الله فيها .
وعليه اذا بقي قليلا من النخوة المطلوب من قائدي القوة الجوية وطيران الجيش وهيئات ركنهم مناقشة مثل هذه الامور اليس هؤلاء ابناء بلدكم عراقيون مثلكم لماذا قصف الاهداف المدنية ، اليس من واجبكم مرة اخرى اقولها حماية العرض والشرف ،إذا كان جوابكم بانكم تقصفون الارهاب وطياريكم الاغبياء يخطئون باهدافهم فالاجدر بكم ان تعتذروا لهذه العوائل المفجوعة بابنائها وممتلكاتها علناً ، وكيف لكم ان تواجهوهم مستقبلا فالاشخاص زائلون ويبقى التاريخ ليسّطر المآثر والمواقف الوطنية المشرفة والا والله فانا لو كنت اعمل بهذه القوة لايمكن ان استمر بها ساعة واحدة وهي تقتل ابناء العراق من النساء والشيوخ والاطفال بدم بارد .
رمضان كريم وكل عام وانتم بخير
اترك تعليقك